تَميَّزت إمارة الشارقة طَوال مسيرتها الحديثة، بحصدها الألقاب على مستوى الدول الخليجية والعربية والإسلامية، خصوصاً بعدما أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشروعها الثقافي الأكثر تميزاً بمقولة: "لا كونكريت بعد اليوم" في بداية الثمانينيات من القرن الماضي.

ونتيجة لجهود الإمارة، ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة ومتابعته المستمرة، بدأت ملامح هذا المشروع الثقافي تتشكل وتتجذر حتى آتت ثمارها، فحصدت الإمارة أولاً لقب "العاصمة الثقافية للعرب" الممنوح من منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم عام 1998م، وهو ثمرة تنوع الأنشطة الثقافية وزخم فعالياتها، ولعل أهمها: معرض الشارقة الدولي للكتاب، وبينالي الشارقة الذي انطلق عام 1993م، وشكل إطلاقه أكبر حدث فني عربي، وكان يقام في ساحة منطقة المريجة، فضلاً عن أيام الشارقة التراثية، وفعالية "أسبوع التراث" التي تتنوع أنشطتها وتتوزع على كافة ربوع الإمارة، كمدينة الشارقة نفسها، والمنطقة الوسطى، والمنطقة الشرقية مثل: خورفكان، وكلباء، ودبا الحصن.

وتوالت الألقاب، فاختارت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" الشارقةَ كعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2014م؛ تقديراً لإسهاماتها في المجال الثقافي، محلياً وعربياً وإسلامياً، وما اشتهرت به الإمارة من الطابع الحضاري التراثي الإسلامي، الأمر الذي انعكس على الطراز المعماري المميز لمباني ومقار الدوائر المحلية فيها، كالسوق المركزي الذي يقع عند بحيرة خالد، وسوق المجرة الذي تحول فيما بعد إلى متحف الشارقة الإسلامي، فضلاً عن تميز الإمارة بوجود ألف مئذنة ومسجد فيها.

وفي عام 2015م، منح مجلس وزراء السياحة العرب إمارة الشارقة لقب "عاصمة السياحة العربية"؛ لتميزها بالعديد من المنشآت الفندقية والسياحية ذات الطابع الخاص، واستمرارية تميز فضاءاتها السياحية العمرانية كاستراحة السحب في خورفكان التي افتتحت مؤخراً.

ويضاف إلى هذه الألقاب أيضاً، نيل إمارة الشارقة لقب "عاصمة الصحافة العربية" عام 2016م، حيث كانت الشارقة شاهدة على إصدار العديد من أوائل الصحف؛ منها: صحيفة "عُمان" عام 1927م كأول صحيفة في تاريخ الإمارات، وصحيفة "العمود" و"العصافير"، ثم إنشاء صحيفة "الخليج" على يد الأخوين تريم وعبد الله عمران عام 1970م، والتي كانت تطبع أولاً في الكويت، ثم توقفت واستأنفت نشاطها عام 1980م بحلتها الجديدة في إمارة الشارقة، وتَبِعتها مجلة "الشروق" ثم مجلة "الأذكياء".

كما نالت الإمارة عام 2018م لقب "المدينة الصديقة للأطفال واليافعين"، وعمل مكتب "الشارقة صديقة للطفل" على استكمال تنفيذ مشروع "الشارقة صديقة للأطفال واليافعين" وفق خطة تنفيذية للأعوام 2019 – 2021م، حتى جرى منح الشارقة لقب "المدينة الصديقة للطفل" للمرة الثانية على التوالي من قبل اليونيسيف.

وها هي الشارقة، تستمر في حصد الألقاب حتى استحقت عام 2019م لقب "العاصمة العالمية للكتاب"، لتتميز بهذا اللقب في دورتها الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
 
لقد تكللت هذه الجهود كلها بنجاح وتألق فإذا الختام مسك؛ فحصدت الإمارة لقب "أكبر مَعرِضِ كتابٍ على مستوى العالم على مستوى بيع وشراء حقوق النشر لعام 2021م".