جار التحميل...
فيما يأتي استعراض لأبرز هذه المؤسسات التي تجسد هذا التوجه الثقافي الفريد.
يجسد متحف الشارقة للفنون، الذي تأسس عام 1997، فلسفة التوازن بين الأصالة والمعاصرة في عرض الفنون التقليدية، حيثُ يضم في طوابقه الثلاثة أكثر من 500 عمل فني متنوع، ويقدم معرض المقتنيات الدائمة في الطابق الأول مجموعة استثنائية من روائع الفن العربي التقليدي كاللوحات المائية والزيتية والمنحوتات المعدنية والخشبية، كذلك يعرضها بتقنيات عرض حديثة تبرز جمالياتها وتحافظ على قيمتها التراثية في آن واحد.
ويتألق المتحف في تقديم الفنون التقليدية بأسلوب عصري من خلال ميزات مبتكرة مثل الزيارات الافتراضية عبر الإنترنت، مما يتيح للجمهور العالمي الاستمتاع بجولة رقمية مميزة بين الأعمال الفنية بألوان وأساليب منوعة، كذلك تعكس معارضه الموسمية مثل "جذور وحداثة" هذا المزج الفريد بين العناصر التقليدية والمعاصرة، لتصبح الشارقة بذلك جسراً حضارياً يربط بين عراقة الماضي وإبداعات الحاضر، معززة مكانتها بوصفها مركزاً ثقافي يحتفي بالتراث ويقدمه للعالم بحلة حداثية تحاكي روح العصر.
يُعدّ ملتقى الشارقة للخط منصة عالمية أسّسها عام 2004 صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقد استقطبت دورته الحادية عشرة "تراقيم" أكثر من 200 فنان عالمي، مقدمين أعمالاً تجمع بين عراقة الحرف العربي والأساليب المعاصرة، ممّا رسّخ مكانة الشارقة بوصفها منارةً للخط العربي الأصيل، ويحتضن الملتقى معارض خطية متنوعة تعرض الاتجاهات الفنية الحديثة، إلى جانب تكريم شخصيات فنية بارزة، ويضم مسابقة بثماني جوائز قيّمة.
وتبرز فلسفة المزاوجة بين التراث والحداثة في الملتقى من خلال الورش المتنوعة التي يقدمها، مثل ورشة "الخط العربي بين التقليدي والرقمي" التي قارنت بين الأساليب التقليدية والتقنيات الرقمية، وورشة "لوحة حروفية بتقنية الكولاج" التي تدمج الخط التراثي بخامات حديثة، وورشة "التذهيب المعاصر وتقنياته" التي تُشرح تقنيات فن التذهيب، فهذا التناغم بين الأصالة والتكنولوجيا يُسهم في إعادة تقديم الخط العربي بصورة معاصرة تحافظ على هويته وتضمن استمراريته.
يُمثّل بينالي الشارقة، المنطلق منذ عام 1993، منصة رائدة للفن المعاصر في الإمارات والمنطقة، حيث يجمع بين الأصالة والحداثة في عرض الفنون، وتقوده الشيخة حور القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، سعياً نحو إبداعاتٍ وابتكاراتٍ متجددة، ويضم مئات الأعمال لفنانين محليين وعالميين، ويتوزع في مواقع متعددة بالإمارة، مما يتيح للزوار تجربة فريدة لاستكشاف الموروث الفني عن قرب.
وتميّزت النسخة الخامسة عشرة للبينالي عام 2023 تحت شعار "التاريخ حاضراً" بالمزج بين الأساليب التقليدية والمعاصرة، حيث قدمت أكثر من 300 عمل فني لـ 150 فناناً، كذلك شملت عروضاً موسيقية تفاعلية، وعبرت الأعمال عن التاريخ والتراث بأسلوب عصري، فكانت هذه النسخة فرصة للتأمل في الإرث الثقافي وإعادة تقديمه بطريقة تلائم العصر الحالي.
وامتدت فعاليات البينالي السادس عشر في 2025 إلى مدن متعددة كالذيد وكلباء، واستخدمت المواقع التراثية والمباني القديمة، مثل العيادة القديمة ومصنع الثلج، لعرض الأعمال الفنية الحديثة التي تناولت موضوع "رِحالنا"، ومزجت هذه الأعمال بين العناصر الطبيعية والأدوات الفنية الحديثة، واستخدمت المنحوتات والعروض الفنية المباشرة لتوضيح العلاقة بين الإنسان والمكان، وكذلك أحيت ذكريات الماضي بأساليب فنية معاصرة.
يعمل معهد الشارقة للتراث، الذي تأسس عام 2014، منارةً ثقافية تجسد رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمّد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الحفاظ على التراث والهوية الإماراتية، ويقدم برامجه المتنوعة بمزيج فريد يجمع بين جذور التراث وتقنيات العصر الحديث، ويطور دبلومات مهنية بإشراف نخبة من الأكاديميين والخبراء، مما يرتقي بدراسات التراث من المبادرات الفردية المحدودة إلى منهجية علمية شاملة ومؤسسية.
وتبرز فعالية "أيام الشارقة التراثية" منذ 2003 وملتقى الشارقة للحرف التقليدية منذ 2007 كأهم مبادرات المعهد، حيث تحتفي أيام الشارقة بالفنون والحرف الشعبية، وتطرح شعارات مثل "تراثنا نبع الأصالة" تعكس التوازن بين الموروث والحداثة، وتستقطب مشاركات عالمية متنوعة، ويعمل الملتقى على حماية الحرفيين ونقل خبراتهم للشباب، ويقدم الصناعات اليدوية بأسلوب يواكب العصر، مما يرسخ مكانة الشارقة كمركز ثقافي يجمع بين عراقة الماضي وروح الحداثة.
المراجع
[1] sharjahartmuseum.ae, عن المتحف
[2] sih.shj.ae, عن المعهد
[3] ccsharjah.gov.ae, المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة يزور بينالي الشارقة 16 في كلباء والذيد ويطلع على الأعمال الفنية وتفاعلها عبر الزمن
[4] sdc.gov.ae, ملتقى الشارقة للخط "11"
[5] sharjahevents.ae, أيام الشارقة التراثية