من أنواع التصوير الفوتوغرافي وخصائص كل منها: رحلة في عالم الإبداع

تصوير المناظر الطبيعية

يُركِّز هذا النوع على تصوير المناظر الطبيعية (Landscape Photography) في الأوقات جميعها، ولا يقتصر على الصور الأفقية للمناظر الطبيعية، بل يتَّجِه العديد من المُصوِّرين إلى التصوير عمودياً؛ لإظهار الأشجار العالية والجبال، وللحصول على أفضل النتائج، يمكن استخدام كاميرا الهاتف الذكي الحديث، أو الكاميرا الرقمية المُتطوّرة مع عدسات تناسب المناظر الطبيعية، كما يستخدِم المُصوّرون المُحترِفون الطائرة دون طيّار (Drone)؛ لتصوير المناظر الطبيعية من الأعلى، وبالتالي الحصول على لقطات فريدة من نوعها.

تصوير الحياة البرية

يحتاج مُصوِّرو الحياة البَرّية (Wildlife Photography) إلى صبر كبير واستعداد ممتاز؛ ليتمكّنوا من الاختباء ساعات طويلة دون ملل في انتظار الحصول على اللقطة المِثالية، وقد يكون الانتظار محفوفاً بالمخاطر، وخاصَّة عندما يكون بالقُرب من الأماكن الخَطِرة؛ كعُشّ النَّسر، أو بالقُرب من لبؤة وأشبالها، أو تصوير مُصارعة ثيران، كما أنّه لا يمكن التنبّؤ بوقت اللقطة، لذا لا بُدّ من أن تكون الكاميرا جاهزة طيلة الوقت؛ لالتقاط حركة الحيوانات التي عادة ما تكون سريعة جدّاً.

التصوير الفلكي

مع أنّ التصوير الفلكي (Astrophotography) يتَّخِذ من السماء ليلاً موضوعاً له، إلّا أنّه لا يهتمّ بتصوير الهلال أو البدر فحسب، بل يهتمّ بتصوير المجموعات النجمية، والكواكب، والمُذنَّبات، لذا يحتاج إلى خبرة في علم الفلك؛ لفَهم حركتها، وأوقات ظهورها، إضافة إلى معرفة كيفية إعداد التلسكوب والكاميرا، ودراسة الظروف الجوّية بدِقّة، ويتطلّب أحياناً السفر إلى مكان حدوث الظواهر الفلكية، أو مكان خالٍ من الأضواء، مثل الصحارى والبحار، وقوّة جسدية للعمل ليلاً بنشاط، كما أنّه يحتاج إلى مُعدّات إضافية باهظة الثمن، مثل الكاميرات المُتطوّرة جدّاً، والعدسات الكبيرة.

تصوير الكائنات البحرية

يحتاج التصوير تحت الماء (Underwater photography) إلى مُصوِّرين مُحترِفين، وتكاليف عالية؛ للحصول على صور بجودة عالية للحياة البحرية؛ فهو يحتاج إلى مُعدّات لحماية الكاميرا، وكاميرات بجودة عالية، كما أنّه ينطوي على مخاطر كثيرة؛ لأنّه يتطلّب الغوص بعيداً عن مستوى المياه الضَّحلة ولمُدَّة طويلة، ويتطلَّب دراسة حالة البحر، مثل: الأمواج، والتيّارات البحرية، وحالة الطقس؛ لتكون ظروف الإضاءة مِثاليّة، وبالتالي الحصول على صور واضحة؛ فالماء يُقلِّل ما نسبته 25-30% من زاوية رؤية العدسة. 

تصوير البورتريه

يُعَدّ تصوير البورتريه (Portrait Photography) من أقدم أنواع التصوير الفوتوغرافي، إلّا أنّ شُهرته زادت مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يلتقط الصورة شخص بمُفرده لنفسه باستخدام الهاتف الذكي أو الكاميرا، أو يلتقطها لمجموعة من الأشخاص معاً، وعادة ما يكون التصوير للجزء العُلويّ من الجسم مع التركيز على الوجه وتعابيره، إلّا أنّ الخلفية أيضاً تؤدّي دوراً فيها، ولا بُدّ للمُحترِفين الذين يستخدمون هذا النوع في تصوير عروض الأزياء، أو السجّادة الحمراء، أو حفلات الزفاف والتخرّج، من التلاعب بالإضاءة والظلال؛ لإظهار الوجه بوضوح.

