جار التحميل...
وجديرٌ بالذّكر، بأنّ الملتقى قد انطلق لأوّل مرّة في العام 2007م بتوجيهاتٍ من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة؛ ساعياً إلى دعم الحِرف الشّعبية، وحفظها، وإحيائها، ونقلها للأجيال القادمة.
وفي ظل الجهود الدؤوبة التي تبذلها إمارة الشارقة في الحفاظ على التراث الثقافي والاحتفاء به، من بينها تنظيم ملتقى الشارقة للحرف التقليدية وغيره من المهرجانات التي تُعنى بالتراث؛ فقد اختيرت إمارة الشّارقة عام 2019م كمدينة مُبدعة في مجال الحِرف والفنون الشّعبية من قبل اليونسكو عام 2019م.
يُنظَّم ملتقى الشارقة للحرف التقليدية من قبل معهد الشّارقة للتراث عادةً مرّة كلّ عاميْن، وذلك في مراكز مؤتمرات كبرى، ومواقع تراثية مختلفة في الإمارة من بينها مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات الذي استضاف الدورة الثانية عشرة للملتقى في فبراير 2020، كما أقيمت الدورة الثالثة عشرة في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في يناير 2023، ويستقطب الملتقى بدوره مجموعةً واسعةً من الزوّار من داخل دولة الإمارات وخارجها.
ويُركّز الملتقى في كل دورة على حرفة تقليدية معينة؛ فعلى سبيل المثال، جاءت الدورة الثالثة عشرة التي أُقيمت عام 2023 تحت شعار "النسيج والسجاد"، بينما حملت الدورة الثانية عشرة في عام 2020 شعار "حرف شارقية".
كما يضمّ الملتقى العديد من الفعاليات التي تُعرَض خلالها المشاريع المتميّزة، والمنتجات الخاصّة بكل حرفة سواء كانت تابعة لمؤسساتٍ أو أفراد، وكذلك يضمّ أنشطةً أخرى كالمحاضرات، والمسابقات، وورش العمل التي تُسلّط جميعها الضوء على حِرف الأجداد؛ فتُعرّفها وتُشير إلى أهميتها ودورها في حفظ التراث ودعم الاقتصاد المحليّ والترويج السياحيّ، وتستهدف الفعاليات الفئات المهتمّة بمجال التراث من كافّة أنحاء العالم مثل؛ المختصين في هذا المجال، وطلبة المدارس والجامعات، والباحثين، والحرفيين، ومحبّي الفنون التقليدية..
يُسلّط ملتقى الشّارقة للحرف التقليدية الضوء على صناعة النسيج والسجاد كحرفةٍ تقليديةٍ امتهنها الأجداد، وفي هذا السّياق، استضاف الملتقى المهتّمين بهذه الحرفة من داخل دولة الإمارات وخارجها، حيث شهد الملتقى بدورته الثالثة عشرة مشاركة 17 دولة عربية وأجنبية.
ويتضمّن الملتقى عروضًا حيًا لصناعة السجاد ومعارض للغزل والنسيج بأنواعه المختلفة، تشمل حرفًا تقليدية مثل: صناعة الدمى، والخياطة، والتلي "تطريز يدويّ تقليديّ بالخيوط المعدنية اللامعة على القماش"، والفروخة "حلقات صغيرة مزخرفة من الخيوط تزُيّن الملابس التقليدية"، وقرض البراقع "تفصيل البراقع أو أغطية الوجه يدوياً"، وحرفة السدو "حياكة الأقمشة باستخدام الصوف أو شعر الماعز".
كذلك يشتمل الملتقى على ورشٍ تدريبية -تحت إشراف خبراء ومتخصصين- تهدف إلى تعليم الحياكة، وإكساب المُشتركين معارف ومهارات متنوّعة في مجال صناعة النسيج والسجّاد؛ مثل التعرّف على طريقة استخدام أنواع الخيوط المختلفة، وطريقة التعامل مع الأصباغ الطبيعية التي يُمكن من خلالها استخراج مئاتٍ من الألوان المتنوّعة.
تُعدّ صناعة الفخّار واحدةً من أقدم الحِرف التقليدية التي عرفها الإنسان عبر التاريخ، وقد استُخدمت كثيراً في الحياةِ اليومية؛ فحُضّرت من خلالها الأواني، والأدوات الخاصّة بالطّعام، والشّراب، والسوائل الأخرى على اختلافها، أمّا في العصر الحالي؛ فهي لا تزال تحتفظ بطابعٍ تراثيّ وجماليّ متميّز؛ فضلاً عن استخدامها في بعض الصّناعات الحديثة سواء في مجال التصميم، أو في المجال العمليّ مثل؛ تصنيع أواني الطهي، كلّ هذا يجعلها حاضرةً بشكلٍ بارزٍ ضمن ملتقى الشّارقة للحرف التقليدية، وبما يُشجّع على ممارستها بين الحرفيين، والترويج لها على أنها منتج يدويّ سياحيّ.
وتشتمل الفعاليات والأنشطة التراثية في الملتقى على إعداد ورش عمل ذات صلة بالفخّار برعاية المراكز التراثية في الإمارة كمركز التراث العربيّ، ومن أبرز هذه الأنشطة والورش: صناعة الفخّار، والتلوين على الفخّار، وتشكيل الطّين باليد، وترميم الفخّار القديم، وتزجيج الأواني الفخارية، فضلاً عن الورش التفاعلية المُشابهة الخاصّة بالأطفال.
يشتمل ملتقى الشّارقة للحرف التقليدية على العديد من الحِرف، والصّناعات التراثية الأخرى، مثل: الجلافة "صناعة السفن الخشبية التقليدية يدوياً"، والمالح "حفظ الأسماك بالملح بطريقةٍ تقليدية"، وفلق المحار "استخراج اللؤلؤ من أصداف المحار"، والقراقير "صنع أقفاص صيد الأسماك من الأسلاك المعدنية"، والليخ "صناعة شِباك صيد يدوية من الخيوط"، والزربول "صناعة النّعال التقليديّ من الجلد أو شعر الماعز"، والسّقى "استخدام جلد الضأن أو الماعز لصناعة وعاء لحمل الماء أو الحليب".
كذلك يُسلّط الملتقى الضوء على حِرف النخيل التي تعتمد على سعف النخيل وأجزائه لإنتاج المصنوعات التقليدية، مثل: حرفة السفافة "استخدام خشب النخيل أو الأغصان لصنع الأوعية المنزلية والسلال"، وحرفة الحابول "استخدام ألياف النخيل لصناعة الحزام أو الحبل لصعود النخلة"، فضلاً عن اشتمال الملتقى على الخطّ العربيّ، والطبّ الشعبيّ، والآلات الموسيقية التقليدية كالرّبابة؛ وهي جميعها من الحِرف التراثية والفنّية البارزة في دولة الإمارات.
وفي الختام، تُشكّل الحِرف التراثية التي امتهنها الأجداد في القدم الحدث الأبرز في ملتقى الشّارقة للحرف التقليدية، فتُعقَد خلاله عروض حيّة توضّح الأسلوب المبتكر لصناعة كلّ منتجٍ تراثيّ، وتُعِدّ ورشاً تدريبيةً تزوّد المُشتركين بالمهارات الأساسية التي تُمكّنهم من تعلّم الصّناعات التقليدية المختلفة.
المراجع
[1] sharjahevents.ae, ملتقى الشارقة للحِرف التقليدية
[2] sharjah24.ae, "الشارقة للتراث" يكشف تفاصيل ملتقى الحرف التقليدية
[3] khorcouncil.gov.ae, ملتقي الشارقة للحرف التقليدية