جار التحميل...

°C,

شجرة الغاف...رمز الوطنية والتسامح في الإمارات مهددة بالانقراض

إن شجرة الغاف من الأشجار المحلية لدولة الإمارات، وتوجد على هيئة مجموعات فوق الكثبان الرملية، وتتكيف مع الظروف البيئية القاسية في الصحراء، ولها مجموع جذري قد يمتد إلى 30 متراً عمقاً، ليصل إلى الماء الجوفي، كما يمكن للجذور أن تنتج أفراداً جديدة عند تعرضها للهواء.
شجرة الغاف وتراث الإمارات

تمثل شجرة الغاف جزءاً من تراث دولة الإمارات، وحتى وقت قريب، كانت تمثل محصولاً لا ينضب للسكان، يستخدمونها كطعام لأنفسهم ولحيواناتهم، وتعتبر المصدر الوحيد للطعام والظل للعديد من الحيوانات البرية والمستأنسة، فهي تمثل المكيف الطبيعي للسكان والحيوانات، وذلك قبل انتعاش الحياة بعد ظهور البترول.

شجرة الغاف: رمز الوطنية والتسامح في الإمارات

ومن أجل الدور الكبير الذي لعبته شجرة الغاف لسكان الصحاري، فإن أهل الإمارات يكنون لها الحب والتقدير، وأعلنت دولة الإمارات بأنها الشجرة الوطنية في عام 2008، لما تمتلكه من قدرة على التأقلم مع البيئة الصحراوية. 

ومن أكثر الناس الذين قدروها، سمو الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان الذي حافظ على وجودها، وحذر من قطعها، كما أمر باستزراع غابات اصطناعية واسعة منها. 

ولأهميتها فلقد اختارتها اللجنة الوطنية العليا لـ "عام التسامح" لتكون مكوناً رئيساً من شعار "عام التسامح" نظراً لكونها من الأشجار الوطنية في الدولة و تعد رمزاً للصمود و التعايش في الصحراء.

شجرة الغويف الدخيلة تهدد حياة شجرة الغاف

أدخلت شجرة الغويف حديثاً إلى الإمارات بغرض إنشاء الغابات الصناعية، ولكنها انتشرت خارج حيز الغابات وأصبح نموها كثيفاً في العديد من إمارات الدولة، وخاصة الإمارات الشمالية. 

وتؤكد الدراسات أن نبات الغويف يوجد بأوراقه مواد عضوية تتحرر عند تحللها وتقتل غالبية النباتات المحلية التي تنمو حولها، بما في ذلك شجرة الغاف، وأن قوة تنافس جذورها عالية جداً، مقارنة لنبات الغاف وبالتالي تساعد في القضاء عليه.

مستقبل شجرة الغاف في البيئة المحلية

إن جميع تلك المخاطر تهدد حياة ومستقبل شجرة العاف، ففي إحدى الدراسات بجامعة الشارقة، تبين أن مجتمع نبات الغاف يتناقص في العدد تحت الظروف الطبيعية، وذلك لتناقص أعداد الأفراد الصغيرة وزيادة أعداد الأفراد الكبيرة والمسنة والتي لن يكون هناك أفراد صغيرة كافية لتحل محلها عند موتها.

 لهذا يتطلب تقليل المخاطر التي تهدد مستقبلها، بالقيام بتنظيم رعي الحيوانات ولا سيما الجمال وتوعية مرتادي البيئات الصحراوية ومقاومة شجرة الغويف. 

لهذا أدعو الجميع إلى العمل على الحفاظ عليها، وتشجيع تكاثرها، وإنشاء المزيد من المحميات الطبيعية. 

ولقد قامت الإمارات وخاصة إمارة الشارقة بإنشاء العديد من المحميات الطبيعية، التي تهتم بها مثل محمية الظليمة، التي تمثل نظاماً بيئياً فريداً لما تضمه من حيوانات المها العربي، وغزلان الريم.

 وتنفيذاً لرؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في المحافظة على البيئة والحياة الفطرية وصونها، قامت شؤون البلديات، بتشجير محمية المنتثر بآلاف من أشجار الغاف، كما قامت هيئة البيئة والمحميات بالتعاون مع المجلس البلدي وبلدية البطائح بحمايتها من الممارسات الجائرة التي تهدد حياتها.
June 08, 2023 / 9:48 AM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.