جار التحميل...
وتجدر الإشارة هنا إلى جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، المستمرة في خلق بيئة خصبة للإبداع البصري في الشارقة، مما جعلها مركزاً عالمياً للفنون البصرية، يستقطب الفنانين عامةً ومحبي التصوير الفوتوغرافي خاصةً للكثير من الأسباب ومنها:
تتمتّع الشّارقة بوجهاتٍ سياحية تتنوّع تنوعاً زاخراً بدءاً من الأسواق والمساجد والمتاحف التي تجمع بين الأصالة والحضارة وصولاً إلى الشواطئ الخلّابة والصحاري الواسعة والحدائق الغنّاء، التي تُعد جميعها معالم مثاليةً لالتقاط الصور؛ نظراً لاختلاف أنواعها وأشكالها اختلافاً كبيراً، وبالتالي لا حاجة للتقيّد بتصويرٍ واحدٍ على النمط نفسه طوال الوقت.
في الوقت نفسه تتميّز الوجهات السياحية بجمالها الفريد نظراً للعناية البالغة التي توليها الإمارة لها في هذا الشأن، وذلك بالصيانة والترميم الدائمين، والتجميل والتنسيق بإضافة المساحات الخضراء واستخدام الألوان والتصاميم الجذّابة، والحفاظ على النظافة، وهو ما يضمن الخروج بصورٍ على مستوىً عالٍ من الجمال والإبداع.
ومن أبرز الوجهات التي يُمكن الاستمتاع بزيارتها والتقاط الصور فيها: جزيرة النور الخلابة التي تتميّز بمياهها الزرقاء ومسطحاتها الخضراء الساحرة، ومسجد النور المصمّم وفق الطراز العثمانيّ الكلاسيكي، وواجهة المجاز المائية الترفيهية النابضة بالحياة، والقصباء التي تضم حدائق ومرافق ومراكز ترفيهية بارزة في الإمارة، ومشروع الجادة العقاريّ الذي يُمثّل مدينةً عصريةً نابضةً بالحياة بالمقاييس كافة، إضافةً إلى شاطئ خورفكان، وشاطئ الخان، وسوق التمر، ومتحف الشّارقة للآثار وغيرها الكثير.
تُعزّز الفعاليات الفنّية والمهرجانات التي تُنظّمها الشّارقة الإبداع البصريّ عند محبّي التصوير، فضلاً عن عدّها وسيلةً للإلهام؛ يستطيع المصوّر بها اختيار موضوع الصّورة أو فكرتها، إلى جانب منح المصوّر فرصة ممارسة مهنته التقليدية بتصوير الفعاليات والمهرجانات نفسها، وما تتضمّنه من فقرات إبداعية ومشاركتها مع الآخرين أو تخليدها للذكرى.
ومن أبرز هذه الفعاليات والمهرجانات: معرض بينالي الشّارقة الفنّيّ الذي يعرض أعمالاً لأبرز الفنّانين العالميين، ويضمّ مجموعةً كبيرة من الفنون البصرية، مثل: المنحوتات، والرسوم، والمنشآت، والمشروعات متعددة الوسائط، وفعالية أيام الشارقة التراثية الذي يعرض موروث الأجداد الشعبيّ، ويُسلّط الضوء على عراقة التاريخ الإماراتيّ، ومهرجان أضواء الشّارقة الذي يُقدّم عروضاً ضوئية مبهرةً في مختلف المجالات؛ الإبداعية والمعرفية والثقافية، ومهرجان فعاليات الشّارقة الذي يضمّ عروضاً ترفيهية ضوئية وموسيقية مملوءة بالابتكار.
