جار التحميل...
تُوجَد جزيرة صيرة خورفكان الساحرة في خليج عُمان، مقابل الساحل الشرقي لمدينة الشارقة الإماراتية؛ إذ تحتضن الجزيرة طرف الشاطئ من الجهة الجنوبيّة خلف ميناء خورفكان، على مسافة قريبة من مدينة خورفكان الساحلية الجميلة، ويمكن الإبحار إليها عبر مياه الخليج باستخدام القارب.
وقد اكتسبت الجزيرة من موقعها المُطِلّ على مدخل مدينة خورفكان مكانةً مُميَّزة؛ إذ أصبحت موقعاً استراتيجياً لمراقبة الحركة البحرية على بحر عُمان ورَصدها؛ فهي تتألّف من مرتفعات حجر الجابرو التي يصل ارتفاعها إلى نحو 87 متراً.
ولُوحِظ أيضاً انتشار المباني الخاصَّة بسُكّان الجزيرة القُدَماء جنباً إلى جنب مع المدافن والمصاطب الزراعية، إضافةً إلى منطقة مراقبة تُوجَد في قِمّة الجبل، ومبنى مُربَّع ذي عَتَبات مصنوعة من الحجر تُطِلّ على البحر، وعُثِر على العديد من المُنشَآت مختلفة الأشكال في المنطقة القريبة من سفح الجبل، والتي يُعتقَد أنّها استُخدِمت سابقاً كمخازن لأغراض مختلفة، مع ملاحظة انتشار الأصداف المُجمَّعة على الساحل، والتي يُعتقَد أنّها جُمِعَت واستُخدِمَت طعاماً للسكّان.
وقد عُثِر أيضاً على العديد من قِطَع الآثار التي تعود إلى فترات تاريخية قديمة؛ كالفخّار الذي يعود إلى القرنَين؛ الثالث عشر، والسادس عشر الميلاديَّين، وأخرى تعود إلى قرون مختلفة تمتدّ بين القرنَين؛ الثالث عشر، والتاسع عشر الميلاديَّين، وبعد إجراء العديد من الدراسات اعتماداً على ذلك، توصَّلت هيئة الآثار والسياحة في الشارقة إلى انقسام الاستيطان البشري في الجزيرة إلى مرحلتَين؛ الأولى بين القرنَين؛ الثالث عشر، والسادس عشر الميلاديَّين، والثانية بين القرنَين؛ الثامن عشر، والتاسع عشر الميلاديَّين.
وتميَّزت صيرة خورفكان أيضاً بساحلها الرمليّ الواقع في جهتها الغربية، والذي يصل أكبر اتِّساع له إلى نحو 35 متراً، ويمتدّ من الشمال باتِّجاه جنوبها، الأمر الذي جعل الجزيرة تشهد على أنشطة الاستيراد والتجارة في المنطقة، وجعل منها مَحلّاً مناسباً للاستيطان البشري.
في العصر الحالي، وتأكيداً على المكانة الأثرية والتاريخية لجزيرة صيرة خورفكان العريقة، اعتُمِدت الجزيرة من قِبَل صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم إمارة الشارقة، محميّةً أثريّةً، ممّا زاد مكانتها التاريخية المهمة.
تتميّز جزيرة صيرة خورفكان بالتنوّع الواسع للكائنات الحية البحرية التي تعيش في مياهها؛ إذ توجد فيها السلاحف البحرية، وشقائق النعمان، والكثير من أنواع الأسماك، مثل: سمك الملاك العربي، وأسماك الراي اللاسع، وأسماك الماكريل، والعقام، وفي فصل الشتاء، يُمكن مشاهدة سمك قرش ذي الزعانف السوداء أحياناً، بالإضافة إلى عدد كبير من ثعابين البحر المواري التي تعيش بين صخورها الجميلة.
تتنوّع الأنشطة الممتعة التي يمكن ممارستها في الجزيرة؛ بدءاً من الإبحار بالقوارب الصغيرة للوصول إلى الجزيرة مع الاستمتاع برؤية الأسماك المُتنوّعة التي تسبح في المياه الصافية، وصولاً إلى ممارسة الرياضيات المائية المُتنوّعة؛ فهي تُعَدّ مكاناً رائعاً لممارسة رياضة السباحة، والغوص في مياهها؛ للتمتُّع برؤية الأحياء المائية المتنوّعة التي تعيش فيها، وعلى الجزيرة العديد من الأكواخ التي تُتيح للزُّوّار فرصة استئجار كلّ ما يلزمهم للحصول على تجربة غوصٍ لا تُنسى؛ كأدوات الغوص، والأقنعة، وغيرها.
ولا داعي للقلق عند الرغبة في بدء هذه التجربة؛ إذ توجد مراكز الغوص المحلّية التي تهتمّ بتنظيم رحلات الغوص في مياه الخليج، وإدارة عملية تأجير المُعدّات اللازمة لها، وكلّ ما على الزائر فعله ركوب قارب صغير، والإبحار باتِّجاه جزيرة صيرة خورفكان، وبمُجرَّد الوصول إلى شاطئها، يُمكن التوجُّه إلى هذه المراكز لتتولّى مهمة حصوله على مغامرة شَيِّقة، ونزهة مُسلِّية.
إضافة إلى الأنشطة الرائعة السابقة، يمكن للزُّوّار الاستمتاع بتجربة الاستلقاء تحت أشعّة الشمس الدافئة على شاطئها الرملي الناعم، والتمتُّع بالمناظر الجميلة في هذه البقعة السياحية والساحلية المُميَّزة.
المراجع
[1] visitsharjah.com, جزيرة صيرة خورفكان
[2] sgmb.ae, "صيرة خورفكان" محمية أثرية ترسخ مكانتها التاريخية
[3] sharjah24.ae, صيرة خورفكان.. جزيرة أثرية شاهدة على العصر الطباشري والقرون الوسطى
[4] sharjahmarine.ae, صيرة خورفكان
[5] moec.gov.ae, معالم سياحية رئيسية في الإمارات
[6] youtube.com, حاكم الشارقة يعتمد إعلان جزيرة صيرة خورفكان محمية أثرية