جار التحميل...
تشارك إمارة الشارقة إمارات الدولة الأخرى في المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، تماشياً مع اتفاق باريس للمناخ، ويُهدف من خلالها إلى التقليل من انبعاثات غازات الدفيئة، والحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، وعليه تحرص حكومة إمارة الشارقة على وضع الخطط، وتبنّي الممارسات والاستراتيجيات للإسهام في ذلك، مع إيلاء تركيز أكبر على القطاعات التي تمثّل المصادر الرئيسة لانبعاثات الكربون في إمارة الشارقة، وهي النقل البري، وتوليد واستهلاك الكهرباء.
ومن الأمثلة على الممارسات المُتبنّاة في إمارة الشارقة، والتي تهدف إلى تحقيق الحياد المناخي: تعزيز الكفاءة في استخدام الطاقة في الأماكن العامة، وتوفير الدعم اللازم للأبحاث في مجال التقنيات البيئية، والحد من الاستهلاك المفرط للطاقة من قبل الأسر، والمنظمات، والشركات؛ من خلال تطبيق تعرفة استهلاك متدرِّجة، واستخدام وسائل النقل المُستدام، مع تركيب محطات شحن السيارات الكهربائية في المناطق الحضرية.
من أهم أهداف مشروع مدينة الشارقة المستدامة إيجاد مجتمعٍ يعتمد على الممارسات الصديقة للبيئة، ومصادر الطاقة المتجددة الخالية من الانبعاثات، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ويمثل هذا المشروع الواقع في منطقة الرحمانية أول مجتمع سكني مستدام في الإمارة، وهو من تنفيذ هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) بالتعاون مع شركة دايموند ديفلوبرز.
يهدف مشروع مدينة الشارقة المستدامة إلى مراعاة حق الأجيال القادمة في حياةٍ خالية من التأثيرات السلبية، دون التأثير في الوقت نفسه على حاجة السكان الحالية إلى عيش حياة ذات جودة، ويوفر المشروع أيضاً فرصاً لإجراء الأبحاث والتعلم التطبيقي في تخصصات الاستدامة المتنوعة، وتضم مدينة الشارقة المستدامة 1250 مسكناً، ومرافق ترفيهية، وصحية، وخدمية، وتجارية، وغيرها، على مساحة 7.2 مليون قدم مربع، ويُنفَّذ المشروع على أربع مراحل، ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأخيرة في شهر يونيو 2025.
ومن الأمثلة على الممارسات المتبنّاة في مدينة الشارقة المستدامة: ريّ المساحات الخضراء باستخدام مياه الصرف الصحي المُعالجة بنسبة 100%، والاعتماد على وسائل النقل النظيف، وإنتاج قرابة 90 ألف كيلوغرام من الخضروات دون استخدام المواد الكيميائية؛ وذلك من خلال الزراعة العمودية في البيوت الخضراء، وإعادة تدوير النفايات.
وعلاوةً على ذلك، توفّر مدينة الشارقة المستدامة عدداً من الميزات على أصعدة مختلفة، من أبرزها: الاستدامة الاجتماعية المتمثّلة بتهيئة المرافق العامة؛ كالمرافق الرياضية، وغرف الصلاة، وتطوير برامج التواصل المجتمعي المتمثّلة بالأنشطة التعليمية، والاستدامة البيئية التي من أشكالها توفير محطات شحن المركبات الكهربائية، وتزويد أسطح المنازل بأنظمة الطاقة الشمسية، والاستدامة الاقتصادية التي توفّر 50% في فواتير الكهرباء والماء.
تحتل إمارة الشارقة مكانةً رائدةً إقليمياً في مجال اعتماد الممارسات المستدامة في معالجة النفايات، وقد شهدت الإمارة إنشاء شركة خدمات بيئية تتولى جمع النفايات، ومعالجتها، والتخلص منها، في مختلف مناطق إمارة الشارقة، تحت اسم شركة "بيئة"، التي تتعاون مع حكومة الشارقة للحد من النفايات التي تصل إلى المكبّات المُخصَّصة؛ من خلال عدة إجراءات تشمل فصل النفايات من المصدر، واستخدام الأنظمة الذكية لجمع النفايات، واستعادة المواد من خلال تقنيات الفرز.
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق، أنّ شركة "بيئة" تسهم سنوياً في جمع 2.3 مليون طن تقريباً من النفايات من قرابة مليون مسكن في الإمارة، وتعالج 70% من النفايات الصلبة، بدلاً من التخلص منها في مدافن النفايات، وبالتالي تسبُّبها بأضرار بيئية.
ومن المشاريع الأخرى المعنية بالاستدامة والحفاظ على البيئة في إمارة الشارقة، محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة، التي أنشأتها شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة، المعروفة على مستوى الشرق الأوسط بإسهامها في مجال البيئة، والتي تأسَّست بالشراكة بين شركتي "مصدر" و"بيئة".
وتتولى هذه المحطة المتطورة معالجة 300 ألف طن تقريباً من النفايات الصلبة في كل عام؛ وذلك بحرقها لتحويلها إلى حرارة تُستخدم في تشغيل توربين كهربائي يُولِّد قرابة 27 ميجاواطاً من الطاقة الكهربائية، والتي تُحوَّل بدورها إلى شبكة الكهرباء الرئيسة في إمارة الشارقة، كما تجري في المحطة معالجة الغاز الصادر عن حرق النفايات قبل إطلاقه.
