جار التحميل...
يبرُز ذلك على النحو الآتي:
يُعد مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي والذي أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مرسوماً أميرياً خاصاً بإنشاؤه، جهة مستقلة معنية بتنظيم وتطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الشارقة، والمسؤولة عن تقديم الدعم اللازم للجامعات والمؤسسات التعليمية والأكاديمية فيها، بما يضمن تعزيز قدراتها وتطوير أدائها.
ويتولى المجلس مسؤولية إعداد الاستراتيجيات والخطط الخاصة بالتعليم العالي، وصياغة التشريعات والقوانين المنظمة لهذا القطاع، والإشراف على تنفيذها، كما يعمل على تطوير البنية التحتية للبحث العلمي، ومراقبة جودة الأداء الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي للإمارة، بما يضمن التزامها بالمعايير المحلية والعالمية، إلى جانب اتخاذ القرارات التنظيمية المتعلقة بعمل هذه المؤسسات داخل الإمارة.
تُعلن إمارة الشّارقة ممثلةً بعدد من الجهات الحكومية الرّسمية وغيرها إطلاق جوائز تشجيعية خاصة بالبحث العلميّ، منها: جوائز جامعة الشّارقة السنوية التي يُكرّم بها أعضاء هيئة التدريس المتميّزين في مجال البحوث والدراسات العلمية، وجائزة مصرف الشّارقة الإسلاميّ المخصّصة لأعضاء هيئة التدريس والطلبة في المجال نفسه، وكذلك جائزة الجامعة القاسمية في البحث العلميّ لأعضاء هيئة التدريس وأخرى للطلبة.
وتمنح أكاديمية الشّارقة للعلوم الشّرطية "جائـزة أكــاديمية الشارقة للعلوم الشرطية للبحث العلمي"، التي تهدف إلى تشجيع إعداد بحوث علمية تشتمل على أفكار مبتكرة يُمكن تحويلها إلى مشروعات فاعلةٍ في المجال الأمنيّ، ويُمكن للمؤسسات أو الأفراد على السّواء الاشتراك بها.
وتصدر عن الهيئة العربية للمسرح في الشّارقة المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي دورياً، وهي تشمل تقديم بحوث علمية في مجالات مثل: التراث والمسرح، وما بعد التراث في المسرح العربي وغيرها، ومنح جوائز للباحثين المتميّزين.
ويُقدّم بدوره منتدى المرأة للبحث العلميّ جائزة أفضل بحثٍ علميّ في مجالات مختلفة مثل التكنولوجيا، والهندسة الطبية الحيوية، والعلوم الصحّية، والقانون والشريعة، والدراسات الإسلامية، وإدارة الأعمال، وتتمثّل الجائزة في تقديم مجموعةٍ من المنح البحثية للباحثات المتميّزات.
تُنظّم إمارة الشّارقة عدداً من المنتديات والملتقيات العلمية على مدار العام، ولعلّ من أبرزها المنتدى السنويّ الرابع للبحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي استضافته الجامعة الأميركية في الشّارقة، وقد جمع أهم الخبراء في مجال البحث العلميّ من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا المتعلّقة بتطبيق البحوث المفتوحة ضمن البيئة الأكاديمية العربية ومعالجة التحدّيات المتعلّقة بها.
ويوجد أيضاً المنتدى العلميّ الأول الذي نظّمته جامعة الشّارقة ممثلةً بمعهد البحوث للعلوم الطبية والصحّية التابع لها، الذي بحث خطّة الجامعة الاستراتيجية لتطوير مجال البحث العلميّ في السنوات المُقبلة، بحضور مدير المعهد ومجموعةٍ واسعة من الباحثين وأعضاء الهيئة التدريبية، وتعقد الجامعة نفسها ملتقى البحث العلميّ السنويّ في كلّ عام لمناقشة موضوعات مختلفة؛ كان أحدثها طريقة استثمار البحث العلميّ في خدمة المجتمع وتنميته.
ويُقام منتدى المرأة في البحث العلميّ سنوياً في أمكنة مختلفةً في الشّارقة؛ كجامعة الشّارقة وجامعة خورفكان، ويهدف إلى دعم المرأة وتمكينها في مجال البحث العلميّ بعقد لقاءات تفاعلية وجلسات حوارية عن موضوعات مثل: سدّ الفجوة بين البحث العلميّ والحلول العملية الذي نوقش في المنتدى الخامس عام 2025م، ويعرض المنتدى تجارب لباحثاتٍ متميّزات تركن بصمةً في مجال البحث العلميّ وخدمة المجتمع.
وتعقد الجامعة القاسمية في الوقت نفسه ملتقى البحث العلميّ دوريّاً، والذي يُسلّط الضوء على أهمية إنشاء بيئةٍ أكاديميةٍ تُشجّع الطلبة على الإقبال على مجال إجراء البحوث والدراسات، ويُناقش أبرز الأدوات والموارد التي يُمكن أن تُعزّز لديهم حبّ المعرفة.
تُنظّم الشّارقة عدداً من البرامج التدريبية التي تهدف إلى تعزيز مهارات البحث العلميّ عند مختلف أفراد المجتمع، لا سيما الشباب وتطوير قدراتهم في هذا المجال، ومن ذلك سلسلة برامج مهارات البحث العلميّ التي أعدّها مركز ربع قرن للمهارات الحياتية ممثّلاً بناشئة الشّارقة وسجايا فتيات الشّارقة، وذلك بالشّراكة مع مركز التعليم المستمر والتطوير المهنيّ بجامعة الشّارقة.
