منذ أكثر من 3 عقود من الزمان، انشغل العالم بمفهوم التنمية المستدامة وذلك في مسعى يرتبط بالمعرفة والعلوم والابتكار لتطوير المجتمعات، والتي أطلت كأحد الحلول الحديثة لتقدم مواءمةً متميزة ما بين الاقتصاد ومكونات البيئة الخاصة بالإنسان، واستدامة المشروعات لتكون مستقبلية، تقدّم العديد من الفوائد مجتمعةً للأجيال المقبلة.
وبالفعل كانت التنمية المستدامة هي الحل لعديد من المشكلات الخاصة بحياة الناس في المقام الأول، مرتبطة بالمناخ والحفاظ على التراث المعماري القديم ومداخلات التاريخ والجغرافيا والموارد الطبيعية، إمعاناً في المعرفة المكتسبة بالحفاظ على الموارد، لليوم والغد، وهو ما عملت عليه إمارة الشارقة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس لأعلى حاكم الشارقة، طوال سنواتٍ مضت تجاوزت 40 عاماً.
وانطلقت الشارقة، بكل ثقةٍ، في مسيرتها نحو التقدم وتطوير المجتمع، وفق برامج تنموية عديدة، تتقاطع وتلتقي في أهمية ربط للإنسان ببيئته ومعرفته أهمية التاريخ والهوية الخاصة به، مع تأمين مستقبله بالعلم والمعرفة والابتكار والتعلم، وتربية الصغار من أبناء اليوم من النشء على حب الوطن والعلم والتراث، وهو ما يُشكّلُ الضمانة الحقيقية لما ستكون عليه الخطواتُ المقبلة، وتبرهنُ عليه الخطط والاستراتيجية الواضحة التي تسيرُ عليها الإمارة الباسمة، في إنتاج ونقل المعرفة إليه، والمساهمة في التطوير والارتقاء بالمجتمع الذي يمثّلُ امتداداً لحضارة الأجداد وتاريخ المجتمع الضارب في القدم، والرؤية الثاقبة في ريادة المستقبل.
إن المفردات الكبرى التي يتم تفعليها في الامارة الباسمة تعكس وتقدم دليلاً واضحاً على عظمة ونجاح برامج الشارقة التنموية المستقبلية، هذه البرامج التي تقيم جسوراً عظيمة بين الماضي العريق ورسالة المجتمع المتسامحة والحضور المستقبلي، وتقفز بإنسان الإمارة إلى أعلى المستويات في الحياة الكريمة وفي جميع المجالات.
فالحلم ما يزال كبيراً يكبر مع الأيام ويقوده من كانوا على مقاعد الدراسة والتدريب في السابق، لتكون التجربة متكاملة، وتلاقح الأفكار مستمراً، يدعمه إعلامٌ حصيف ومتابع ومحترف، يوّقعُ على دفاتر الإنجاز، ويحتفي بالجهود، ويقدّم خلاصاتٍ مفيدةٍ لما تقوم به المؤسسات الحكومية بكل جدٍ واجتهاد، ليُكملُ رسالته بكل تفانٍ وإخلاص، ويدعم بدوره هذا المجتمع الذي يقدّر أجهزته الإعلامية ويعطيها حقها الكامل بكل ثقة.
وبكل تأكيد، إن الشراكة الناجحة بين وسائل الإعلام المختلفة والأجهزة الحكومية، هي شراكة ذكية ومستمرة ومثمرة، فكما أن المؤسسات الحكومية تعمل لتنمية المجتمع فإن الأجهزة الإعلامية لدينا دائماً حاضرة، تنقل وتُقدم وتُعبّر عن نبض المجتمع، وتحللّ وتعكس ما يجري من بناءٍ قوي وإنشاءٍ مستدام، ليكون دورها مكملاً ورئيساً،ونحن في عصر الاتصالات المتقدمة، والمشاركة الواسعة من المجتمع.
ومثلما بيّنت الشراكة بين القطاعين العام والخاص عن تجارب راسخة قدمت الكثير من المشروعات الضخمة والتي تذخر بها إمارة الشارقة، فرأينا العديد من مشروعات التطوير العقاري والعماري والسياحي التي قامت عملاقة في أهدافها ومكوناتها، ونتيجةً واضحة للتنمية المستدامة التي تنشدها الشارقة.
إن المشاركة الكبيرة والواسعة للإعلام في كافة مشروعات وبرامج الشارقة، هو حافزٌ كبير، يرسّخ من مكانة الشارقة التي تسعى نحو التنمية المجتمعية المستدامة، وتفرض أنموذجاً حقيقياً مُعاشاً، يعكسُ النهضة الحضارية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويُكملُ درجات سلم المجد التي يسعى لها مجتمعنا، مما يسهمُ في رسالة الإعلام نفسه والتي تقدم هي الأخرى مثالاً يُحتذى به من متابعة كافة الإنجازات، ونقل الصورة الحقيقية لما هي عليه الجهود الرسمية، ونبضُ المجتمع، لتتكامل الشراكة بين المجتمع والإعلام، دعماً للتنمية المستدامة والمستويات العليا من الاهتمام والرعاية لكل فرد من أفراد المجتمع.
ولعل المتابع الحصيف لتجربة الشارقة يلحظُ الاهتمام المتنامي بتطبيق استراتيجية متكاملة تهتمُ بملاحقة النجاح بخطواتٍ سريعة وواثقة في توطين المعرفة والاقتصاد المبتكر ومفاهيم المعرفة، وتُطبّق توازناً عميق النظرة لمكونات الأسرة فرداً فرداً، وكذا البيئة التي تضم مكونات الحياة الفطرية المختلفة، مستندةً على عمق دراسة التاريخ وتراث الأجداد، ليكون الحاضرُ تمازجاً عبقرياً بين نكهة العراقة وعبقُ المقبل من الأيام، تجربةً متميزة تتمددُ فيها وتكتمل مكونات المشهد بشراكة متقدمةٍ ومستمرة بين الإعلام والتنمية وكافة الجهود المخلصة لبناء الوطن وتنمية المجتمع.
For an optimal experience, please
