إن مرض السكري مرض مزمن وله مضاعفاته، لكن ذلك لا يمنع المصابة من السيطرة عليه والتحكم به لتجنب أعراضه ومضاعفاته والتمتع بحياة صحية وسلمية، وينطبق ذلك على المرأة الحامل أيضاً، فإصابتها بمرض السكري من النوع الأول أو الثاني لا تمنعها من التمتع بحمل سليم من غير مضاعفات.
وعند رغبة المصابة بمرض السكري بالحمل، ننصحها بالتحدث مع طبيبها، إما طبيب الأسرة أو طبيب الغدد الصماء قبل الحمل، لوضع خطة علاجية للتأكد من تمتع الأم بحمل سليم بالإضافة إلى إنجاب طفل سليم ومعافى.
إن الحفاظ على مستويات طبيعية للسكر في الدم له أهمية كبيرة في الحمل، فقد يساعد في منع الإجهاض والتشوهات الخلقية وغيرها من المضاعفات للأم والجنين، لذلك تحتاج المرأة المصابة بمرض السكري إلى زيارة الطبيب بشكل دوري عند تفكيرها في الحمل، حيث ستحتاج إلى العمل عن كثب مع طبيبها المعالج للحصول على نسبة السكر في الدم أقرب ما يمكن إلى المعدل الطبيعي قبل وفي أثناء الحمل.
الأدوية والعلاجات المستخدمة لمرض السكري وغيره
من المهم جداً مناقشة الأدوية وجرعاتها مع الطبيب، لأن في الحمل قد يتم إيقاف بعض الأدوية أو تغيير جرعاتها، وذلك ينطبق على أدوية مرض السكري التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن مثل الأنسولين، ولا ننسى الدور الفعال لاختصاصي التغذية، والذي سيقوم بوضع نظام غذائي صحي والذي يمكن اتباعه كذلك في الحمل، إذ أن هذا الجزء مهم جداً بحيث يتم تسليط الضوء عليه لأهميته الكبيرة في السيطرة والتحكم بمستويات السكر في الدم قبل وبعد الحمل.
والجدير بالذكر، على المرأة أن تطلع الطبيب على كافة الأدوية أو الفيتامينات او المكملات التي تتناولها بالإضافة إلى الأعشاب أو أي أدوية عشبية، لأن هناك بعض الأدوية غير آمنة وقد تؤثر سلبياً على الحمل، وقد تحتاج إلى التوقف عن تناولها قبل الشروع في الحمل.
إن بعض المصابات بمرض السكري قد تتزامن أصابتهم بأمراض أخرى منها أمراض الكلى، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك ارتفاع الكوليسترول في الدم، لذلك في حال تناولهن للأدوية المعالجة لهذه الأمراض، ينصح باستشارة الطبيب، حيث قد تكون بعض الأدوية غير آمنة في الحمل منها على سبيل المثال كالتالي:
1- الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى والتي تسمى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitor) وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs)، حيث يمكن لهذه الأدوية أن تسبب تشوهات خلقية للجنين.
2- الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم والتي تسمى ستاتين (statins) والأدوية المشابهة لها، حيث لم يتم دراسة هذه الأدوية بشكل جيد عند الحوامل، لكن يوصي الأطباء بإيقافها، لأن هناك احتمال أن تؤثر على نمو الطفل.
والجدير بالذكر، يجب على المرأة ألا تعمل على إيقاف أي أدوية أو التقليل من الجرعات إلا بعد استشارة الطبيب، حيث هناك بدائل أخرى آمنة للاستخدام أثناء الحمل، ومن الممكن أن يؤثر إيقاف الدواء بشكل سلبي على صحة المصابة وعلى الحمل والجنين في المستقبل.
الفحوصات والتحاليل الضرورية قبل الحمل
ستحتاج المرأة للخضوع إلى بعض الفحوصات أو التحاليل المخبرية قبل الحمل حسب حالتها والأمراض المصابة بها،
فيما يلي بعض الفحوصات المهمة على سبيل المثال:
● فحص العين (إذا لم تكن قد خضعت للفحص خلال الـ 12 شهراً الماضية): سوف تحتاج المرأة إلى فحص الشبكية للكشف عن الإصابة لمرض يسمى "اعتلال الشبكية السكري"، وهذه الحالة ناتجة عن مرض السكري، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل في البصر.
وتجدر الإشارة إلى أن الحمل قد يزيد من فرص الإصابة باعتلال الشبكية السكري عند البعض، وكذلك في حالة الإصابة من قبل، فقد تزداد الحالة سوءاً خلال فترة الحمل، لذلك من الأفضل علاج الحالة قبل أن تحمل المصابة.
● اختبارات الدم والبول للتحقق من صحة الكليتين: حيث أن المصابات بداء السكري معرضات لخطر الإصابة بأمراض الكلى، ومن الممكن في بعض الحالات أن يؤدي الحمل إلى تفاقم أمراض الكلى الموجودة قبل الحمل.
● فحص ضغط الدم: حيث أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يمكن أن يسبب مضاعفات للأم والجنين.
● فحوصات الدم لقياس مستويات هرمون الغدة الدرقية، فمن المهم جداً للأم والطفل أن تكون مستويات هرمون الغدة الدرقية طبيعية، وفي حال أظهرت الفحوصات أن مستويات هرمون الغدة الدرقية مرتفعة جداً أو منخفضة جداً، فقد تحتاج المرأة إلى علاجات لإعادتها إلى مستواها الطبيعي.
● اختبارات البول للتحقق من وجود عدوى أو التهاب، من المهم علاجها قبل الحمل.