وقد تضمّنت البرامج جلسات تفاعليةً وورش عمل تعرّف المشتركون بها على أهمية البحث العلميّ وأهدافه، وتمكّنوا من اكتساب مهارات عدّة، مثل: مهارات جمع البيانات وتصنيفها، ومهارات تحليل البيانات ومناقشة نتائجها.
كما أعدّت جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات دورةً تدريبية تستهدف العاملين في القطاع تحت عنوان: "البحث العلميّ ومناهجه"، التي اشتملت على تعريف المشتركين بخطوات كتابة البحث العلمي بدءاً من التخطيط واختيار المنهج المناسب لإجراء الدراسة وصولاً إلى التنفيذ، بما يُمكّنهم من إصدار بحوث علمية مبتكرةٍ ومميّزة تُثري المكتبات وتُعزّز المعرفة.
يعقد عدد من مؤسسات الشّارقة المهتمّة بمجال البحث العلميّ مذكّرات تفاهمٍ مع جهات محلّية ودولية، يُمكن بها دعم البحوث العلمية وتشجيعها، فضلاً عن تبادل الخبرات والمعارف، من أبرزها: مذكّرة التفاهم التي جمعت جامعة الشّارقة ومركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، وكذلك جامعة الشّارقة مع مؤسسات حكومية وشركات صناعية، مثل: المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ودائرة شؤون البلديات والزراعة والثروة الحيوانية، وغيرها.
كما جمع تعاونٌ الجامعة الأميركية في الشّارقة مع جامعة الأخوين في إفران بالمغرب؛ بهدف تعزيز البحث العلميّ في اللّغة العربية وغيرها.
تبنّت إمارة الشّارقة من سنوات طويلة نهج إنشاء الأكاديميات والمعاهد المتخصّصة في مجال البحث العلميّ، مع ضمان تمتّعها ببنيةٍ تحتية قويّة، وتزويدها بموارد وأدوات متطوّرة تواكب العصر الحديث وما يرتبط به من أنظمة تكنولوجيةٍ متقدّمة، كلّ ذلك بما يُشجّع الابتكار والتميّز في مجال البحث العلميّ.
وتعدّ معاهد البحوث في جامعة الشّارقة من أبرز هذه الأكاديميات، كمعهد البحوث للعلوم الطبية والصحّية، ومعهد بحوث العلوم والهندسة، ومعهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية الذي يُصدر بدوره مجلّة جامعة الشّارقة للعلوم الإنسانية والاجتماعية على نحو دوريّ نصف سنويّ.
وتتبنّى معاهد الجامعة جميعها إصدار المنشورات والمشروعات البحثية، إضافةً إلى براءات الاختراع في مجالات الأدب العربيّ، والذّكاء الاصطناعيّ، والخدمات المصرفية، وإدارة الأعمال، وعلم الأحياء، والسّرطان، ومرض السكّري، والكيمياء، والتكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا الرقمية، والتحوّل الرقميّ، وغيرها.
وتتبع أكاديمية الشّارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك أيضاً جامعة الشّارقة، وتضمّ مختبرات الأبحاث، ومعارض الفضاء، والمرصد الفلكيّ والقبة الفلكية، وتنشر البحوث العلمية في مجال علوم الفضاء مؤكدةً على مكانة دولة الإمارات بعدّه مركزاً علميّاً بارزاً محلياً ودولياً.
كذلك تضمّ الإمارة مجمّع الشّارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، الذي تأسس بأمر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في العام 2016م، ويهدف المجمّع -فيما يتعلّق بمجال البحث العلميّ- إلى تعزيز الأفكار البحثية عند أفراد المجتمع ومؤسساته وضمان تحويلها إلى سلع ومنتجات مادّية مفيدة.
وتُعدّ الجامعة الأميركية في الشّارقة (AUS) أيضاً إحدى أهم المؤسسات البحثية وأبرزها على مستوى دولة الإمارات؛ فهي تضمّ أحدث الأجهزة البحثية وأكثرها دقّةً، وتمنح الباحثين فرصة إجراء بحوثهم المبتكرة في مختلف المجالات، مثل: العلوم الحيوية، والهندسة الطبية الحيوية، والمياه، والطاقة، والاستدامة، والبناء، والبنية التحتية الذكية وعلوم المواد.
ختاماً، فإنّ مجال البحث العلميّ في الشّارقة في تطورٍ مستمرّ؛ نظراً للجهود الحثيثة التي تبذلها الإمارة بإنشاء أكاديميات البحث العلميّ ومؤسساته التي تتمتّع ببنى تحتية قوية ومرافق وأجهزة بحثية دقيقة وشاملة.
المراجع
[1] sgmb.ae, سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح ملتقى البحث العلمي السادس عشر في جامعة الشارقة
[2] universitycity.gov.ae, مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار
[3] alqasimia.ac.ae, الجامعة القاسمية تنظم ملتقى البحث العلمي في دورته الثانية
[4] psa.ac.ae, جائزة أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية للبحث العلمي