10 مدن لا تفوت زيارتها في العالم العربي

وتتميز كل دولة من دول العالم العربية بمدن ساحرة، تمنح السائح تجارب فريدة ومميزة؛ فتأخذه إلى الماضي العريق، أو تحلق به إلى السماء بناطحات السحاب، أو تجعله يكتشف سحر الصحارى الذهبية، أو الاستمتاع بأجمل نزهة على الشاطئ، فكل تجربة فريدة ولا تشبه الأخرى.

ولأخذ فكرة عن بعض هذه التجارب، نقترح مجموعة صغيرة من ضمن الخيارات الكثيرة لمدن عربية من مختلف أنحاء دول العالم العربي التي يمكن زيارتها:

الشارقة: رحلة استثنائية لا تتكرَّر 

تُوفِّر الشارقة عدداً من المزايا لزائريها؛ فموقعها على الخليج العربي يُمكِّنهم من ممارسة مختلف الأنشطة الترفيهية المائية، وهي تهتمّ أيضاً بالحفاظ على تاريخها العريق، ويظهر ذلك عبر اهتمامها بإنشاء المتاحف، والصالات الفنّية؛ بهدف حفظ تراث المدينة وثقافتها الغنية والمُتنوِّعة، وعَرضها، ثُمَّ إنّ الشارقة تُقدِّم أنموذجاً رائعاً للاهتمام بالحياة البَرِّية؛ إذ تنتشر المَحميّات الطبيعية فيها بصورة واسعة.

ويُنصَح بزيارة أماكن مُميَّزة عِدَّة في الشارقة، ومنها: جزيرة النور ذات التصميم الفريد؛ للاستمتاع ببيت الفراشات، ويُنصَح أيضاً بزيارة الوجهة المائية الفريدة "القصباء"، واصطحاب الأطفال من مختلف الأعمار؛ لتجربة الألعاب المختلفة والمُمتِعة، أمّا مُحِبُّو الصحراء، فيُنصَحون بزيارة منتزه الصحراء؛ لقضاء أجمل الأوقات في مراقبة الحيوانات النادرة، وإطعام الأليفة منها، وسيكون متحف الشارقة للسيّارات القديمة وجهة رائعة بالطبع لعُشّاق السيّارات الكلاسيكية.

دبي: أماكن ساحرة ومغامرات فريدة

تتطلَّع دبي لتكون واحدة من أفضل ثلاث مُدن على مستوى العالم؛ إذ بلغ عدد السيّاح الذين دخلوا هذه المدينة من مختلف الدُّول نحو 10.62 مليون سائح، في الفترة المُمتَدَّة بين شهرَي يناير ويوليو من عام 2024 فقط؛ فهي تجمع بين الطبيعة الساحرة، والمُغامَرات الترفيهية المُمتِعة، إلى جانب البناء العصري الجَذّاب.

ويمكن لمُحِبِّي المغامرات التي تحبس الأنفاس زيارة سكاي فيوز "Sky views"؛ للاستمتاع بإطلالة خَلّابة على ارتفاع 219.5 متر، ويُمكنهم أيضاً تجربة منطاد دُبي على الساحل؛ وهو منطاد قابل للنَّفخ بغاز الهيليوم، يرتفع حتى 300 متر فوق سطح الأرض، أمّا مُحِبُّو الحياة البرِّية، فيمكنهم زيارة المَحميّات الطبيعية المُنتشِرة؛ لرؤية الطبيعة والحيوانات عن كثب، ومنها: مَحميّة دُبي الصحراوية، ومَحميّة جبل علي للحياة الفطرية.

القاهرة: مدينة الأهرامات

تجمع مدينة القاهرة بين الصحراء الرملية ذات الطبيعة الصخرية، والمناطق الطبيعية الخضراء على امتداد الساحل، ويُعَدّ دمجها بين الآثار القديمة وناطحات السحاب المُعاصِرة أهمّ ما يجعلها جديرة بالزيارة، وتجدر الإشارة إلى أنّ القاهرة من المُدُن التاريخية التي استقرَّت فيها حضارات عريقة؛ بدلالة الآثار الفرعونية، والرومانية، والعُثمانية، والعربية، والتي ما زالت جميعها شاهدة على ذلك.