التصوير الوثائقي

يهتمّ التصوير الوثائقي (Documentary photography) بنقل الأخبار من خلال الصور التي تُوثِّق لحظة خالدة تتجاوز حدود الخبر العادي فتُصبح علامة فارقة في مسيرة المُصوِّر، أو تتسبّب في حدوث ردود أفعال عاطفيّة لدى المُشاهِدين لفترة طويلة، وأبرز أمثلتها تصوير الحروب، أو الاحتفالات الضخمة، ومع أنّ هذا النوع يعتمد على الأحداث الواقعية، إلّا أنّه يحتاج مُصوِّراً مُحترِفاً مُدرِكاً للّقطات التي سيأخذها، ويمكن أن تُعدَّل اللقطة للتركيز على موضوع الصورة فقط من خلال تلوينها بالأبيض والأسود؛ لتجنُّب التشتُّت الذي قد تُسبِّبه الألوان.

تصوير الأزياء

ظهر تصوير الأزياء (Fashion Photography) لأوّل مرّة عام 1856، وهو يُسلِّط الضوء على الملابس والأحذية والإكسسوارات، وتُستخدَم الصور عادةً للإعلانات، أو لمجلّات الموضة، أو لكتالوجات الملابس وأزياء الشوارع، ومع أنّ الغرض الأساسي من هذا النوع تصوير الملابس بشكل جَذّاب، إلّا أنّه يتطلّب وجود فريق كامل من المُصمِّمين وفَنّاني التجميل، بالإضافة إلى استوديو أنيق أو منظر طبيعيّ؛ لتعكس الصورة الجوّ المُحيط بها كاملاً وتحظى بخصوصية فريدة، وهو من أكثر أنواع التصوير المُربِحة؛ بسبب ارتباطه المُباشر بمجال الإعلان والتسويق.

تصوير الطعام

يتداخل تصوير الطعام (Food photography) مع أنواع التصوير التجارية، والتحريرية، وتصوير الطبيعة الصامتة (Still Life)، وهنا يكون الطعام الموضوع الرئيسي للصورة؛ سواء تصوير المُكوّنات الطازجة، أو صور المطبخ أثناء إعداد الطبق، أو الأطباق الجاهزة، وغالباً ما تُستخدَم هذه الصور للمجلَات ومواقع الطبخ، وللحصول على لقطة مُميَّزة يستخدِم المُصور عِدَّة تقنيات، مثل: التصوير من منظور عُلويّ، أو من زاوية 45 درجة، أو قد يستبدِل المُصوِّر أحياناً المُكوّنات الأصلية في الطبق ببدائل مُزيَّفة؛ لتبدو اللقطة مِثالية؛ كاستبدال الحليب بالغِراء.

تصوير المنتجات

يُعَدّ تصوير المُنتَجات (Product Photography) فرعاً من فروع التصوير التجاري، ويكون موقع التصوير عادةً داخل استوديو، ويمكن أن يكون في الهواء الطَّلق شريطة توفُّر إضاءة جيّدة؛ لإبراز المُميّزات الفريدة للمُنتَج المَعنيّ، مثل: صور الأحذية، ومُستَحضرات التجميل، وأدوات الطبخ، والتي تحتاج إلى تصوير فنّي جَذّاب؛ لخلق الرغبة لدى المُستهلِكين في الشراء؛ سواء كان مكان عرض الصور في الأسواق، أو على الإنترنت، كما أنّ التصوير بأساليب مختلفة حتى لو كان للمُنتَج نفسه، يُمكِّن كلّ شركة أو علامة تجاريّة من التمتُّع بأسلوبها الخاصّ وتُعرَف به.

ختاماً، لا يقتصر التصوير الفوتوغرافي على الأنواع السابقة، بل يشتمل على أنواع عديدة أخرى، منها تصوير الفنون الجميلة (Fine Art Photography) الذي يُركز على إنشاء صور تحمل رسائل فنّية، أو تجارب جمالية، وتصوير الشوارع (Street Photography)، ويهتمّ به أولئك الذين يتجوّلون بكاميراتهم في كلّ مكان ويجدون الشارع مكاناً لتوثيق الفنّ وتصوير الناس على طبيعتهم، أو قد يُركز التصوير على تفاصيل دقيقة جداً كالتصوير المِجهَريّ (Macro Photography) كالتقاط صور لأجنحة الحشرات، وريش الطيور، وأوراق النباتات، والزهور، وقطرات الماء.