قطعت الشارقة شوطاً كبيراً في تطوير ممارساتها في هذا المجال الحيوي وفق أعلى النظم العالمية، لتحقيق هدفها الاستراتيجي في بناء نماذج مستقبل القطاع الزراعي والثروة الحيوانية المستدامة، وبناء قدراتها، وتطوير منظومتها الشاملة التي تقوم على أسس إنتاج غذاء آمن ومستدام، وحددت أهم عناصر السلة الغذائية الاستراتيجية في ظل المتغيرات الكبيرة التي يواجهها العالم.
كما نجحت تجربة الشارقة في زراعة القمح بمليحة، بفضل رؤية وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لتتوج تلك الجهود خطط الإمارة الرامية إلى تطوير زراعة القمح؛ بهدف تعزيز إسهاماتها في منظومة الأمن الغذائي.
ولم تكتفِ الشارقة بتبني زراعة القمح؛ بل انفردت بأحدث المشاريع الغذائية الجديدة "مشروع الأبقار والمراعي"؛ حيث يحافظ هذا المشروع على البيئة واستدامة مواردها، وأطلقت مشروعات الغذاء ماضيةً في ذلك بقهر الصحراء وتحدي المستحيل بحكمة قيادتها ورؤيتها الثاقبة، لتحقق ما رأى خبراء الزراعة أنه معجزة غير قابلة للتنفيذ، فحوّلت الأرض الخالية إلى مزرعة تؤدّي دوراً محورياً في رفد السوق المحلي بالكثير، في منظومة متناغمة ومتكاملة، تروي قصة نجاح متميزة رسمت بأيدٍ وطنية.
ومن خلال المنتدى الدولي للاتصال الحكومي تعرض هذه التجربة الفريدة؛ حيث تمكنت الشارقة من توظيف الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة الممارسات الزراعية، وأنظمة الري وتحليل بيانات الدراسات الزراعية، والحد من الانبعاثات الكربونية، ودراسة آثار التغييرات المناخية، وتقييم 32 صنفاً من القمح، واختيار الأصناف المتفوقة والملائمة لظروف الإمارة البيئية، لتجود أرض الشارقة بـ "سبع سنابل"؛ أول منتج وطني يحصل على علامة "صنع في الإمارات"، ويمثل أجود أنواع الدقيق في العالم؛ لاحتوائه على أعلى نسبة بروتين تصل إلى 18%، كما أنه خالٍ من المواد الكيميائية، وغير معدل وراثياً، ليتحقق الطموح معبراً عن إرادة القيادة في تعزيز الالتزام بالبيئة المستدامة، وحماية مواردها.