إضافةً إلى ذلك، تُطلق مؤسسات الإمارة المختلفة مبادرات تستقطب عدداً من المصوّرين الهواة والمحترفين على السّواء، لتوثيق تاريخ الشّارقة الغنّيّ بالموروثات الثقافية والتراثية والحضارية، ومن ذلك مبادرة "التمشية الفوتوغرافية: هنا التاريخ" التي تنظمها دار الوثائق في إمارة الشارقة، التي شجعت نحو 50 مصوراً على التقاط صور لأبرز المناطق التاريخية في الإمارة، مثل: مدينة خورفكان وما يتضمّنه التصوير فيها من توثيقٍ لقرية وادي شيص القديمة ونجد المقصار وغيرها.
تعد إمارة الشّارقة ورشاً تدريبية في مجال التصوير الفوتوغرافيّ على مستوىً عالٍ من المهنية والكفاءة التي من شأنها استقطاب محبّي التصوير من أنحاء العالم كافةً للحضور وإثراء المعرفة، من أبرزها الورشات التي يُطلقها المهرجان الدوليّ للتصوير "إكسبوجر"، والتي تُعقد على مدار أيّام، وتتناول سلسلةً مكثّفة من الأنشطة التعليمية والتدريب العمليّ.
ويُشرف على الورش التدريبية هذه نخبةٌ من خبراء الفنون البصرية القادمين من مختلف أنحاء العالم، ويتناولون موضوعات منوعة من مثل: التعريف بالبعد البؤري، وطرق تعزيز مهارات التصوير سواء ضمن تقنيات التصوير الفوتوغرافي التقليديّ أو ضمن تقنيات التصوير المتطوّرة المرتبطة بالذّكاء الاصطناعيّ، وطرق التحكّم بسرعة الغالق لضمان التقاط صور احترافية، وطرق تحرير الصور بأحدث البرامج المتاحة، وتتضمّن الورش أفكاراً للمصوّرين تُساعدهم على تطوير هويّتهم الفنّية الخاصّة، وتوسيع جمهورهم.
إضافةً إلى ذلك، نظمت القصباء في الشّارقة سلسلة دورات للتصوير الفوتوغرافيّ بإشراف مصوّرين محترفين، تهدف إلى تعليم المشتركين طريقة استخدام الكاميرات الرّقمية المختلفة وتعزيز مهاراتهم في التصوير، وتُنظّم مدينة الشّارقة للخدمات الإنسانية ورش عمل عن أساسيات التصوير الفوتوغرافيّ بالتعاون مع "إكسبوجر".
وتُنظّم الشّارقة أيضاً مسابقات تصويرٍ فوتوغرافيّ تستقبل في عدد منها مُشتركين من داخل الشّارقة وخارجها دعماً للمواهب الإبداعية، أبرزها المسابقة التي يُنظّمها "إكسبوجر" التي تهدف إلى إظهار مهارات المصوّر في التقاط الأمكنة واللحظات.
وتعرض مؤسسة الشّارقة للفنون بدورها قوائم الفرص والمنح المُتاحة محلياً وإقليمياً أمام المصورين من داخل الإمارات وخارجها، والمُقدمة من جهات ومؤسسات منوعة، وتحمل الشارقة للفنون على عاتقها مسؤولية تحديث هذه القوائم باستمرار دعماً لفنانيها، ومن هذه المنح: "المنح الإنتاجية" السنوية التي تُقدّمها مؤسسة المورد الثقافيّ الإقليميّ في بيروت لدعم مشروعات الفنّانين في مجالات عدّة منها التصوير الفوتوغرافيّ، وكذلك "منح للممارسات الفنّية" التي تُنظّمها مؤسسة مفردات في بروكسل، وتشمل تقديم الملاحظات النقدية للمشروعات الفنّية بما فيها التصوير الفوتوغرافيّ فضلاً عن تقديم دعمٍ ماديّ لها.
المراجع
[1] sharjahevents.ae, الوجهات السياحية
[2] visitsharjah.com, مهرجان أضواء الشارقة
[3] sa.gov.ae, دار الوثائق في الشارقة توثق تاريخ خورفكان عبر عدسات المصورين
[4] sharjahart.org, دعوات مفتوحة وفرص وموارد للفنانين والممارسين الفنيين