تتكون المجسات بشكل عام من جزء حساس يستقبل الإشارة الحيوية، ويحولها إلى إشارة قابلة للقياس والتحليل، وتعتبر الأجهزة المعتمدة على المواد الصلبة من أهم أجهزة الإستشعار، وذلك لحساسيتها العالية، ومتانتها وانخفاض تكلفتها وإمكانية تصغيرها.
ويعد وجود أجهزة الإسشعار عالية الحساسية للغازات والمواد السامة ضرورة ملحة لاستدامة السلامة البيئية لا سيما في أماكن العمل، وخاصة في بعض المجالات الصناعية والعسكرية، للمجسات دور مهم في تحسين جودة الحياة وضمان سلامة المجتمعات، ومن الأمثلة على استخدام المجسات، الإشارة إلى عناصر المراقبة البيئية الأساسية، كدرجة الحرارة والرطوبة في مختلف المباني والأماكن العامة، ورصد جودة الهواء ومكونات الغازات والجسيمات الدقيقة.
وفي المجال الطبي توفر المجسات دور رئيس في إنقاذ الحياة من خلال قياس العوامل الحيوية مثل، ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ومستويات السكر وغيرها، ولها تطبيقات في تشخيص الأمراض المعدية، وفحص الحمض النووي، وقياس درجة الاستجابة الحيوية للظروف البيئية المحيطة.
وهذه المجسات توفر لنا معلومات دقيقة عن البيئة والجسم البشري تقودنا لاتخاذ القرارات الصحيحة، والتعامل مع المشاكل المحتملة بطريقة استباقية وبشكل فعال.
وتعتبر تقنية مجسات مطيافية رامان السطحية المحسنة والمطورة في جامعة الشارقة، تقنية مبتكرة تستخدم للكشف عن المواد والجزيئات الدقيقية على السطوح بالاعتماد على ظاهرة التبعثرغير المرن للضوء، وهي تتميز بقدرتها على كشف المواد التي يصعب كشفها بالطرق التقليدية، مثل المواد النانوية أو ذات التركيز المنخفض.
ولها استخدامات في العديد من المجالات، مثل الكيمياء والفيزياء والطب والصناعة، حيث تساعد على تحديد تركيبة الجزيئات، وتحليل خصائصها وفهم عملية التفاعلات الكيميائية والفيزيائية، وتعتبر هذه التقنية من أكثر التقنيات تطوراً في مجال الكشف والتحليل، وهي أداة قيمة وفعالة في البحوث العلمية والتطبيقات الصناعية، ويعتمد هذا النوع من المجسات بالأساس على تقنية النانو التي تمكن من انتاج مواد صغيرة الحجم ذات خصائص جديدة ومختلفة.
هذا وكان للمجسات دوراً مهماً في التصدي لجائحة كورونا التي تعرض لها العالم في عام 2019 وشكلت تحدياً كبيراً للحد من تفشي الفيروس وإمكانية الكشف المبكر عن الأشخاص المصابين، وشكل حجم الفايروسات الذي يتراوح من بضعة نانومترات إلى عشرات النانومترات عائقا كبيراً أمام سهولة رصدها والتعامل معها.
ومن منطلق الحرص على خدمة المجتمع وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا المستجدة، تمكن فريق بحث علم المجسات في كلية العلوم بجامعة الشارقة من تطوير مجس مطيافية رامان عالي الدقة للكشف المبكر والسريع عن فيروس كوفيد 19 من خلال إنتاج جسيمات نانوية من الذهب والفضة بطرق سهلة وغير مكلفة وصديقة للبيئة، حيث يعمل الجهاز المطورعلى تحليل الضوء المنبعث من عينة بحثية وتحديد التراكيز الدقيقة للجزيئات المكونة لها.
ويمكن استخدام المجس المطور للكشف عن الفيروسات في عينات الدم، واللعاب، والبول، وأشياء أخرى، وتتميز التقنية المطورة بالحساسية العالية والسرعة الفائقة، مما يجعلها مناسبة للاستخدام في تشخيص الأمراض المعدية والحد من انتشارها وحماية الصحة العامة.