جار التحميل...

°C,

((إنَّ كيدَكُنَّ عَظيمٌ)) هذا ليس من حكم الله جلَّ وعلا

في سورة يوسف ((إنَّ كيدَكُنَّ عَظيمٌ)) هذا ليس من حكم الله جلَّ وعلا بل هو قول العزيز، وقيل إنَّه قول الشاهد الذي: ((رَأى قميْصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ)) فقال: ((إنَّهُ مِن كيْدِكُنَّ إنَّ كيدَكُنَّ عَظيمٌ))[ الآية:28] وإنَّه ليس دليلاً على قوة المرأة، إنما دليلٌ على ضَعفها، فكما أنَّ كيدَهُنَّ عظيمٌ، فكذلك ضَعفُهنَّ عظيمٌ.
ولا يكيدُ إلا الضعيفُ، يقول الله جلَّ وعلا: ((إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفًا))[النساء: 76].

وما دام كيد النِّساء عظيمًا فضَعفهنَّ أعظم، هكذا يقول المفسِّرون، لذلك يقول الشاعر:
وَضَعِيفَةٌ فإذَا أصَابَتْ فُرْصةً …   قتلتْ كذلِكَ فُرْصَةُ الضُّعفَاءِ.

لأنَّ الضعيف إن أصاب فرصةً استغلَّها، حيث يظنُّ أنه قد لا تتاح له فرصة ثانية؛ لذلك يندفع إلى قتل خصمه. 

أمَّا القوي فهو يثق في نفسه وقدراته ولذلك يُعطي خصمَهُ فرصةً ثانية وثالثة، ثم يعاقب خصمه على قدر ما أساء إليه.

ويقول الألوسي: " وأيًّا ما كان فالخطاب عام للنساء مطلقًا وكونه لها ولجواريها - كما قيل- ليس بذاك، وتعميم الخطاب للتنبيه على أنَّ الكيد خلق لهنَّ عريق:
ولا تحسَبا هنداً لها الغدرُ وحدها … سجيةُ نفسٍ كلُّ غانيةٍ هندُ

وما قيل: إنَّ ما ذُكر لكونه محكيًّا عن قطفير- لا يصلح للاستدلال به بوجهٍ من الوجوه - ليس بشيء لأنه سبحانه قصَّه من غير نكير فلا جناح في الاستدلال به ". 

والصَّواب من قول عزيز مصر: ((إنَّ كيدَكُنَّ عَظيمٌ) ورد في سياق القصص القرآني من غير نكير ولا إبطال، وهو كلام مقبول في نفسه، لكن في سياقه الخاص، بمعنى أنه كان خطابًا لنساءٍ معيَّنات حاضرات، فوجّه الكلام إليهنَّ، باعتبار ما فعلنَ وقلنَ.

وعليه فليس هذا في مقام التشريع، ولا يحمل حكمًا شرعيًا، وليس في هذا دليل على أنَّ جميع نساء العالمين: كيدهنَّ عظيم، ولا أنَّ جميع النساء يحتلن لقلب الحق باطلًا، وقلب الباطل حقًا، هكذا يُقرِّر العلماء.
December 19, 2022 / 11:00 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.