مناطق سياحية في الساحل الشرقي في الشارقة

ومن الجدير بالذكر أنّ الساحل الشرقي لإمارة الشارقة حَظِي باهتمامٍ كبير من قِبل صاحِب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة؛ إذ أمر بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية فيه، والتي أسهَمَت بشكلٍ كبير في تحويله إلى منطقة جَذب سِياحِيّ واستِثمارِيّ مُهِمّ في الوقت الحاليّ أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ومن أبرز المناطق السياحية التي يُمكن زيارتها في هذا الساحل ما يأتي:

خورفكان: عروس الساحل الشرقي

تُعَدّ خورفكان أكبر مدينة تابعة لإمارة الشارقة على الساحل الشرقيّ، ويُطلَق عليها لقب "عروس الساحل الشرقيّ"؛ إذ تَحظى بموقعٍ جغرافيّ مُميَّز، وتُحيط بها الجبال من الاتِّجاهات جميعها، كما تُضفي مَعالِمها التاريخية والأثرية سِحراً خاصَّاً على المدينة، ومن الجدير بالذِّكر أنَّها كانت قد حصلت على جائزة "أفضل مدينة سياحية عربية لعام 2023" ضمن جوائز الاتِّحاد العربيّ للإعلام السِّياحِيّ؛ فهي وجهةٌ مِثالِيَّةٌ لعُشّاق الطبيعة وخوض الأنشطة الترفيهية في الهواء الطَّلْق، وفيما يأتي أبرز الأماكن السياحِيَّة التي يُمكن زيارتها فيها:

شاطئ خورفكان

يمتاز شاطئ خورفكان بشكله الهِلالِيّ الخَلّاب، ومِياهِه الصافِيَة، ويُمكن مُمارَسة العديد من الأنشطة فيه، بما في ذلك الاسترخاء على طول الشاطئ، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وخوض المُغامَرات، وتجربة العديد من الأنشطة والرِّياضات المائِيَّة المُمتِعة، مثل: السباحة، وصَيد الأسماك، وجولات القوارب، بالإضافة إلى زيارة "جزيرة القرش" القريبة منه، والتي تُعَدّ من أبرز المَعالِم لمُحِبّي رِياضة الغَطس والغَوص.

كما يتضمَّن الشاطئ مُنتَزَهات، ومَلاعِب رِياضِيَّة، وأماكن لَعِب مُخصَّصة للأطفال، ومراكز تجارِيَّة، ومَساراتٍ مُخصَّصة للجَري ورُكوب الدَّرّاجات، ممّا يجعله مكاناً مِثالِيّاً للعائلات، والأطفال خاصَّةً.

استراحة السُّحُب

تقع استراحة السُّحُب على قِمَّة جبل في خورفكان، على ارتفاع 600 متر تقريباً فوق سطح البحر، وقد بُنِيت على شكلٍ دائِرِيّ يُوفِّر إطلالة بانورامِيَّة "360 درجة" على الشاطئ والمدينة بأكملها، كما تضمّ عدداً من أرقى المَرافِق والخدمات؛ لتوفير أكبر قَدرٍ من المُتعة والترفيه للزُّوّار.

مدرج خورفكان والشلال

يمتاز التصميم المعماريّ لمدرَّج خورفكان بجَمعِه بين الطِّرازَين؛ الرُّومانِيّ، والإسلامِيّ، كما يتَّسِع لأكثر من 3,500 مُتفرِّج، ويُوفِّر إطلالاتٍ فريدة على شاطئ خورفكان مُباشَرةً، وهو يُعَدّ وُجهة مُميَّزة لحضور العديد من العروض والفعاليات المُنوَّعة، ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ إذ صُمِّم شَلّال اصطِناعِيّ مُذهِل بالقُرب منه، وبلغ ارتفاعه 45 متراً، وعرضه 11 متراً.

قرية شيص

تمتاز قرية شيص بمَوقعها الاستثنائيّ بين تعرُّجات الجبال الوَعِرة، وتُعَدّ مِثالاً حَيّاً على عَراقة وأصالة سُكّانها الذين لا يتجاوَز عددهم 300 شخص، وهي تضمّ العديد من المَرافِق السِّياحِيَّة، بما في ذلك حديقة شيص التي تُمثِّل وجهة ترفيهيَّة مُميَّزة للعائلات، إلى جانب مَسار شيص الجبليّ الذي يَصِل طوله إلى نحو 1.8 كم، ويُمثِّل وجهة لخَوض المُغامَرات والاستمتاع بالمناظر الطبيعيَّة الخَلّابة على طول الطريق.

ولا ينتهي الأمر هنا فحسب؛ إذ تُوجَد العديد من الأماكن المُذهِلة الأخرى التي يُمكن زيارتها في خورفكان، بما في ذلك "ميدان خورفكان" الذي يضمّ سارِية عَلَم دولة الإمارات بين مساحات شاسِعة من الحدائق الخضراء والنوافير، بالإضافة إلى "جزيرة صيرة خورفكان" التي تُعَدّ وجهة مِثالِيَّة للسباحة والاستمتاع بالحياة البحرية المُتنوِّعة، إلى جانب "سَدّ الرفيصة" المُميَّز ببُحَيرة المِياه العَذبة، والجبال المَهيبة المُحيطة بها.

