جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

العلم والنفس الخيّرة أساس الفرد الصالح

12 يناير 2021 / 1:17 PM
"نحن في تسارع مع الزمن، والعلمُ يتغيّر، يوماً بعد يوم، وإذا كنا نحن سنقفُ عند هذه المراحل، فلن نلحقَ بالرّكب، نهيّبُ بأبنائنا وبناتنا أن يجتهدوا، وأن يأخذوا مسألة العلمِ مسألةً حقيقيةً، ليس لنيّل الشهادة والوظيفة، لأن هذه الطريقة، وهو الحفظ السريع وتقديمِ الامتحان، وبعد ما أخرج من الجامعة أنسى كل شيء، ما جئنا لهذا، وما عملنا لهذا، وإنما عملنَا لنغرس العلم في النفوس الخيّرة، والنفوس ذات التربة الصالحة التي ستعطينا إن شاء الله النّبتُ الصالح".
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفل رابطة الخريجين، جامعة الشارقة 2018م

يبدأ صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه إلى أبنائه وبناته من الخريجين، بالإشارة الواضحة إلى نقطة هامة تتعلق بجهود سموه كقائد حكيم يقود الإمارة منذ عقود نحو التنمية المتكاملة، تتبعه جهود كافة الجهات الرسمية الأخرى، إلى جانب القادمين في طريق المستقبل من خريجي الجامعات، بأن الجهود مستمرة وأن العمل يجري في مختلف المجالات.

كما أن العلم والتكنولوجيا يتطوران يوماً تلو الآخر، ولذا علينا جميعاً أن نعمل، كلٌ في مجاله، لنكون مع الكرب العالمي، حضارةً وعلماً وتطوراً، وبالمقابل إذا ما توقفنا عن مسارعة الجهد سنجد أنفسنا خارج دائرة التطور وهو ما سيكون غير مرحب به لدينا، لأن برنامجنا الذي نسيرُ عليه من أعوام طويلة هو للتنمية والتقدم والارتقاء بأنفسنا ومجتمعنا ووطنا، وهو هدف رئيسي واستراتيجي.

ويمضي صاحب السمو حاكم الشارقة في سكب خلاصة الفكر عبر سنواتٍ وسنوات في بحور المعرفة المتنوعة، ويخصّص سموه الحديث في هذه المناسبة، إلى طلبة العلم، بأن يجتهدوا في طلب العلوم ويواصلوا في طريقها وتحصيلها، وأن التخرج لا يعني نهاية مرحلة التعلم.

وأن مرحلة الدراسة لا تعني أخذ عملية التحصيل العلمي والتعليم على أنه جسرٌ يُوصلنا أو نعبر به إلى الوظيفة فقط، لا بل عليهم أن يكونوا جادين، والجدّية نقصد بها الحرص على العمل الذي نقوم به، والسعي لتحقيق أقصى أهدافه بصدقٍ وإخلاصٍ وإيمان.

كما أن نظريات التعلم القديمة لا تُجدى في عصر تطور العلوم واتصالها مع بعضها البعض في مختلف المجالات، وهو ما يُوصلنا إلى ملاحقة التطور عبر العلم والمعرفة للوصول إلى مراحل متقدمة فيها بالإنتاج الفكري والمعرفي المفيد.

وفي ختام حديث سموه، يشير صاحب السمو حاكم الشارقة إلى البرامج والأهداف التي عملت عليها الشارقة، وجهود سموه في الترتيب لمنظومة تعليمٍ شاملةٍ في الإمارة والتي هي الأساسُ لغرس العلم في نفوس أفراد المجتمع لينتفعوا بهذه المعرفة، وليقدموا الخير في كل شيء، لأنفسهم ولأهلهم ولمجتمعهم وللعالم من حولهم.

وهذه النفوس التي يهذبها العلم وتزينها الأخلاق وتغوصُ في مكامن العلوم لتقرأ وتُحلّل وتناقش وتطور، وهي التي ننتظر منها أن تكون بيئةً مثالية وحميدة لتُخرّج لنا أطفالاً يحملون ذات المشعل، أفراداً متعلمون، مثقفون، مؤمنون برسالة العلم، وقيم المجتمع، لتتواصل الحياة، خيّرةً طيّبةً، ويتواصلُ عطاء المجتمع من الأفراد الصالحين.
حول المؤلف
January 12, 2021 / 1:17 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.