إن الاحصائيات العالمية تقدر بأن ما يقارب 1 من 1000 شخص يعاني من مرض الثعلبة، وقد يصاب كل من الأطفال والبالغين بهذا المرض، ويحدث بمعدلات مماثلة في الذكور والإناث.

والثعلبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي يقوم فيها الجسم بمهاجمة بصيلات الشعر مما يؤدي إلى فقدانه في بعض مناطق الجسم، وعادةً من مناطق صغيرة في فروة الرأس، وأحياناً شعر الرأس بأكمله، وكذلك من الحاجب والرموش وشعر الوجه أو شعر الجسم بأكمله، كما لوحظ أن الثعلبة قد تكون مصاحبة لأمراض مناعية أخرى منها أمراض الغدة الدرقية والبهاق.

إن مرض الثعلبة قد يصيب الإنسان في أي مرحلة عمرية لكن أغلب المرضى تظهر الأعراض لديهم قبل سن الثلاثين، وهو شائع عند النساء والرجال على حد سواء، وقد يتعافى معظم المصابين خلال سنة من ظهور الأعراض حيث ترجع بصيلات الشعر إلى وضعها الطبيعي وينمو الشعر مجددا ًفي الأماكن التي فقد منها، لكن يمكن للمريض أن يتعرض للثعلبة لأكثر من مرة في حياته.

الأسباب

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الثعلبة منها القابلية الوراثية أو الجينية، التوتر الشديد، كثرة الضغوطات، الإجهاد خصوصا ًالعامل النفسي والعاطفي، الالتهابات، بعض الأدوية وبعض اللقاحات، لكن في بعض الأحيان قد لا يكون هناك سبب واضح. 

والجدير بالذكر أنه توجد دراسة واحدة تربط بين الثعلبة والنقص الحاد في فيتامين دال لكن هذا الرابط يتطلب دراسات أخرى للتأكد من مدى صحته.

الأعراض

إن مرض الثعلبة يمتاز بظهور بقع صلعاء صغيرة والتي قد تظهر في أي جزء من الجسم، كما قد يحدث وخز خفيف أو حكة مكان تساقط الشعر، علماً أن الشعر المتضرر يكون قصيراً وضعيفاً ويسهل فصله في حالة الشد، حيث يكون أضيق على طول بصيلة الشعر قرب القاعدة فيظهر على شكل مشابه لعلامة التعجب (!)، وفي بعض الأحيان قد ينمو الشعر مجدداً ويكون أبيض اللون وخفيف، بالإضافة إلى فقدان الشعر، قد تظهر تغييرات أيضاً على الأظافر حيث يكون هناك تنقيط في الظفر مع تشققات طولية. 

التشخيص

إن تشخيص داء الثعلبة يستند إلى ظهور تساقط الشعر بالشكل الذي ذكر سابقاً على هيئة بقع خالية من الشعر، ولا توجد حاجة لأخذ خزعة أو عينة من الأنسجة لتأكيد التشخيص، لكن يوصى بعمل فحص دم للغدة الدرقية لأنها قد تكون مصاحبة للثعلبة.

العلاج

قرار العلاج هو قرار مشترك بين الطبيب والمريض، يتضمن دراسة متأنية لتفضيلات المريض ومخاطر وفوائد العلاج. 

يجب أن تتضمن المناقشة مع المريض مراجعة لمسار المرض وخيارات العلاج المختلفة وآثارها الجانبية، وقبل البدء بالعلاج، يجب معرفة وإدراك المبادئ العامة التالية:
● أن مسار داء الثعلبة يختلف من شخص إلى آخر، بما في ذلك الشفاء التلقائي بدون أي علاج، تطور المرض وتقدمه لمراحل أشد.
● أن ردود الفعل على العلاج تختلف، وقد لا يوجد علاج نهائي لكل حالة.
● حتى إذا كان العلاج فعالاً، قد تتكرر الأعراض بمجرد توقف العلاج.

وهناك العديد من الطرق العلاجية للثعلبة لكن قد تختلف الاستجابة للعلاج من شخص لآخر، وتختلف حسب المساحة أو المكان المتضرر، ومما يلي بعض الطرق العلاجية:
1. العلاج الموضعي للمكان المتضرر عن طريق الحقن أو الكريمات التي تحتوي على الكورتيزون، وهذه الطريقة تنفع للأماكن المحدودة والصغيرة.
2. استخدام علاج موضعي يسمى مينوكسيديل minoxidil بتركيز 5% للرجال و2% للنساء.
3. العلاج المناعي الموضعي حيث يتم وضع مادة تسبب الحساسية على المكان المتضرر وينتج عن ذلك حكة وتقشر وتهيج مما يؤدي إلى نمو الشعر.
4. العلاج الضوئي الكيميائي حيث يوضع جل دوائي على المكان المتضرر ومن ثم يتم تعريضه للأشعة فوق البنفسجية، ويمكن استخدام هذا العلاج إذا لم يستفد المريض من العلاجات السابقة أو عند انتشار الثعلبة على مساحة كبيرة من الجسم.
5. استخدام حبوب الكورتيزون عن طريق الفم لفترة قصيرة للمرضى الذي يعانون من مرض نشط على مساحات كبيرة من الجسم.
6. الأدوية المثبطة للمناعة مثل الميثوتريكسات والسيكلوسبورين، تستخدم أحياناً في داء الثعلبة واسع النطاق، يمكن أن يكون لها مخاطر وآثار جانبية كبيرة وعادةً ما يتم وصفها فقط للمرضى الذين يعانون من تساقط الشعر الشديد أو المتطور بسرعة.
7. تم استخدام البلازما الغنية بالصفائح الدموية لعلاج داء الثعلبة، لكن التجارب السريرية القوية لتأكيد ما إذا كان هذا العلاج فعالاً غير متوفرة.

إن مرض الثعلبة قد يجعل المصابين به معرضين للقلق والخوف والتوتر الناتج عن محاولة ايجاد العلاج، لكن هذا القلق قد يؤثر بشكل سلبي على استجابة المريض للعلاج حيث أن العامل النفسي هو أهم عوامل ظهور المرض وانتشاره، لذلك ينصح بأن يتم تقبل المرض والتعايش معه وتجنب التوتر والقلق مع التحلي بالصبر عند العلاج، حيث أن نسبة الشفاء جيدة خصوصاً إذا كانت المساحة المصابة صغيرة أو متوسطة، ومن الممكن أيضاً استشارة الطبيب أو الأخصائي النفسي.