جار التحميل...
فيما يأتي استعراض لهذه الجهود في تعزيز ثقافة القراءة ونشرها بين مختلف فئات المجتمع:
حرصت إمارة الشارقة على إنشاء عدد من المؤسسات والهيئات المتخصصة التي تسهم بفعالية في نشر ثقافة القراءة والمعرفة بين مختلف فئات المجتمع، وقد أدركت قيادة الإمارة أهمية الكتاب في بناء الإنسان وتنمية الفكر، وفيما يأتي نبذة عن أبرز هذه المؤسسات:
تأسست هيئة الشارقة للكتاب برؤية واضحة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتهدف هذه الهيئة إلى تأسيس أجيال محبة للقراءة والمعرفة، وتسعى إلى بناء جسور ثقافية تربط الإمارات بالعالم باعتماد مبادرات متنوعة تدعم قطاع النشر محلياً وإقليمياً، وتعزز التفكير النقدي لدى القراء من مختلف الأعمار والخلفيات، ما يسهم في جعل الشارقة مركزاً ثقافياً عالمياً يشع بالمعرفة والإبداع.
تُعد مدينة الشارقة للنشر المنطقة الحرة العالمية الأولى المتخصصة في صناعة النشر والطباعة، وهي تمتد على مساحة 65 ألف متر مربع، وتعمل تحت قيادة صاحب السمو حاكم الشارقة، وهي محرك استراتيجي لدعم الاستثمار وتشجيعه في صناعة الكتب، وتوفر المدينة بيئة داعمة للناشرين بمزايا متعددة، منها السماح بملكية أجنبية كاملة، وإعفاءات ضريبية، وحلول مكتبية مرنة، ومرافق تخزين متنوعة، ما يسهل عملية إنتاج الكتب وتوزيعها، ويسهم مباشرة في تعزيز توافر المحتوى القرائي للجمهور.
أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مرسوماً أميرياً بإنشاء مؤسسة ثقافة بلا حدود، التي تسعى إلى نشر ثقافة القراءة وتشجيع عمليات إنتاج الكتب وتوزيعها ونشرها في الدولة، وتهدف المؤسسة إلى تعزيز التواصل وتبادل الخبرات بين أصحاب الاهتمامات المشتركة بالمجال الثقافي، وتشجيع الباحثين والمختصين على إجراء الدراسات العلمية، وتعمل على خلق فرص للتعارف بين المؤلفين والناشرين، وتقديم برامج تدريبية لتطوير المهارات في صناعة الكتاب، ما يثري المشهد الثقافي بإصدارات متميّزة.
تحرص إمارة الشارقة على تنظيم فعاليات ثقافية متميّزة تهدف إلى تعزيز حب القراءة وترسيخ ثقافتها في نفوس أبنائها من مختلف الأعمار، وتقديم تجارب معرفية فريدة للزوار من داخل الإمارات وخارجها، وفيما يأتي نبذة عن هذه الفعاليات:
يُمثِل معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ تأسيسه عام 1982 ركيزةً أساسيةً في استراتيجية الإمارة لتعزيز ثقافة القراءة، ويُقدم فيه سنوياً آلاف الناشرين العالميين ملايين الكتب، على مدار اثني عشر يوماً وبأسعار مخفضة، ويشكل منصة للتواصل بين القراء والكُتاب والناشرين من شتى أنحاء العالم، ما يجعله من أبرز معارض الكتب في المنطقة العربية، واحتل مكانة مرموقة عالمياً كثالث أكبر معرض للكتاب.
يُشكِل مهرجان الشارقة القرائي للطفل امتداداً لجهود الإمارة في غرس حب القراءة، فيقدم تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته منصةً تعليمية تجمع بين المتعة والمعرفة، ويحتضن أنشطة متنوعة من ورش تفاعلية وعروض فنية وندوات حوارية، ويستقطب نخبة من المؤلفين العالميين، ما يتيح للأطفال فرصة اكتشاف مواهبهم وتنمية خيالهم، فيتجاوز كونه مجرد مهرجان ليصبح احتفالية شاملة تسعد العائلات.
لم تكتفِ الشارقة بتنظيم المعارض والمهرجانات، بل أطلقت عدداً من المبادرات والحملات الهادفة لترسيخ ثقافة القراءة والمعرفة في المجتمع، وجعلها جزءاً أساساً من حياة الأفراد، ومنها:
تجسد مبادرة "مكتبة لكل بيت" رؤية الشارقة الريادية في نشر ثقافة القراءة، فقد جاءت استجابة لدعوة صاحب السمو حاكم الشارقة لتأسيس مكتبة في كل منزل بالإمارة، وتمكّنت من توفير مكتبات منزلية لأكثر من 42 ألف بيت إماراتي، تضم كل منها 50 كتاباً اختيرت وفق معايير جودة عالية، ليصل إجمالي الكتب الموزعة إلى أكثر من مليوني كتاب، ما يعزز مكانة الشارقة كعاصمة عالمية للكتاب، ويغرس حب القراءة في نفوس أبنائها.
تأتي حملة "اقرأ أنت في الشارقة" منسجمة مع المشروع الحضاري للإمارة، حيث أطلقتها الشــيخة بــدور بنــت ســلطان القاســمي، المؤسســة والرئيســة الفخريــة لجمعيــة الناشــرين الإماراتيين، وتنفذها شركة منصة للتوزيع، وتستهدف لتُرسّخ ثقافة القراءة كنهج يومي، خاصة بين الشباب واليافعين، من خلال حملات ترويجية مكثفة تخاطب جمهور القراء بلغة قريبة إلى قلوبهم، وتسلط الضوء على التراث الثقافي الغني للشارقة، ما يرسخ مكانتها عاصمة ثقافية للعالم العربي.
تمثل مؤسسة "كلمات" التي أطلقتها الشيخة بـدور بنــت ســلطان القاســمي عام 2016 نموذجاً مبتكراً لنشر ثقافة القراءة، فهي مؤسسة غير ربحية تؤمن بحق الأطفال واليافعين في الحصول على مصادر المعرفة، لا سيما النازحون من مناطق النزاعات، والأطفال ذوو الإعاقات البصرية، فتوفر الكتب بتنسيقات متنوعة كطريقة برايل والكتب الصوتية، وتعمل على غرس حب القراءة والمعرفة في نفوسهم، وبناء شخصياتهم وتهيئتهم للمستقبل.
تنتشر المكتبات العامة في مختلف أرجاء إمارة الشارقة لتكون منارات للمعرفة والثقافة، فمن مكتبة الشارقة العامة التي تطل على ميدان قصر الثقافة، إلى مكتبات خورفكان وكلباء ودبا الحصن، وصولاً إلى مكتبات وادي الحلو والذيد، وقد فتحت هذه المكتبات أبوابها للجميع دون قيود أو رسوم، وتضم ثروة من المصادر المعرفية والإلكترونية، ما يعزز نشر ثقافة القراءة بين مختلف فئات المجتمع، وبالتالي تحقيق رؤية الشارقة في بناء مجتمع قارئ.
المراجع
[1] sba.gov.ae, حب التعلّم طول العمر
[2] shjlib.gov.ae, مكتبات الشارقة
[3] kalimatfoundation.ae, “كلمات” في سطور
[4] scrf.ae, "حيث يبحر الصغار في عالم الاكتشاف والإبداع والتميز"
[5] sgmb.ae, حاكم الشارقة يصدر مرسوماً أميرياً بشأن إنشاء وتنظيم مؤسسة ثقافة بلا حدود