جار التحميل...

°C,

المبالغة في حفلات الزواج ظاهرة لا بد أن تتوقف بعد كورونا

أرست القيادة الرشيدة في دولة الإمارات ثوابت عديدة تمكن الأجيال من تأسيس بيت الزوجية بمنهج فاعل وتمنحهم الاستقرار من خلال تهيئة كافة أسباب بناء الأسرة المترابطة والتي يبدأ تكوينها بالزواج.
فأنشأت الدولة صندوق الزواج، وأقامت الأعراس الجماعية، التي تسهم في تخفيض الكُلفة على المقبلين على الزواج، إلاّ أنه وبالنظر إلى المجتمع قبل فترة جائحة كورونا.

ومن خلال قراءة حفلات الزواج نجد أن هناك مبالغة في إقامة حفلات الأعراس فليس عقلانياً بقدر ما هو دافع ورغبة في التقليد الأعمى والتباهي والتفاخر فضلاً عن قيام البعض من ذوي الأسر بالمبالغة في الإنفاق على حفلات الزواج في ظل ارتفاع أسعار مستلزمات الزواج، وهو ما يدفع الشباب إلى اللجوء للقروض من البنوك للإنفاق على حفلات الزواج، الأمر الذي يكلف الشاب المقبل على الزواج أموالاً كثيرة لا يستطيع توفيرها وبالتالي تشكل هذه التكاليف أحد المعوقات التي سيواجهها الزوج لتوفير المستلزمات الأسرية بعد الزواج، ويشكل عائقاً أمام بناء أسرة مستقرة.

ولا يخفى على الجميع بأن هناك حفلات زواج تصل كلفتها إلى أكثر من مليون درهم، وكذلك حفلات أخرى تزيد كُلفتها على نصف مليون درهم بعد تقديم الولائم ونصب الخيم وغيرها، وإذا كانت الحفلات بدون ولائم تصل تكلفتها على الأقل إلى 300 ألف درهم، تبعاً لعدد المدعوين، كما أن الفنادق والصالات تستغل هذا الأمر وتبالغ في الأسعار، مما يؤدي إلى رفع قيمة الفاتورة أرقاماً كبيرة.

ونذكر من تلك المظاهر الدخيلة على تقاليد المجتمع عمل الكوشة وفستان الفرح والحفلات الموسيقية وكثرة المآدب إلى جانب رحلة السفر المعروفة بشهر العسل والمبالغة في المهر برغم أن هناك قرارات من الحكومة لتحديد قيمة المهر بـ 20 ألف مقدم و30 ألف مؤخر.

ومع ذلك نرى أن الشاب لا يستطيع توفير مبالغ الزواج ويحتاج إلى فتره من الزمن ولو افترضنا أن هذا الشاب خريج جامعي يتقاضى راتباً يقدر بـ 25 ألف درهم شهرياً وفق مستوى الأجور في إمارة الشارقة، وبمعدل توفير 15 ألف اً، فهو يحتاج على الأقل 4 سنوات لسداد تلك الفاتورة.

ومن هذا المنطلق، وبعد الانخفاض التدريجي لتكاليف الزواج خلال العامين الماضيين بسبب تداعيات كورونا التي ألزمت المقبلين على الزواج إلى عدم إقامة حفلات الزفاف، نرى أهمية وقفة المجتمع في ظل التعافي الحالي ولله الحمد إلى مراجعة قائمة تكاليف الزواج والتقليل من النفقات وأن يقف المجتمع وقفة جادة خاصة بعد كورونا، لتكون التكاليف بما يتناسب مع قدرة الزوج على توفير تكاليف الزواج.

وهذا يحتاج إلى برامج توعية وقرارات من جهات الاختصاص، وكذلك يجب علينا جميعاً أن نفكر بصوت عالٍ لإيجاد حلول مناسبة تساعد على تذليل هذه الصعوبات أمام الشباب المقبل على الزواج، ونطالب ذوي المقبلين على الزواج تخفيف عبء المتطلبات عن الزوج، التي تضعه تحت وطأة الديون من البنوك، وغيرها من أجل تحقيق حياة كريمة.
 
November 15, 2021 / 9:42 AM

مواضيع ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.