جار التحميل...

°C,

تعليم الناطقين بغير لغة التدريس

August 26, 2021 / 11:05 AM
تعتمد فعالية تلقِّي العلم جزئيًا على توعية المعلِّم بقدرات التعلم لدى طلبته. ومن المنظور الإسلامي، تُقدَّر أهمية ضبط طريقة التدريس لتتفق مع قدرات الطلبة عبر امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، فكلما تواصل مع أحد تكلم معه بالطريقة التي ناسبت فهمه.
ولكون المجتمع الذي نعيش فيه متعدد الثقافات وهذا بلا شك يؤدي إلى تنوع ثقافة الطلبة تلقائيًا، ويفضي ذلك إلى التحدي الذي قد يواجهه المعلمون، وهو تعليم الطلبة الناطقين بلغة التدريس والطلبة الناطقين بغيرها معًا بنجاح.

وقد يدْرس الطلبة بلغتهم الأولى، أو الثانية، أو حتى الثالثة، وقد بيّنت دراسات اكتساب اللغة أن كل مجموعة من مجموعات الطلبة الثلاث تنفرد بكيفية تعاملها بالمعلومات المقدمة لها، حيث تكون لها طرق مختلفة في معالجة المعلومات، وتنجزها كذلك بسرعات مختلفة أيضًا. وهذا قد يؤدي إلى مواجهة الناطقين بغير لغة التدريس صعوبة في متابعة دروسهم.

ومن الإرشادات التي قد تساعد المعلمين على زيادة دمج طلبتهم بالدروس أثناء التدريس:

1.التكلم باللغة الفصحى:


يستند الطلبة الناطقون بغير لغة التدريس إلى ما تعلموه من القواعد النحوية واللغوية في فهم الخطاب والنصوص. لذا، قد يجدون صعوبة في الفهم عند استخدام اللهجات العامية؛ لأنها قد لا تخضع لتلك القواعد.

2.التحدث ببطء، وبصوت مرتفع، والنطق بالكلمات بشكل واضح:


يحتاج الناطقون بغير لغة التدريس إلى وقت وجهد أكثر للتعرف على الكلمات، فالتحدث بهذه الطريقة سيمكّنهم من ربط ما يسمعونه من الأصوات بما تعلموه من علم النطق، وبالتالي سيدركون الكلمات المتلفظ بها بشكل أسهل.

وإذا كانت لغة التدريس اللغة العربية، فقد يفيد النطق بحركات الألفاظ الأخيرة لإتقان اللغة والإعراب لدى الطلبة بغض النظر عن لغتهم الأصلية.

3.كون المعلم مرئيًا عند التحدث:

يستعين الناطقون بغير لغة التدريس بحاستي البصر والسمع إلى حد كبير في فهم الخطاب، فعندما لا يستطيعون أن يدركوا حروف الكلمات المتلفظ بها بمجرد الاستماع إليها، سيلجؤون إلى قراءة الشفاه محاولة إدراك ما يقوله المتكلم. لذلك، قد يكون فتح فيديو المعلم أثناء الدراسة عن بعد مفيدًا.

4.ترتيب نقاط الخطاب وربطها بشكل مناسب:

ويمكن ذلك خلال استخدام الأرقام، وأدوات الربط، والمصطلحات الخاصة التي تشير إلى نوعية المعلومة المقدمة، مثل "التعريف"، و"الحكم"، وغيرها. وهذا سيمكّن الناطقين بغير لغة التدريس من معرفة سلسلة الأفكار، وفي حال عدم فهمهم لبعض النقاط، يستطيعون أن يستفسروا عنها بسهولة باستخدام هذه الأمارات اللفظية.

5.استخدام الأدوات المساعدة البصرية التي تلقي الضوء على المصطلحات والأفكار المهمة؛ لإعانة الطلبة على التعرف على الكلمات.

6.توظيف المواد الدراسية النصية وإتاحتها للطلبة مبكرًا:

بعض طرق التدريس قد لا تناسب الناطقين بغير لغة التدريس، مثل تلك التي تتمثل في التلقين الشفوي المحض للمادة العلمية؛ لأنهم قد يواجهون تحديات صعبة في متابعة التلقين وتسجيله. لذلك، قد يكون الدرس أنفع بكثير عند استخدام الكتب أو الملازم الدراسية للتيقن من عدم فواتهم أي معلومة مهمة.

والإتاحة المبكرة لهذه المواد الدراسية النصية ستمكّنهم من البحث عن الكلمات الجديدة قبل حصة الدرس، وبالتالي ستسهّل عليهم متابعة الدرس وفهمه.

7.طرح أسئلة مباشرة محتاجة إلى أجوبة قصيرة لزيادة مشاركة الناطقين بغير لغة التدريس أثناء الدروس، وإعطاؤهم الوقت لتكوين إجاباتهم؛ لأن التحدث قد يكون تحديًا كبيرًا ومخوّفًا لهم.

8.تشجيع الطلبة والتعاطف معهم:

الدراسة بلغة أجنبية قد تكون متعِبة ومحبِطة لـلناطقين بغير لغة التدريس، وقد يتطلب إتقانهم لها سنوات في حال عدم انغماسهم باللغة خارج الحصص الدراسية، فقد يتطلب الأمر المزيد من الجهد لتشجيعهم كي يجتازوا المهمة بنجاح.










August 26, 2021 / 11:05 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.