جار التحميل...

°C,

عناية السنة النبوية بذوي الاحتياجات الخاصة

March 31, 2022 / 9:53 AM
فالسنة النبوية قد أكرمت ذوي الاحتياجات الخاصة، ورفعت من قدرهم وقدمت لهم كامل الرعاية، ودعت للمساواة بينهم وبين غيرهم من الناس، وجعلت التفاضل بناء على التقوى والإيمان لا على الأشكال والألوان، وبينت كما جاء في أحاديث كثيرة أن ما أصاب ذوي الاحتياجات الخاصة من قضاء الله وقدره، وأن المصيبة في الإيمان أعظم من مصائب الأبدان، ولذا دعتهم للصبر والرضا على ما أصابهم لتُرفع درجاتهم ولينالوا بعد ذلك رحمة الله ويدخلوا الجنة، كما دعت أيضاً إلى احترامهم ودمجهم في المجتمع وتلبية مطالبهم والتخفيف عنهم
ومن تتبع الأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بهذا الموضوع يتبين له حقائق مهمة وضوابط التي وضعها السنة النبوية تجاه مسؤوليات هذه الفئة من المجتمع، وأن السنة النبوية تدعو لاحترام أصحاب ذوي الإعاقة وتقديم كامل الرعاية لهم، كما بينت أيضاً أن ذوي الاحتياجات الخاصة يمتلكون قدرات وطاقات كامنة تفوق أحياناً قدرات أهل العافية، وأن هذه القدرات والطاقات لم تستثمر في الوقت الحاضر بالشكل الصحيح.

أولاً: عناية رسول الله- صلى الله عليه وسلم بذوي الاحتياجات الخاصة

لقد بلغت عناية رسول الله صلى الله عليه وسلم، بذوي الاحتياجات الخاصة عناية كبيرة فاقت كل وصف، حيث جاءت أحاديث كثيرة تدل على ذلك، منها: عن جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع أبا الدرداء – رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ابغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم" أخرجه أبو داود، وهو حديث صحيح.

قال ابن بطال: "وتأويل ذلك أن عبادة الضعفاء ودعاءهم أشد إخلاصاً وأكثر خشوعاً؛ لخلاء قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا وزينتها وصفاء ضمائرهم مما يقطعهم عن الله فجعلوا همهم واحداً؛ فزكت أعمالهم، وأجيب دعاؤهم".

فالعناية بالضعفاء واستنصار بهم منهج نبوي، وسبب من أسباب النصر والرزق كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ولذا اهتم بهم ويقول لأصحابه اطلبوا لي ضعفائكم كما سبق، ولذا إذا حرص المسلمون على رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ومرافقتهم في الشدائد والنوازل، أن الله سينصرهم ويرزقهم ويرفع عنهم البلاء والمصائب بسبب هؤلاء الضعفاء من الذوي الاحتياجات الخاصة.

ثانياً: بشرى النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة:

وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تبشر ما أعده الله لذوي الاحتياجات الخاصة من أجر عظيم إذا صبروا واحتسبوا وأن لهم الجنة، من هذه الأحاديث: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة" يريد عينيه، أخرجه البخاري.

في هذا الحديث أخبر النبي صلي الله عليه وسلم، أن الله تبارك وتعالى إذا ابتليت عبده بفقد عينيه فعمي، ثم صبر على ذلك، إلا عوضه الله بهما الجنة، لأن العين محبوبة للإنسان، فإذا أخذهما الله سبحانه وتعالى وصبر الإنسان واحتسب، فإن الله يعوضه بهما الجنة، وهذا بشرى لأصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة إذا صبروا واحتسبوا وأن الله يعوضهم على ما فقدوا بالجنة.

قال ابطال: "هذا الحديث أيضاً حجة في أن الصبر على البلاء ثوابه الجنة، ونعمة البصر على العبد وإن كانت من أجل الله تعالى فعوض الله عليها الجنة أفضل من نعمتها في الدنيا لنفاذ مدة الالتذاذ بالبصر في الدنيا وبقاء مدة الالتذاذ به في الجنة"، ثم قال: "فمن ابتلى بذهاب بصره أو بفقد جارحه من جوارحه فليتلق ذلك بالصبر والشكر والاحتساب وليرض باختبار الله له ذلك ليحصل على أفضل العوضين وأعظم النعمتين وهي الجنة التي من صار إليها فقد ربحت تجارته وكرمت صفقته ولم يضره ما لقى من شدة البلاء فيما قاده إليها".
 
March 31, 2022 / 9:53 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.