مطار الشارقة الدولي: بوابة الشارقة إلى العالم

تاريخ عريق ومستقبل واعد

يُعد مطار الشارقة الدولي أحد أهم المعالم البارزة في إمارة الشارقة، حيثُ يمتد تاريخه إلى عام 1932 عندما هبطت أول طائرة في الإمارة على مدرج المحطة، وفي عام 1977 افتُتح مطار الشارقة رسمياً، ليبدأ رحلته نحو التطور والنمو المستمر.

ومع مرور الوقت شهد المطار تطورات مهمة، حيث أصبح في العام 2003 المقر الرسمي للعربية للطيران، أول شركة طيران اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد أسهمت هذه الخطوة بشكل كبير في نمو حركة المسافرين في المطار، خاصة مع انطلاق رحلات الشركة إلى مناطق جديدة، واليوم أصبح مطار الشارقة منشأة حديثة بمواصفات عالمية، قادرة على استيعاب أكبر الطائرات في العالم.

موقع استراتيجي وبنية تحتية متطورة

يتميّز مطار الشارقة بموقعه الاستراتيجي، حيثُ يقع على بعد 13 كيلومتراً فقط جنوب شرق مدينة الشارقة، و10 كيلومترات من وسط المدينة، و15 كيلومتراً من مركز إمارة دبي، كما أنَّه يتصل مباشرة بالإمارات الشمالية الأخرى عبر شبكة طرق حديثة، مما يجعله نقطة وصول مثالية للمسافرين والشحن على حد سواء.

ويمتاز المطار بامتلاكه أطول مدرج في المنطقة، بطول 4,060 متراً، مجهز بنظام تشغيل جوي من الفئة الثانية"Cat II"، مما يتيح له استقبال أكبر الطائرات في العالم، بما في ذلك طائرة إيرباص A380، في مختلف الظروف الجوية.

استراتيجية طموحة للنمو والتطوير

 تتبنى هيئة مطار الشارقة الدولي استراتيجية طموحة للفترة 2021-2025، تهدف إلى جعل المطار من بين أفضل خمسة مطارات على المستوى الإقليمي في تقديم تجربة سفر وخدمات رائدة، وتتضمن هذه الاستراتيجية عدة محاور رئيسية، منها تعزيز تنافسية المطار، وتنمية الإيرادات، وتحقيق نموذج ريادي في رضا العملاء، والالتزام بالمعايير البيئية، وضمان كفاءة وفاعلية البنية التحتية.

وامتداداً لهذه الرؤية الطموحة، تسعى الخطة الاستراتيجية إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى، حيثُ تهدف إلى رفع إجمالي عدد المسافرين سنوياً إلى 25 مليون مسافر بحلول نهاية عام 2027، ويأتي هذا الهدف من خلال التوسع في الرحلات الدولية المباشرة، وتعزيز المرافق المختلفة بأحدث الأنظمة والتقنيات المتقدمة.

وفي إطار تنفيذ هذه الاستراتيجية طبّقت الهيئة نظامين متطورين، الأول هو "إدارة تدفق المسافرين وصفوف الانتظار"، الذي يستخدم أجهزة استشعار متطورة لمراقبة حركة المسافرين في الوقت الفعلي، مما يساعد في تحسين إدارة الموارد ورفع الطاقة الاستيعابية للمطار، أما النظام الثاني فهو "التحقق الآلي لبطاقات الصعود"، والذي يعزز الأمن، ويسرع إجراءات السفر، من خلال التحقق الآلي من جميع أنواع بطاقات الصعود.

التزامٌ بالمعايير البيئية والاستدامة

يولي مطار الشارقة اهتماماً كبيراً بالمسؤولية البيئية والاستدامة، فقد حصل على اعتماد برنامج إدارة الانبعاثات الكربونية للمطارات من مجلس المطارات الدولي"ACI"، تقديراً لجهوده في إدارة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ويتبنى المطار استراتيجية شاملة للاستدامة، تشمل تقليل استهلاك الموارد، وإعادة استخدامها، وتدويرها، كما يطبق برنامجاً لزراعة الأشجار للمساعدة في تحسين جودة الهواء، وتعزيز معايير المطار البيئية، إضافة إلى استخدام المركبات ومعدات الدعم الأرضي التي تعمل بالطاقة الكهربائية بدلاً من التي تعمل بالوقود.

توسع مستمر وخطوط جديدة

يواصل مطار الشارقة الدولي توسيع شبكة وجهاته لتلبية الطلب المتزايد، حيث أعلن في عام 2024 عن إطلاق رحلات مباشرة إلى أثينا بمعدل أربع رحلات أسبوعياً، مع وجود خطط مستقبلية للتوسع، ويهدف هذا القرار إلى تنويع الوجهات، وتعزيز الروابط العالمية، وتنويع الخيارات المتاحة أمام المسافرين، كما يعكس هذا التوسع نمو الطلب في قطاعي السفر والشحن، فضلاً عن إبراز قوة العلاقات الاقتصادية والسياحية والتجارية بين دولة الإمارات ودول العالم المختلفة.

المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة

لا يقتصر دور مطار الشارقة الدولي على كونه منفذاً للسفر والشحن فحسب، بل يمتد ليشمل المساهمة الفعالة في تنمية المجتمع المحلي، إذ يشارك المطار في العديد من المبادرات في قطاعات متعددة، كقطاع الصحة، والبيئة، والتعليم، والرياضة، والثقافة.

وتشمل هذه المبادرات رعاية الفعاليات الرياضية، مثل مهرجان الشارقة الدولي للجواد العربي، وطواف الشارقة الدولي للدراجات الهوائية، وتنظيم حملات توعية صحية، وتقديم المساعدات الإنسانية، ودعم الأنشطة التعليمية والثقافية.

جوائز وشهادات عالمية

حصل مطار الشارقة الدولي على العديد من الجوائز والشهادات العالمية، التي تؤكد التزامه بأعلى معايير الجودة والأمان والخدمة، فقد نال شهادات الأيزو في مجالات إدارة الجودة والبيئة والصحة والسلامة وأمن المعلومات ورضا العملاء.

علاوة على ذلك عزز المطار مكانته الدولية بحصوله على مجموعة إضافية من الإنجازات المرموقة، فقد حصل على "ASQ" و"PHSRA"، بالإضافة إلى "Airport Carbon Accreditation" كما نال المطار "CEIV PHARMA" في عام 2019، و"CEIV RA3"، وهذه الإنجازات المتتالية تؤكد التزام مطار الشارقة الدولي بتطبيق أرقى المعايير العالمية في كافة جوانب عملياته.

وفي الختام، يمثل مطار الشارقة الدولي نموذجاً متميزاً للمطارات الحديثة التي تجمع بين الكفاءة التشغيلية، والالتزام البيئي، والمسؤولية المجتمعية، حيثُ يسعى لترسيخ مكانته كبوابة رئيسية لإمارة الشارقة إلى العالم، ومحرك أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.

المراجع 

[1] sharjahairport.ae, من نحن
[2] moec.gov.ae, المطارات الرئيسية في دولة الإمارات
[3] sharjah24.ae, مطار الشارقة والعربية للطيران يدشنان رحلات مباشرة إلى أثينا
[4] u.ae, المطارات المدنية في دولة الإمارات
[5] sharjahnews.gov.ae, هيئة مطار الشارقة الدولي تطبق نظاميّ "تدفق المسافرين" و"التحقق الآلي لبطاقات الصعود"