ويُنصَح بزيارة الجيزة تحديداً عند الوصول إلى هذه المدينة؛ لرؤية الأهرامات الثلاثة، والتعرُّف إلى الكنوز التي يضمُّها كلٌّ منها، ويجدر بالذكر أنّ السِّرّ الهندسيّ في بناء الأهرامات لم يتمكَّن من معرفته أيّ أحد حتى اليوم.

صلالة: سحر الطبيعة وجمالها

تُطِلّ مدينة صلالة على الساحل الجنوبي لدولة عُمان، وتقع تحديداً في محافظة ظفار، وتُعَدّ من الوجهات السياحية الساحرة في العالم العربي؛ فهي تضمّ عدداً من عُيون الماء، مثل: رزات، حمران، وصحلنوت، بالإضافة إلى الشواطئ الخَلّابة، والأودية الهادئة، ويمكن زيارة الحدائق والمُتنزَّهات العديدة والمُنتشِرة فيها؛ كحديقة صلالة العامَّة.

وتنتشر في صلالة أيضاً المواقع التاريخية البارزة، ومنها: المقابر التي تعود إلى عُصور ما قبل الإسلام، والأضرحة الدينية؛ كضريح النبي أيّوب، وضريح النبي هود -عليهما السلام-، وتتميَّز المدينة بتنوُّعها الحيوي الكبير؛ ففيها الغزلان، ومختلف أنواع الطيور، والمرجان، وغيرها.  

أبها: سيدة الضباب

يُعَدّ المناخ في أبها مُعتدِلاً على مدار العام؛ ممّا يجعلها وجهة سياحية رائعة في السعودية؛ إذ يبلغ مُتوسَّط درجات الحرارة سنويّاً فيها نحو 19 درجة مئوية، وهي تتميَّز بهُطول مرتفع للأمطار مقارنة بباقي مناطق المملكة؛ ممّا يجعل طبيعتها الخَلّابة مَحطّ الأنظار؛ ففيها التلال الساحرة، والحدائق الخضراء البديعة.

ويمكن زيارة حديقة أبو خيال التي يشعر الزائر فيها وكأنَّه يتجوَّل بين السُّحُب؛ إذ تتميَّز هذه الحديقة بأزهار الجاكراندا "Jacaranda" البنفسجية التي تنتشر فيها خلال فصل الربيع، ولاستشكاف الآثار في مدينة أبها، يُنصَح بزيارة قلعة شمسان التاريخية؛ المَبنيَّة من الصخور الغرانيتية الضخمة، والواقعة على قِمَّة جبل؛ ممّا يُوفِّر إطلالة بانوراميَّة للمنطقة.

مراكش: مدينة العراقة والحيوية

يمكن القول إنّ الرحلة إلى المغرب رحلة غنية جدّاً؛ إذ تضمّ مدينة مراكش تنوُّعاً عجيباً لا يسمح للزائر بالملل أثناء تجوُّله فيها؛ بدءاً من أزِقَّتها الضيِّقة العريقة، ووصولاً إلى أسواقها الغنيَّة بالألوان الساحرة؛ ففيها تُعرَض الأزياء التقليدية، والمُجَوهرات الفريدة، ولا بُدّ من مُصادفة عُروض الأفاعي وقفز القردة في أحد شوارعها، ويُمكن لمُحِبِّي الطِّراز المعماري الأندلسي زيارة قصر الباهية الفريد.

وبما أنّ المدينة يغلب عليها الطابع الحيوي، فيُمكن للزائر ممارسة بعض الأنشطة الرياضية، ومنها: رياضة الفروسية، والتزُلّج، وركوب درّاجات الدفع الرُّباعي، بالإضافة إلى الغولف، وتسلُّق الجبال، وغيرها، أمّا مُحِبُّو الطبيعة، فيُمكنهم الانطلاق في جولات لاستكشاف حدائق أكدال "The Agdal Gardens".

