قد يعتقد البعض بأن اتباع اسلوب حياة صحي وسليم لا يعني عدم التمتع أو الاستمتاع بالعيد وطقوسه الجميلة والزيارات العائلية، لكن بعكس هذا الاعتقاد، يستطيع الجميع التمتع بالعيد والاستمتاع بحلويات العيد التي تعود عليها الأجيال من عيد إلى آخر، فيمكن الاستمتاع بتناولها بكميات قليلة، لتفادي عسر الهضم وغيرها من المشاكل الصحية خصوصاً لأصحاب الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكر، وكذلك لتفادي الزيادة في الوزن، ويجب أن نحرص على اختيار الحلويات التي تحتوي على سكريات ودهون أقل، كما يمكن استبدال المشروبات التقليدية عالية السكر بشرب العصائر الطازجة والماء والشاي، ولا بأس بالقهوة ولكن بكميات معتدلة.
هناك اعتقاد سائد عند بعض أصحاب الأمراض المزمنة بأن تناول الدواء كافٍ للتحكم في المرض مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، فيقومون بتناول الطعام وخاصة الحلويات بكميات كبيرة، ظناً منهم أن الدواء كفيل بإبقاء السكر والكوليسترول والضغط في مستوياتها الطبيعية، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، حيث أن الدواء يساعد فقط في تحسين المستويات ولكنه غير قادر وحده على إبقائها في المستويات الطبيعية، بل يجب على الفرد القيام بخيارات صحية خاصة في الأكل والشرب إلى جانب تناول الأدوية بانتظام.
من أكثر العادات السيئة التي من الممكن التخلي عنها تدريجياً هي التدخين، ومما لا شك فيه أن جميع وسائل التدخين سواء كانت السجائر أو الشيشة المتعارف عليها أو الإلكترونية وغيرها، جميعها تؤثر في صحة الفرد و تؤدي إلى أمراض القلب والضغط والشرايين، ومن ناحية اخرى فالصيام لمدة 14 ساعة أو أكثر والتوقف عن التدخين لهذه المدة الطويلة يجعل الفرد قادر بكل تأكيد على التوقف بشكل نهائي عن التدخين، وفي حال وجود صعوبة في هذا المجال فيمكن طلب المساعدة من الطبيب المختص في حال لزم الأمر، حيث توجد بدائل للنيكوتين وبعض الأدوية التي قد تساعد حتى خلال فترة الصيام.
من المتعارف فيه خلال أيام العيد تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، ويجب علينا ألا ننسى ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية، بمعنى تجنب الزيارات في حال وجود أعراض مثل الكحة والزكام وألم البلعوم والحمى وغيرها من الأعراض، فالأفضل تجنب السلام على الأهل خاصة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، أو الاكتفاء بالسلام والتحية من مسافة بعيدة.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعانكم على الصيام والقيام في الأيام الباقية من رمضان، ونتمنى لكم عيداً سعيداً.