وعلى مدى السنوات العشر الماضية نجحنا في تحقيق الكثير من الأهداف المرحلية التي وضعناها سعياً وراء هدفنا الاستراتيجي، وانتشر مفهوم الاتصال الحكومي، وباتت المؤسسات تتنافس فيما بينها على أفضل أداء في الاتصال كما نرى كل عام في الملفات المقدمة لجائزة الشارقة للاتصال الحكومي، وحتى نحول هذه المنجزات إلى قاعدة نبني عليها المرحلة القادمة والمستوى الجديد من الاتصال الحكومي، تعودنا بين وقت وآخر أن نشارككم وقفتنا التقييمية لما تحقق، لنضع أيدينا على عناصر القوة، ونتعرف على الثغرات ونعمل على تجاوزها.
لقد حددنا منذ البداية هدفاً استراتيجياً يتمثل في دعم المساعي نحو الوصول إلى منظومة متكاملة من الاتصال الحكومي، تجمع المؤسسات الرسمية والخاصة في إطار ثقافي واحد، يتجسد في التوافق على الرؤية حول القضايا والمصالح العامة، سواء كانت ثقافية أو اقتصادية تنموية أو اجتماعية ووطنية، بحيث تكون الرسائل الموجهة للجمهور المحلي والإقليمي والعالمي موحدةً في إطارها العام وليست بعيدة عن بعضها أو متناقضة ومتضاربة، إلى جانب التأكيد على أهمية الاستثمار في جميع عناصر القوة المؤثرة مثل التراث والثقافة والفنون والقيم الاجتماعية والأخلاق الإنسانية التي يتحلى بها مجتمعنا، وهذا يتطلب إشراك الجمهور في مهمة الاتصال لتكون منظومتنا متكاملة ومتناغمة.
صحيح أن دعم بناء منظومة اتصال حكومي متكاملة كان هدفنا الاستراتيجي منذ البداية، لكن هذا الهدف هو وسيلة بحد ذاته تدعم في المقابل الأهداف الاستراتيجية للمجتمع الإماراتي، وبوجود منظومة اتصال متطورة، تترسخ أكثر الصورة الإيجابية للدولة التي نجحت قيادتنا ومؤسساتنا في بنائها عالمياً، وتتعزز تنافسية الدولة في مجال الاستثمار والعيش والعمل وبناء الشراكات طويلة الأجل، أما على المستوى العالمي، فأردنا من خلال المنتدى أن نسهم في تسليط الضوء على القضايا الملحة كالتنمية والاستدامة والارتقاء بجودة حياة المجتمعات ومواجهة التحديات التي تعترض سبيلها، وأن نعمل مع شركائنا على بناء آليات اتصال تخدم هذه الطموحات وتدعم تحقيقها.
والآن بعد عشر سنوات ما الذي تحقق من قائمة أهدافنا وطموحاتنا؟ وأين نحن من هدفنا الاستراتيجي؟ هل نجحنا في أن تكون الشارقة حاضنةً لأهم فعالية تتناول وتناقش في كل عام كيفية ترسيخ الروابط بين المجتمع ومؤسساته وتعزيز التعاون بينهما لبناء غد أفضل؟ هل نجحنا في وضع الاتصال الحكومي على رأس أولويات المؤسسات في القطاعين العام والخاص؟ وهل نجحنا في توضيح الملامح الأساسية لعلم الاتصال وبناء مسار تطوره الدائم والمستمر؟ والسؤال الأهم هل نجحنا في إيصال رسالتنا للجمهور؟
بعد هذه التجربة، نحن طبعاً نمتلك مفاتيح الإجابات على هذه الأسئلة، فهناك أشياء ملموسة تحققت، مع العلم أن عملية الاتصال وعلوم الاتصال هي في مسار تصاعدي لا نهاية له، كلما تعلمنا أكثر كلما أدركنا أننا بحاجة لمعرفة المزيد، وكلما حققنا منجزاً ما، نراه محطة نستكمل من خلالها مسارنا اللانهائي في فهم وممارسة علوم العلاقات بين البشر، لكن يبقى من الضرورة أن نحاكم مسيرتنا أمام العنصر الأهم في معادلة الاتصال ألا وهو الجمهور، فماذا يقول الجمهور عن مسيرة الاتصال الحكومي؟ في القريب العاجل سنعرف الجواب، وعلى أساس رأي جمهورنا الذي ننتظره بشغف سيكون لنا الكثير من البرامج والمبادرات التي تستجيب له.