عمّان: مدينة الجبال

تقع العاصمة الأردنية عمّان بين أحضان 19 جبلاً، ويُنصَح بزيارتها لمُحِبِّي الآثار؛ ففيها جبل القلعة الذي يُوفِّر إطلالة رائعة على المدينة، ويضمّ مجمع القصر الأموي، ويمكن أيضاً الدخول إلى متحف الآثار؛ لمُشاهَدة القِطَع الأثرية التي تعود إلى العصور القديمة، وتعكس تاريخ الأردن وتُراثه، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى المُدرَّج الروماني وسط المدينة، والذي يتَّسِع لنحو 5000 شخص.

وفي عَمّان أيضاً سِكَّة حديد الحجاز التي كانت تربط سابقاً بين الدولة العُثمانية والسعودية، ويُعَدّ شارع الرينبو من الأماكن الشهيرة أيضاً في المدينة؛ فهو أحد شوارع العاصمة العريقة، ويحتوي على عدد من المطاعم والأسواق، إلى جانب المعارض الفنّية.

الدوحة: الأصالة والحداثة

يمكن دخول الدوحة بسهولة كبيرة؛ لحرص دولة قطر على تسهيل مَنح التأشيرات للراغبين في زيارتها، وتتضمَّن هذه المدينة الصغيرة عدداً من المَعالِم السياحية البارزة، ومنها سوق واقف الذي يتميَّز ببنائه على الطراز المعماري القديم، بالإضافة إلى أنّه يضمّ الكثير من الأماكن الجاذبة؛ كإسطبلات الخيول، وقلعة الكوت، ومركز الحِرَف. 

ولتجربة فريدة، لا بُدّ من زيارة المشيرب في الدوحة؛ وهي مدينة مُستَدامة بالكامل، تُراعي استهلاك الطاقة، وتُحافظ على البيئة، وتُعَدّ الأولى من نوعها في العالَم، ويُنصَح أيضاً بزيارة المَلاعب المُميَّزة بتصاميمها المِعماريَّة، والتي شَهِدت أحداثاً تاريخية مُهِمَّة، ومنها ملعب خليفة الدولي.

الرياض: أنشطة لا تنتهي

في الرياض مراكز تجارية ضخمة وحديثة، إلّا أنّ أسواق طيبة العريقة ما زالت تُحافظ على رونقها، وما زالت تجذب أهالي المدينة لشراء ما يحتاجون إليه من ملابس، وتُحَف، وغيرها، وللاستمتاع بجمال المدينة، يمكن التجوُّل بين أزهار الأقحوان، وزقزقة العصافير، في روضة التنهات الطبيعية الموجودة في مَحميَّة الملك عبد العزيز الوطنية.

ويمكن الاستمتاع أيضاً بزيارة الأماكن التاريخية؛ كقرية الفاو التي تُعَدّ من أشهر الأماكن الأثرية في السعودية، وموقع المقر الذي يضمّ قِطَعاً تعود إلى العصر الحجري الحديث، أمّا عُشّاق الحَداثة، فيُنصَحون بزيارة الرياض بارك؛ وهو مركز يضمّ عدداً من مراكز التسوُّق العالَمية، إلى جانب العديد من الأماكن الترفيهية؛ كمتحف الغُموض الزاخر بالخِدَع البصرية، والأحاجي المُمتِعة.

سوسة: جوهرة الساحل

تقع مدينة سوسة في وسط شرق تونس؛ وهي مدينة ساحلية حضارية ساحرة، ووجهة سياحية عالَميَّة، ويتَّضِح من الآثار العمرانية الموجودة فيها أنّ المدينة كانت مركزاً عسكريّاً مُهِمّاً عبر العصور؛ ومن الأدلَّة على هذا انتشار الأسوار العالية، والحصون المنيعة؛ كحصن الرباط الذي يُعَدّ من أبرز المَعالِم الأثريّة في المدينة.

وتضمّ المدينة أيضاً عدداً من المَعالِم الدينية الشهيرة؛ كالجامع الكبير، إلى جانب الأسواق القديمة، والمتاحف، مثل متحف سوسة الأثري.   

المراجع

[1] commune-sousse.gov.tn, سوسة بإيجاز.
[2] ipsf.org, Lebanon A Heaven on Earth!
[3] visitmorocco.com, مراكش.
[4] britannica.com, Cairo.
[5] mfa.gov.jo, السياحة في الأردن.