تُبذَل الجهود الحثيثة في إمارة الشارقة؛ للحفاظ على البيئة ومختلف أنواع الكائنات الحية في الإمارة، ومن هذه الجهود: تأسيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية؛ بهدف حماية التنوع البيولوجي للحياة البرية في البر والبحر ومختلف الموائل الطبيعية في إمارة الشارقة، بالإضافة إلى الحفاظ على النظم البيئية، وأنواع الكائنات الحية المهددة، وإحياء الأراضي المتدهورة.
وتُولي إمارة الشارقة اهتماماً كبيراً أيضاً بالمحميات الطبيعية التي توفر بيئات متنوعة بيولوجياً؛ للحفاظ على الموائل والأنواع، وتشكّل المحميات ما نسبته 4.6% من إجمالي المساحة الكلية لإمارة الشارقة، كما أنَّها تتَّسم بالتنوع الجغرافي؛ فهي تضمّ السواحل، والبيئات البحرية، والمناطق الجبلية، والسهول، والوديان، والكثبان الرملية، والتراكيب الجيولوجية، والأهوار.
ومن الأمثلة على المحميات في إمارة الشارقة: محمية جزيرة صير بونعير، ومحمية كلباء، ومحمية أشجار القرم في خور كلباء، ومحمية واسط، ومحمية الظليمة.
تُعَدّ إمارة الشارقة من السبّاقين إلى تحقيق الاستدامة؛ من خلال إنتاج الغذاء محلياً، بعد التوصّل إلى أنّ ذلك يحقق العديد من الفوائد ذات الصلة بالاستدامة، وحماية البيئة ومواردها، بما في ذلك تقليل الانبعاثات الناجمة عن نقل الأغذية، والحد من استخدام المواد الكيميائية الضارة في الإنتاج الزراعي، وممارسة الأنشطة الاقتصادية المستدامة في مناطق غير المدن الرئيسة.
هذا وقد أسهم تقدم التكنولوجيا الزراعية في توسيع النشاط الزراعي الخاصّ بإمارة الشارقة، ودفع عجلة الاستدامة، ولا سيَّما في الواحات الطبيعية للمنطقة الوسطى؛ في الذيد، ومليحة، ومن الأمثلة على مشاريع الإنتاج المحلي للغذاء في الإمارة: مشروع الصوبات الزراعية بمدينة الذيد، والهادف إلى إنتاج منتجات عضوية عالية الجودة من الفاكهة والخضروات، ويضم 26 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف و610 أمتار مربعة، وهناك أيضاً مشروع مزرعة القمح في منطقة مليحة، والهادف إلى تقليل كمية القمح المستوردة من الخارج.
من الممارسات الأخرى ذات الصلة بالاستدامة وحماية موارد البيئة في إمارة الشارقة معالجة مياه الصرف الصحي، واستخلاص عدة منتجات ثانوية مفيدة من عملية المعالجة، وتتولى شركة "قطرة" هذه العملية في إمارة الشارقة؛ وهي مشروع مشترك بين هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" ومجموعة "بيسكس"، ومن أهدافهِ إدارة البنية التحتية العامة في الإمارة، وتلبية معايير الاستدامة العالمية التي تحرص حكومة الشارقة على تحقيقها، والنهوض بالإمارة بيئياً واجتماعياً واقتصادياً.
تشرف شركة "قطرة" على عدة مبانٍ تحتية لمعالجة مياه الصرف الصحي في إمارة الشارقة، ومن أهمها: مصفاة الصجعة الحيوية التي تعالج يومياً 33 ألف متر مُكعَّب تقريباً من مياه الصرف الصحي المجلوبة بواسطة الصهاريج من مختلف مناطق الإمارة، وهناك أيضاً المشتل الذي يستفيد من المياه المعالَجة، ومحطة معالجة المياه (محطة إعادة تدوير المياه) التي يمكن استخدام مياهها المُعالَجة في صناعات المواد الكيميائية، والخشبية، والمعدنية، والورقية، والنسيج وغيرها.
أما المنتجات الحيوية التي تنتج عن عملية معالجة مياه الصرف الصحي في إمارة الشارقة، فمنها: الحمأة المجفَّفة؛ أي الأوساخ المستخلصة من مياه الصرف الصحي، والتي تحتوي عناصر مغذية وقيمة عالية من السعرات، ويمكن استخدامها في الزراعة كسماد، وكبديل للفحم في مصانع الإسمنت، كما ينتج عن هذه العملية الفوسفور الذي يدخل في تركيب المعادن والأسمدة وغيرها من المنتجات، إضافة إلى أنّ غاز الميثان يتولّد من عملية معالجة مياه الصرف الصحي، ويمكن استخدامه في توليد الطاقة أو الحرارة.
[1] sfd.gov.ae, Emirate of Sharjah Sovereign Sustainable Financing Framework February 2023
[2] u.ae, UAE Net Zero 2050
[3] portal.shjmun.gov.ae, بلدية مدينة الشارقة ... الشارقة درة الاتحاد
[4] sheikhdrsultan.ae, سلطان يفتتح مشروع الصوبات الزراعية بمدينة الذيد
[5] masdar.ae, Sharjah Waste-to-Energy Project