جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لاكتشاف أسرار الكون الساحر

أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك

30 ديسمبر 2024 / 5:14 PM
أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك
download-img
تُمثِّل أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك "SAASST" التابعة للمدينة الجامعية في الشارقة نموذجاً رائداً للتميُّز العلمي والبحثي على المُستَويَين؛ المحلّي، والإقليمي، وإنجازاً علمياً بارزاً يعكس رؤية القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتعزيز مكانة الدولة في مجال العلوم والتكنولوجيا؛ بمرافقها المُتطوّرة، وبرامجها الأكاديمية المُتميِّزة، كما أنّها تُلهِم الأجيال القادمة للاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، ممّا يفتح آفاقاً جديدة للبحث العلمي والاكتشاف في عالم الفضاء الواسع.

النشأة والتطور: من فكرة إلى صرح علمي رائد

برزت فكرة إنشاء أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك كمُبادَرة رائدة قدَّمها سعادة الأستاذ الدكتور حميد النعيمي، مدير جامعة الشارقة، إلى صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وقد لاقت هذه المبادرة ترحيباً وتشجيعاً كبيرَين من سُمُوّه، فمنح الدكتورَ النعيمي الصلاحيات الكاملة للمُضِيّ قُدُماً في تطوير البنية التحتية للمشروع، ووجَّه أوامره بتوفير الموارد المالية اللازمة لتحقيق هذا الحلم العلمي.

بدأت رحلة تحويل الفكرة إلى واقع ملموس في أغسطس من عام 2013؛ إذ انطلقت عملية التخطيط والتصميم بخُطىً مدروسة بعناية، وتضمَّنت هذه المرحلة سلسلة من المفاوضات والتعاقدات مع شركات محلّية وعالمية مُتخصِّصة في مجالات الفلك وعلوم الفضاء، والتي جرى تزويدها بحِسابات دقيقة لمواقع الكواكب في النظام الشمسي؛ لضمان الدِّقَّة العلمية في تصميم مرافق الأكاديمية المختلفة وإنشائها.

وكانت الفترة المُمتَدَّة من 2013 إلى 2015 قد شهِدَت رحلة طويلة من إعداد المُخطَّطات والرُّسومات، والزيارات الدولية لقباب فلكية ومراكز عرض عالمية، بالإضافة إلى مناقشات مُطوَّلة مع مهندسين وعلماء من مختلف أنحاء العالم، وكان صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، مُتابعاً ومُشاركاً بشكل كامل في كلّ خطوة، مُوجِّهاً حكمته العميقة ورؤيته الثاقبة لتحقيق هذا الإنجاز العلمي الفريد، وفي 7 مايو من عام 2015، تحقَّق الحلم بافتتاح مركز الشارقة لعلوم الفلك والفضاء، الذي شكَّل النواة الأولى لما أصبح لاحقاً أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.

ومع انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الاتِّحاد الفلكي الدولي في عام 2019، جرى تحويل المركز إلى أكاديمية متكاملة لتصبح اليوم مؤسسة علمية عالمية المستوى، وبفضل مرافقها المتطورة وبرامجها الأكاديمية المتميزة، أصبحت الأكاديمية في طليعة مؤسسات البحث في علوم الفضاء على المُستوَيَين؛ الوطني، والدولي.

الأهداف والرؤية: نحو الريادة في علوم الفضاء والفلك

تتبنّى أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك رؤية طموحة تهدف إلى تحقيق الرِّيادة العالمية في مجال الأبحاث العلمية المتعلقة بعلوم الفضاء والفلك؛ إذ تسعى إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات باعتبارها مركزاً علمياً بارزاً على المُستوَيَين؛ الإقليمي، والعالمي، بالمساهمة الفعّالة في خدمة المجتمع وتوعيته في مجالات علوم الفضاء جميعها.

وفي إطار سَعيها إلى تحقيق هذه الرؤية، تحرص الأكاديمية على نشر الثقافة الفلكية والفضائية وتعميقها في الوطن العربي بأكمله، مُتطلِّعة إلى أن تكون مركزاً متكاملاً يجمع بين البحث العلمي، والتراث، والتعليم، والسياحة، ممّا يجعلها وجهة جاذبة لمختلف شرائح المجتمع؛ من طلبة المدارس والجامعات، إلى الباحثين المُتخصِّصين، والزُّوّار المُهتَمّين.

كما تهدف الأكاديمية إلى تحقيق التقدم العلمي والتنمية المستدامة في المجتمع؛ عبر الارتقاء بمستوى البحث العلمي كَمّاً ونوعاً؛ إذ تحرص على مواكبة أحدث الأساليب والمنهجيّات في البحث العلمي، مع التركيز بشكل خاصّ على جودة البحوث والنشر في المجلات العلمية المرموقة عالمياً.

