استراحة السُحُب أيقونة سياحية تتربع بين جبال خورفكان وغيومها

وتعكس هذه المنشأة الاستثنائية رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي حرص على تطوير المشهد السياحي في المنطقة، فاختار بعناية موقعاً استراتيجياً على إحدى القمم الجبلية، وأشرف شخصياً على تفاصيل المشروع الذي افتتح رسمياً عام 2021، ليضمن تقديم تجربة متميّزة للزوار، ويسهم في تعزيز مكانة خورفكان كوجهة سياحية رائدة تجمع بين سحر الطبيعة، وعراقة التراث، وحداثة الخدمات. 

تفتح استراحة السُحُب أبوابها للزوار على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتُعد رسوم الدخول إليها مرنة ومراعية لمختلف الزوار، مما يجعلها خياراً سياحياً متاحاً للجميع، سواء كانوا يرغبون في الاستمتاع بإطلالات النهار الساحرة، أو سحر المدينة تحت أضواء الليل.  

وفيما يأتي استعراض لأهم ما يميّز هذه الوجهة الفريدة:

الموقع الاستراتيجي: إطلالة بانورامية من قمم الجبال

تتوج استراحة السُحُب قمة جبلية مرتفعة بمدينة خورفكان على علو 600 متر فوق مستوى البحر، مانحة زائريها مشهداً بانورامياً آسراً للمدينة بأكملها، وبتصميمها الدائري البالغ قطره 30 متراً والمُحاط بواجهات زجاجية واسعة، تتيح الاستراحة رؤية شاملة بزاوية 360 درجة، فيستمتع الزوار بمشاهدة المدخل المزدان بالنوافير، والشواطئ الذهبية، وصولاً إلى مناطق حصي والحراي في أقصى أطراف المدينة. 

التصميم المعماري: إبداع يجمع بين الجمال والوظيفة

تمتد استراحة السُحُب على مساحة إجمالية قدرها 10,250 متراً مربعاً، وتضم مبنىً من طابقين بمساحة 2,788 متراً مربعاً، ويحتضن الطابق الأرضي مطعماً ومقهى يتسع لاستقبال 88 شخصاً في الصالة الداخلية، مع إمكانية استيعاب 48 شخصاً إضافياً في الشرفة الخارجية، بينما يشمل القبو قاعة تتسع لـ 62 شخصاً ويُمكن استخدامها لأغراض مختلفة، كما توفر الاستراحة مصليين منفصلين للرجال والنساء. 

المرافق والخدمات: رفاهية تلبي جميع الاحتياجات

تتميّز استراحة السُحُب بمنظومة متكاملة من المرافق العصرية؛ فهي تضم منطقة ألعاب للأطفال تمتد على مساحة 541 متراً مربعاً، وشرفات داخلية وخارجية تُطل على مناظر خلابة للمدينة، إضافة إلى دورات مياه مجهزة بأحدث التقنيات، وقد خُصص للاستراحة 89 موقفاً للسيارات، مما يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن تجربة سياحية متكاملة. 

الطريق إلى الاستراحة: رحلة آمنة ومثيرة

يتألق الطريق الصاعد المؤدي لاستراحة السُحُب بامتداده البالغ 6.5 كيلومتر، وهندسته المتقنة التي تشمل مسارين للصعود ومساراً للنزول؛ مما يضمن تدفقاً مرورياً سلساً، وتجسد تفاصيل الطريق التزاماً صارماً بالمعايير الهندسية الدولية، إذ تتدرج ميوله بعناية بين 3% و9.7%، مع تعزيزه بحواجز خرسانية متينة، وضبط حدود السرعة عند 60 كيلومتراً في الساعة، ليوفر للزائرين تجربة وصول تجمع بين الأمان والمتعة. 

المساحات الخضراء: واحة طبيعية تزين المكان

حظيت المساحات الخضراء المحيطة باستراحة السُحُب باهتمام استثنائي من قبل الجهات المشرفة، حيثُ جرى تشجير المنطقة بنحو 8,700 شجرة، وتضم أنواعاً مختلفة من الأشجار مثل؛ الجهنمية الباهرة الألوان، والشوع المميّز بظلاله الوارفة، والبنسيتم ذي المظهر الأنيق، فضلاً عن أشجار الكنا ذات الخصائص العطرية، وقد أضفت هذه التشكيلة النباتية المتناغمة جمالاً فريداً على المنطقة، كما عززت قيمتها البيئية والصحية، وساهمت في جذب السياح الباحثين عن الاسترخاء وسط الطبيعة الساحرة.

المسارات الجبلية: مغامرات لمحبي الرياضة والتسلق

تتكامل تجربة استراحة السُحُب مع مسارين جبليين فريدين يلبيان شغف محبي المغامرات والتسلق الجبلي، إذ يربط المسار الأول الاستراحة بمواقف سد الرفيصة عبر مسافة 3,000 متر، فيما تتواصل الأعمال لإنجاز المسار الثاني الذي سيصل الاستراحة ببرج جبل الشيخ بامتداد 2,800 متر، مانحاً الزوار مزيجاً استثنائياً من الإطلالات البانورامية الساحرة والتحديات الرياضية المشوقة.

أنشطة متنوعة: متعة لجميع أفراد العائلة

تزخر استراحة السُحُب بباقة غنية من الفعاليات المُلائمة لكل الفئات العمرية والميول؛ إذ يستطيع الزائرون تخليد لحظاتهم مع الأحباء من خلال التقاط الصور التذكارية بإطلالات المدينة الآسرة،  كما يمكنهم الانغماس في سحر الطبيعة المحيطة بالمكان خاصة خلال أوقات الشروق والغروب التي تمنح المكان سحراً استثنائياً بفضل موقعه المرتفع.

ويمكن للزائرين أيضاً التلذذ بالمأكولات والمشروبات في مطعم الاستراحة، والتنزه عبر الأرجاء الفسيحة، بينما ينعم الصغار بأوقات مرحة في الأركان المُصممة خصيصاً لمتعتهم.

الأهمية الاقتصادية والسياحية: رافد للتنمية المستدامة

تُعد استراحة السُحُب من أبرز الوجهات السياحية والترفيهية في مدينة خورفكان، وقد أسهمت بشكل كبير في جذب أعداد كبيرة من الزوار خلال الأعياد والعطلات وحتى في الأيام العادية، مما انعكس إيجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، ووفر فرص عمل جديدة لأبنائها.

وفي الختام، تُجسد استراحة السُحُب رؤية تنموية متكاملة تُعزز السياحة البيئية المستدامة، وتُبرز الهوية الحضارية للمنطقة، وتمنح زوارها لحظات استثنائية تظل محفورة في ذاكرتهم لسنوات.

المراجع

[1] sheikhdrsultan.ae, سلطان يفتتح استراحة السحب بخورفكان.. ويدشن المسار الجبلي
[2] sgmb.ae, حاكم الشارقة يفتتح استراحة السحب بمدينة خورفكان
[3] sharjah24.ae, خالد المدفع: استراحة السحب معلم فريد بإطلالة خلابة
[4] visitsharjah.com, استراحة السُحُب