تنتشر الأمراض الميكروبية المنقولة بالغذاء بشكل شائع في جميع أنحاء العالم، ولحسن الحظ، فإن معظم الناس يتعافون من هذه الأمراض دون الحاجة إلى استشارة الطبيب ودون أي مضاعفات طويلة الأمد.
1-الأسباب:
إن الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء غالباً تظهر بسبب تناول طعام أو شراب ملوث بكائن حي دقيق مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات، ومنها الأكثر شيوعاً هي بكتيريا السالمونيلا أو الإشريكية القولونية أو أي كولاي بالانجليزية (E. coli).
والجدير بالذكر أن الطعام أو الشراب الملوث ممكن أن يتلوث خلال أي مرحلة بدءاً من مرحلة الإنتاج والتقديم والاستهلاك وحتى مرحلة الحفظ والتخزين.
2-العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء:
●ضعف جهاز المناعة ،حيث يلعب جهاز المناعة دوراً رئيسياً في الحماية من الأمراض المنقولة بالغذاء، فعندما يضعف جهازك المناعي، تصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وسنقدم بعض الأمثلة على الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي تشمل الأطفال الصغار جدًا، وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والحوامل والأشخاص الذين يتناولون أنواعًا معينة من الأدوية التي تقلل القدرة على مكافحة العدوى والمرض.
●تخزين الطعام أو التعامل معه بشكل غير صحيح، أو ترك الطعام الجاهز في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين، أو طهي الطعام أو إعادة تسخينه بشكل غير صحيح يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء.
●يمكن أن يحدث التلوث المتبادل للأغذية عندما يلامس أحد الأطعمة الملوثة طعاماً آخر، أو عندما يتلامس الطعام مع سطح إعداد الطعام الملوث، مثل المنضدة أو لوح التقطيع، لذلك يجب الاحتفاظ بالأطعمة مثل اللحوم والدواجن والأسماك النيئة منفصلة عن الأطعمة التي لن يتم طهيها، مثل السلطات.
3-الأعراض:
تعتمد أعراض الأمراض المنقولة بالغذاء على نوع الميكروب المسبب للمرض، ويمكن أن تظهر الأعراض بعد ساعات من تناول الطعام الملوث، أو قد لا تظهر إلا بعد أيام، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً ما يلي:
●الغثيان أو القيء.
●آلام في البطن.
●الإسهال.
●الحمى.
4-التشخيص:
عادةً ما يتم تشخيص الأمراض المنقولة بالغذاء بناءً على أعراض الشخص وما تم تناوله، ومع ذلك، لا يمكن دائماً تحديد الطعام أو الكائنات الحية الدقيقة، التي تسببت في المرض، خاصة إذا كان المرض خفيفاً ويبدأ في التحسن خلال بضعة أيام.
ويجب على المريض استشارة الطبيب في أقرب وقت إذا كانت الأعراض مستمرة أو شديدة، أو عند وجود علامات أو أعراض مثيرة للقلق مثل درجة حرارة أعلى من 38 درجة مئوية، أو ألم شديد في البطن، أو عدم القدرة على تناول الطعام أو الشراب، ووجود دم في البراز، في هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب للتقييم والعلاج.
وفي بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب لعمل فحوصات منها فحص الدم، أو البراز للكشف عن نوع الكائنات الحية الدقيقة المسؤولة عن الأعراض، وإذا تم العثور على ميكروبات معينة، فقد يتم الاتصال بإدارة الصحة المحلية للمساعدة في تحديد ما إذا كانت أعراض المصاب مرتبطة بتفشي مرض معين في المجتمع، حتى يتم السيطرة على المرض ومنع انتشاره في المجتمع، وعند حدوث ذلك، فقد تتصل إدارة الصحة بالمريض لتسأل عن الأطعمة التي تناولها قبل أن يمرض، وأين تم تناولها.
5-الوقاية:
على الرغم من أنه لا يمكن دائماً تجنب التعرض للميكروب، الذي يمكن أن يسبب الأمراض المنقولة بالغذاء، إلا أن بعض الاحتياطات يمكن أن تقلل من فرص حدوث ذلك.
إن غسل اليدين جيداً بالصابون والماء هو أفضل طريقة للوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء، كما يعتبر تنظيف اليدين باستخدام المعقم المحتوي على الكحول مفيداً أيضاً، كما أن غسل اليدين مهم بشكل خاص بعد استخدام الحمام، وبعد تغيير الحفاضات، وقبل إعداد الطعام، وبعد لمس الحيوانات.
وهناك بعض الإرشادات التي قد تساعد في الوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، منها:
● غسل الفواكه والخضروات النيئة جيداً قبل تناولها باستخدام مياه جارية نظيفة.
●تناول الأطعمة المطبوخة مسبقاً أو القابلة للتلف أو الجاهزة للأكل في أسرع وقت ممكن.
●تجنب التلوث المتبادل عن طريق فصل اللحوم النيئة، والأسماك والدواجن عن الأطعمة الأخرى.
●غسل اليدين والسكاكين وألواح التقطيع بعد التعامل مع الأطعمة غير المطبوخة، بما في ذلك المنتجات واللحوم النيئة أو الأسماك أو الدواجن.
●طهي الطعام النيئ من مصادر حيوانية جيداً إلى درجة حرارة داخلية آمنة، ويمكن التحقق من درجة الحرارة باستخدام مقياس حرارة الطعام.
● يجب طهي المأكولات البحرية والمحار جيداً لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء.
●يجب أن يُطهى البيض جيداً، حتى يصبح الصفار متماسكاً.
●تبريد الأطعمة على الفور، فيجب عدم ترك الأطعمة المطبوخة أبداً في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين أو ساعة واحدة إذا كانت درجة حرارة الغرفة أعلى من 32 درجة مئوية.
6-العلاج:
في معظم حالات الأمراض المنقولة بالغذاء، يكون العلاج داعماً في المقام الأول، ويشمل العلاج الداعم شرب كمية كافية من السوائل، وتناول وجبات صغيرة قليلة الدسم، والراحة حسب الحاجة، كما تعتبر محاليل الإماهة الفموية مفيدة بشكل خاص.
ولا تكون هناك حاجة عادةً للمضادات الحيوية، ولكن يمكن استخدامها لبعض أنواع الأمراض المنقولة بالغذاء، ففي معظم الحالات، تختفي الأعراض بسرعة ولا حاجة إلى علاج خاص.
وعند الأشخاص الذين يعانون من الإسهال أو القيء المستمر، قد تكون هناك حاجة إلى السوائل عن طريق الوريد لمنع الجفاف وقد يقترح الطبيب بعض الأدوية المضادة للإسهال، مثل لوبراميد.