المرافق والفعاليات: آفاق للاستكشاف والإبداع العلمي

تضمّ أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك مجموعة مُتميّزة من المرافق العلمية والتعليمية التي تخدم رسالتها في نشر المعرفة الفلكية والفضائية، وفيما يأتي أبرز هذه المرافق:

القُبّة الفلكية

تُعَدّ القُبّة الفلكية من أهمّ معالم الأكاديمية، وأوّل قُبّة فلكية في الشرق الأوسط، وهي تستقبل الزُّوّار لتأخذهم في رحلة مليئة بالتشويق والإثارة عبر الفضاء الخارجي، وتُقدِّم عروضاً وبرامجَ فضائية مُتنوّعة باللُّغتَين؛ العربية، والإنجليزية، مُستخدِمةً أجهزة عالية الدِّقَّة وبرامج مُحاكاة مُتطوِّرة.

وتعرض القُبّة مجموعة مُتنوّعة من الأفلام عن الفضاء والفلك، إضافة إلى الصور والأفلام المتعلقة بالعلوم الفضائية، والفلكية، والتاريخية، والدينية، كما تُوفِّر للزُّوّار تجربة مُحاكاة فريدة للسماء والأجرام السماوية، مع إمكانية الانتقال بين الأزمنة والمواقع المختلفة على الأرض وبين الكواكب، ممّا يُشعِر الزُّوّار وكأنّهم في رحلة حقيقية يجوبون فيها أرجاء الكون.

وبالإضافة إلى العروض الدائمة، تُنظِّم القُبّة الفلكية مُخيَّمات فضائية وفلكية تتضمَّن وُرَشاً علمية وعملية للطلاب بدءاً من عمر 14 عاماً، وصولاً إلى البالغين المُهتَمّين بالفضاء والفلك، وتهدف هذه المُخيَّمات إلى تنمية مهارات المشاركين ومعارفهم في مجالات الفضاء والفلك المختلفة.

كما طَوَّر فريق القُبَّة عدداً من الوُرَش العلمية الإلكترونية للهُواة والمُهتَمّين بالمعرفة والتفاعل عن بُعد، ممّا يُوسِّع نطاق الوصول إلى هذه المعرفة الفلكية القَيِّمة.

الحديقة الكونية

تُعَدّ الحديقة الكونية من المعالم البارزة والفريدة في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك؛ إذ تمتدّ على مساحة شاسعة تبلغ نحو 300 ألف متر مُربَّع، ممّا يجعلها وجهة علمية وترفيهية مميزة للزُّوّار من مختلف الأعمار والاهتمامات، وهي مكان مثالي للتعلم والاستكشاف؛ إذ تُتيح للزُّوّار تجربة تفاعلية فريدة تجمع بين المتعة والمعرفة العلمية، وتسهم في نشر الوعي بعلوم الفضاء والفلك بين أفراد المجتمع.

وتتميّز الحديقة بتصميمها الفريد الذي يُحاكي النظام الشمسي؛ إذ تتوسَّطها قُبّة ذهبية تُمثّل الشمس، وتُحيط بها مُجسَّمات ضخمة للكواكب مُوزَّعة على مداراتها، ويمكن للزُّوّار التجوُّل بين هذه المُجسَّمات والاستمتاع بمشاهدة تفاصيل الكواكب الدقيقة، مثل: المشتري، وزحل، والمرّيخ، والزُّهرة، وغيرها.

ومن أبرز معالم الحديقة الكونية نموذج وحدة الهبوط القمرية؛ وهو مُجسَّم بالحجم الحقيقي الذي يُحاكي المركبة التي هبطت على سطح القمر عام 1969، ممّا يُتيح للزُّوّار فرصة فريدة لرؤية هذا الإنجاز التاريخي عن قُرب.

وتضمّ الحديقة أيضاً مرصداً فلكياً بصرياً، ومجموعة من التلسكوبات الراديَوية المُتطوِّرة التي تُستخدَم لرَصد الإشارات الكونية، وإجراء الأبحاث العلمية، كما توجد أبراج خاصّة لمراقبة السماء، وتسجيل دخول الشُّهب والنيازك.

المرصد البصري

يقع المرصد البصري في الحديقة الكونية، ويُعَدّ من أحدث المراصد في الوطن العربي؛ إذ يتميّز باحتوائه على مجموعة مُتنوّعة من الأدوات الفلكية الحديثة، ممّا يجعله جزءاً مهماً من البحث والتعليم في مجال علوم الفلك.

وفي المرصد عِدّة تلسكوبات بأقطار مختلفة، وذات استخدامات مُتنوّعة، أبرزها التلسكوب العاكس بقُطر يبلغ 431 ملم، ويُعَدّ الأكبر في دولة الإمارات، والأكثر دِقّة في المنطقة، وهو مهمّ للمشاريع البحثية والأرصاد الفلكية المُتخصِّصة، ويُشار إلى أنّه مُزوَّد بأجهزة خاصّة، مثل: الكاميرات الرقمية، وجهاز المِطياف للتحليل الطيفي للنجوم.