كلباء: وُجهة ساحلية مُبهرة بتاريخها وجمالها

تحتفظ مدينة كلباء إلى يومنا هذا بعَبَقها التاريخيّ العَريق، ويظهر ذلك في العديد من المَعالِم والحُصون القديمة التي تضمُّها، كما تمتاز بالطبيعة الخَلّابة، والحياة البَرِّيَّة النادرة، وفيما يأتي أبرز المناطق السياحِيَّة التي يُمكن زيارتها فيها:

حصن خور كلباء

تبلغ مساحة حصن خور كلباء حوالي 1,435 متراً، ويمتاز بجُدرانه الأربعة مختلفة الأطوال، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر الميلادِيّ تقريباً، ويضمّ العديد من المُقتَنَيات والقِطَع الأثريَّة التي عُثِر عليها أثناء عمليات التنقيب، والتي يعود تاريخ بعضها إلى تاريخ بناء القلعة، أمّا بعضها الآخر، فأقدم من ذلك بكثير.

بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي

يعود تاريخ بناء بيت المغفور له الشيخ سعيد بن حمد القاسمي "طيَّب الله ثراه"،  إلى القرن التاسع، وقد كان مَركزاً لإقامة الأسرة الحاكِمة آنذاك، أمّا الآن فهو متحف مُذهِل يضمّ العديد من القِطَع الأثريَّة الإماراتِيَّة والإسلامِيَّة المُتنوِّعة بين العملات النقديَّة، والأسلحة القديمة، والفخّار، والأدوات التقليديَّة، بالإضافة إلى المَعروضات المُميَّزة، وأهمّها "مخطوطة القرآن الكريم" المَطلِيَّة بالذهب، والتي يعود تاريخها إلى 700 عامٍ مضى.

محمية أشجار القرم

تُعَدّ "مَحمِيَّة أشجار القرم" أقدم غابةٍ لأشجار القرم -المعروفة أيضاً باسم أشجار المنغروف- في دولة الإمارات، بل وفي منطقة شبه الجزيرة العربيَّة، وتمتدّ على مساحة 4.9 كيلومتر مُربَّع، وهي تجمع بين السِّمات البحرية والبَرِّية، وتُعَدّ واحدة من أكثر المناطق البيئية تميُّزاً وجمالاً في الدولة؛ إذ تضمّ العديد من أنواع الطيور النادرة، مثل طائر الرفراف المُطوَّق العربيّ، كما يُمكن مُشاهَدة أنواع مختلفة من السَّلاحِف البحرية على الشاطئ القريب منها.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ إذ تضمّ مدينة كلباء العديد من الأماكن السياحِيَّة الأخرى المُميَّزة، مثل "مُنتَزه كورنيش كلباء"؛ للاستمتاع بإطلالةٍ مُذهِلة على البحر، ومُمارَسة الأنشطة المائِيَّة المُمتِعة، إلى جانب "مركز كلباء للطيور الجارِحة" الذي يضمّ نحو 46 نوعاً من الطيور الجارِحة، ويُقدِّم عُروض طَيَران مُذهِلة في الساحة الخارِجِيَّة، بالإضافة إلى "وادي الحلو" الذي يُمثِّل مَحمِيَّة طبيعيَّة هادِئة بين الجبال، ويضمّ أنواعاً مختلفة من القوارِض، والطُّيور، والزواحِف، والأسماك.

دبا الحصن: وُجهة ساحلية مثالية لعشّاق التاريخ والثقافة

تمثِّل دِبا الحصن وجهة سياحِيَّة تاريخية عريقة؛ إذ تحتوي على العديد من المَناطِق الفريدة التي يمكن زيارتها لخَوض تجارب ترفيهية مُمتِعة، بما في ذلك تخصيص جولات في الحِصن القديم الذي يعكس ماضيها الأصيل، والاسترخاء على الشاطئ والاستِمتاع بغروب الشمس، كما يُمكن خَوض رحلة بحريَّة لا تُنسى على قوارب الصَّيد، أو المَراكِب الشِّراعِيَّة (الدهو)، ورؤية الدلافين في كثيرٍ من الأحيان، إلى جانب تجربة الغطس، أو السِّباحة، أو صَيد الأسماك.

ويُمكن التنزُّه في الحديقة العامَّة أيضاً، والاستمتاع بالمساحات الخضراء الشاسِعة فيها، بالإضافة إلى تخصيص جولات في الأسواق المَحلِّية وأسواق المُنتَجات الطازجة، وحضور مهرجانات ثقافية وتُراثِيَّة قائِمة؛ إذ تُقام فيها العديد من الفعاليات على مَدار العام، مثل: "مهرجان دبا الحصن الثقافي" في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن، وفعالِيّات "أيّام الشارقة التراثيَّة" في القرية التراثيَّة في المدينة.

وختاماً، لا بُدَّ من الإشارة إلى أنّ بعض المعالم السياحية المذكورة سابقاً تلتزم بساعات عمل مُعيَّنة وتتطلَّب حجز تذاكر دخول بأسعارٍ مختلفة، لذا ينبغي التأكُّد من مُراجَعة هذه المعلومات قبل التوجُّه إلى المكان المُخطَّط لزيارته، كما يُفضَّل استخدام واقي الشمس والنظّارات الشَّمسِيَّة لدى زيارة الساحل الشرقيّ، وخاصَّةً في فصل الصيف، والحرص على إحضار المُعدّات اللازمة حسب طبيعة المكان المُراد زيارته؛ كأحذية المشي المريحة لمَسار شيص الجبلي، أو منظار وكاميرا لمحمية أشجار القرم.

المراجع
[1] visitsharjah.com, الساحل الشرقي
[2] visitsharjah.com, Khorfakkan Interactive Map
[3] visitsharjah.com, كلباء
[4] visitsharjah.com, دبا الحصن
[5] ar-ae, إمارة الشارقة
[6] moccae.gov.ae, محمية أشجار القرم