جار التحميل...
وقد سُمِّيت دبا الحصن بهذا الاسم؛ لوجود حِصن أثريّ فيها، وعُرفِت بتاريخها العريق الذي يعود إلى آلاف السنين؛ إذ تُشير العديد من الأدِلَّة التاريخية إلى أنَّها كانت تضمّ سوقاً عربيّاً مُهِمّاً في عصر الجاهلية، كما شهدت العديد من الحضارات والثقافات المُتنوِّعة؛ بسبب موقعها الجغرافي المُميَّز، وكانت مُلتقى للتجّار من مختلف بقاع الأرض؛ شرقها، وغربها؛ كالهند، والصين، وغيرها.
تمتاز مدينة دبا الحصن بطبيعتها الساحلية الهادئة والخلّابة، إلى جانب تاريخها الغنيّ والعريق، ممّا يجعلها وُجهة سياحيَّة مُميَّزة يُمكن ممارسة العديد من الأنشطة فيها، ومن أبرزها ما يأتي:
تُعَدّ قلعة دبا الحصن من أبرز المَعالِم الأثرية في المدينة، وتعكس تاريخها العريق؛ إذ كانت سكناً للعديد من الحُكّام والوُلاة الذين تعاقَبوا على المدينة، وتتميَّز بموقعها الاستراتيجيّ، وتصميمها الهندسيّ، وبنائها المُكوَّن من الطين، والحجارة، والجصّ (الجبص)، ويجدر بالذكر أنّ صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، كان قد أوصى بترميمها عِدَّة مرّات؛ حفاظاً عليها، وتخليداً لما تحمله من ذكرياتٍ وتاريخ.
يُمكن الحصول على جولة في مختلف أرجاء مدينة دبا الحصن، بما في ذلك التنزُّه في حديقة الشاطئ، والاستمتاع بالمشي، أو الجري، أو ركوب الدراجات على الكورنيش، إضافة إلى التجوُّل في الميناء في فترة ما بعد الظهيرة، ورؤية الصيّادين، وزيارة أسواق الأسماك الطازجة.
ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل يُمكن أيضاً التنزُّه في الحديقة العامَّة التي تتميَّز بالمساحات الخضراء الواسعة، والملاعب الرياضية، ومناطق لعب للأطفال، بالإضافة إلى زيارة الأسواق، والمساجد المحلِّية، مثل "مسجد الشيخ زايد".
تُعَدّ دبا الحصن من الوجهات الساحلية المثاليَّة لكلّ مَن يبحث عن الاسترخاء والهدوء بعيداً عن صخب المُدُن، إلّا أنّ ذلك لا يعني عدم القدرة على ممارسة الأنشطة البحرية فيها، بل على العكس تماماً، إذ يُمكن الانطلاق في رحلاتٍ بحريَّة فريدة على طول الساحل؛ سواء باستئجار قارب صيد، أو مركب شراعيّ (الدهو أو الداو)، والاستمتاع برؤية الدلافين في كثيرٍ من الأحيان، كما يُمكن خوض تجربة غَطس غامرة، واستكشاف الحياة البحرية المُتنوِّعة.
تُقام في دبا الحصن العديد من المهرجانات الثقافية والتراثية المُمتِعة على مدار العام، مثل "مهرجان دبا الحصن الثقافيّ"، في المركز الثقافيّ لمدينة دبا الحصن، ويتضمَّن فعاليات ومشاركات فنِّية من دولة الإمارات ودُوَل أخرى؛ كالأُمسِيات الشعرية، والفلكلور الشعبي، والمَعارض الفنية.
وتُقام أيضاً العديد من الأنشطة التراثية، والثقافية، والترفيهية التي تهدف بشكلٍ أساسيّ إلى إبراز تراث دولة الإمارات العربيَّة المُتَّحِدة الأصيل في "القرية التراثية" في دبا الحصن، وخاصَّةً ضمن الحدث الثقافي الضخم أيام الشارقة التراثية، الذي تُنظِّمه إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة، بالتزامن مع احتفالات يوم التراث العالَمِيّ في 18 أبريل من كلّ عام.
تشهد مدينة دبا الحصن في إمارة الشارقة نهضةً عمرانيةً وتحديثاً ملحوظاً للبُنى التحتية ومختلف المرافق والخدمات؛ بفضل التوجيهات والرعاية الكريمة من قِبل صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، ممّا عَزَّز من مكانتها كوجهةٍ استثماريةٍ وسياحيةٍ بشكلٍ ملحوظ، وجعلها أُنموذجاً للمدينة التاريخية العريقة التي تُواكِب مُتطلَّبات العصر الحديث.
ومن أهمّ المشاريع التنموية التي شهدتها دبا الحصن، إنشاء "سوق مخازن المالح" الذي يُعَدّ من المشاريع الرائدة والأولى من نوعها على مُستَوى الدولة؛ لتخزين أسماك المالح (سمك مُملَّح)، والذي يحتاج دوناً عن غيره إلى معايير خاصَّة لاختيار نوع السمك، وكمِّية الملح، وتخزينه بطريقةٍ مُحدَّدة، عدا عن العديد من المشاريع الأخرى؛ كإنشاء مطعم سياحيّ كبير، وبناء مجموعة من المَحالّ التجارية المُتنوِّعة.
المراجع
[1] visitsharjah.com, دبا الحصن
[2] mcy.gov.ae, موقع دبا الحصن
[3] xsi.sdc.gov.ae, مجلة الشرقية
[4] sdc.gov.ae, مهرجان دبا الحصن الثقافي
[5] youtube.com, Sharjah24 News: (الهنداسي: أيام الشارقة التراثية في دبا الحصن تحفل بفعاليات متنوعة)
[6] sharjah24.ae, "الشارقة للتراث" يحتفي بإطلاق كتاب يوثق لـ"دبا الحصن" في السّير