بالإضافة إلى أنّ المرصد يضمّ تلسكوباً كاسراً مُخصَّصاً لرصد الكواكب والشمس بقُطر يبلغ 180 ملم، وتلسكوباً آخر مُجهَّزاً بفلتر خاصّ لرصد التفاصيل الدقيقة على سطح الشمس، مثل: الانفجارات الشمسية، والشُّعَيرات المغناطيسية، ويبلغ قُطره 105 ملم.

وفي إطار دوره التعليمي والمجتمعي، يُوفِّر المرصد مجموعة من الأنشطة والفعاليات للجمهور والطلبة والهُواة، وتهدف هذه البرامج إلى تزويد مختلف الفئات العمرية بالمعارف والمهارات العلمية والفلكية، وتشمل وُرَش عمل متخصّصة في رصد الكواكب والنجوم، وتحليل الأرصاد.

كما يُتيح المرصد فُرصاً تدريبية لطلاب الجامعات؛ لتعليمهم استخدام التلسكوبات وتقنيات الرصد الفلكي، ممّا يخلق تجربة علمية تفاعُلية حَيّة.

المختبرات 

تُعَدّ المختبرات العلمية في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك مراكز بحثية مُتقدّمة تُغطّي مجالات متنوّعة في علوم الفضاء والفلك، وتجمع هذه المختبرات بين أحدث التقنيات والخبرات العلمية؛ لإجراء أبحاث رائدة، وتطوير تكنولوجيا فضائية متقدّمة، وفيما يأتي نظرة على أهمّ هذه المختبرات:

مختبر كيوب سات 

يُعَدّ مختبر كيوب سات "CubeSat Laboratory" مركزاً لتصميم الأقمار الصناعية الصغيرة، وبنائها، واختبارها، وتشغيلها، وهو يُوفِّر بيئة متكاملة تشمل محطّات عمل عالية الأداء، وغرفة نظيفة للتجميع، ومحطّة أرضية لاستقبال البيانات، ويهدف إلى تعزيز قدرات دولة الإمارات في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتدريب الطلاب على هذه التقنيات المتقدّمة.

مختبر طقس الفضاء والأيونوسفير

يُركِّز مختبر طقس الفضاء والأيونوسفير "Space Weather & Ionosphere Laboratory" على دراسة الظروف المتغيّرة في الفضاء المحيط بالأرض، وخاصَّة في طبقات الغلاف الجوّي العُليا، ويدرس الباحثون فيه تأثيرات الشمس والطقس الفضائي على طبقة الأيونوسفير التي تُعرَف بـ "الغلاف الأيوني"، كما يستخدمون فيه تقنيات متطوّرة، مثل: قياس المحتوى الإلكتروني الكُلّي، وتقنيات الاستِشعار عن بُعد؛ لفهم هذه الظواهر المُعقَّدة.

مختبر الفلك الراديوي

تُستخدَم في مختبر الفلك الراديَويّ "Radio Astronomy Laboratory" تلسكوبات راديَوية؛ لدراسة الأجرام السماوية على تردُّدات راديَوية مختلفة؛ بهدف توسيع آفاق علم الفلك الراديَويّ؛ عبر إجراء الرَّصد، والتعاون مع علماء الفلك حول العالم، ويُقدِّم المختبر أيضاً برامج تدريبية في مجال الفلك الراديَوي؛ لتأهيل الجيل القادم من الباحثين.

مختبر الفيزياء الفلكية عالية الطاقة

يتخصَّص مختبر الفيزياء الفلكية عالية الطاقة "High-Energy Astrophysics Laboratory" في دراسة الظواهر الفلكية عالية الطاقة، مثل: الثقوب السوداء، والنجوم النيوترونية، ويستخدم الباحثون فيه بيانات من مراصد الأشعّة السينية الفضائية، والمراصد الأرضية؛ بهدف فهم العمليات الفيزيائية المُعقَّدة في الكون.

مختبر الذكاء الاصطناعي الفضائي

يجري في مختبر الذكاء الاصطناعي الفضائي "Space Artificial Intelligence" تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي؛ لخدمة مختلف المجالات البحثية في الأكاديمية، ويشمل ذلك تطبيقات علوم الفضاء والفلك، مثل: تحليل البيانات الفلكية، ورصد الأجسام الفضائية؛ بهدف دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بالمشاريع الفضائية؛ لتعزيز قدرات دولة الإمارات في هذا المجال الحيوي.

المراجع 

[1] saasst.ae, WHAT DO WE DO?
[2] aard.gov.ae, أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك ... معلم علمي وبحثي وتراثي وسياحي 
[3] visitsharjah.com, وجهة تعليمية وترفيهية متميزة وفريدة من نوعها، لذا احرص على ألا تفوتك زيارة أحدث مركز متخصص في علوم الفلك على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة
[4] universitycity.gov.ae, أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك
[5] dhm.gov.ae, حاكم الشارقة وولي عهده يوقعان على القطعة الأخيرة من «مسبار الأمل»

December 30, 2024 / 5:14 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.