جار التحميل...
ملاحظة: تجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد رقم محدد للمسافة التي يُمكن اعتبارها طويلة للمشي، إذ يختلف ذلك من شخصٍ لآخر باختلاف عِدة عوامل؛ مثل مستوى اللياقة البدنية، إذ يُمكن للمتمرسين المشي لمسافاتٍ تصل إلى 30 كم تقريباً أو أكثر في اليوم الواحد دون ضرر، بالإضافة العمر، والحالة الصحية العامّة، وظروف الطقس.
قد يؤدي المشي لمسافاتٍ طويلة إلى التهاب اللّفافة الأخمصية (الأنسجة التي تربط عظم الكعب بأصابع القدم)، إذ تكون هذه الأنسجة ملفوفة حول كعب القدم مُشكّلةً طبقة داعمة تتمدد كلمّا تعرّض الكعب للضغط، سواءً عند الوقوف، أو المشي، أو الجري، ومع استمرار المشي لفترةٍ طويلة واستمرار الضغط والتمدّد، قد تتمزّق الأنسجة فيها وتتهيج وتلتهب، مسبّبة آلاماً حادّة في كعب القدم، ويعدّ كبار السنّ والأشخاص الذين يعانون السمنة، وكذلك العدّائين أكثر عرضة للإصابة.
قد يؤدي الإفراط في المشي إلى آلام في قصبة السّاق (العظام الأمامية للسّاق)، إذ تتهيّج المنطقة التي تربط عضلات السّاق بعظامها، ممّا يُحدث آلاماً تمتدّ على طول السّاق، ويبدأ الشعور بها ببدء المشي، وقد يستمرّ حتى في أوقات الرّاحة، ومن العوامل التي تزيد من احتمالية تطوّر آلام السّاق؛ المشي على سطوح منحدرة، وارتداء أحذية غير مريحة، والمشي المفاجئ لمسافاتٍ طويلة تفوق المسافات المُعتادة.
يتسبّب المشي لمسافاتٍ طويلة دون راحة بإجهاد العضلات، فتقلّ كفاءتها في المقاومة وامتصاص الصدمات، كما أنه يرهق الجسم ويؤثر على التوازن، ممّا يزيد من خطر السقوط أو التعثّر، والتواء الكاحل، والإصابات الأكثر خطورة؛ مثل تمزق الأربطة، بالإضافة إلى شدّ العضلات، وتيبس الحركة في اليوم التالي، وهو ما يعرف بألم العضلات المتأخر.
المشي لمسافات طويلة قد يكون خطراً حقيقياً على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب وضغط الدم، فقد يؤدي الإفراط في المشي إلى زيادة معدّل نبضات القلب وضغط الدم، ممّا قد يتسبّب بآلام في الصدر، والدوّار، وضيق التنفس، والنوبات القلبية، لذا، ينصح باستشارة الطبيب لتحديد شروط مشي، والمدّة، والسرعة المناسبة.
قد يكون المشي لمسافاتٍ طويلة خطيراً على صحة القدم لدى مرضى السكري، خاصة إذا لم يتم العناية بها كما يجب، إذ يرتبط مرض السكري غالباً بضعف الدورة الدموية في القدم، ممّا يزيد من خطر التقرحات والجروح، وقد يؤدّي الإفراط في المشي إلى تفاقم المشكلة، مما يسبب التهابات ومضاعفات خطيرة
قد يؤدي المشي لمسافاتٍ أطول من الحدّ الطبيعي إلى آلامٍ في الرّكبة نتيجة إرهاق أنسجة المفاصل، وقد يتفاقم الأمر في حال عدم أخذ قسطٍ كافٍ من الرّاحة، ليتسبّب بآلام في الورك، والتهابات واحمرار وطقطقة في الركبة، أو الإصابة بالتهاب الأوتار الرّضفي، أو متلازمة ألم رضفة الفخذ، مما يؤثر سلباً على الأنشطة اليومية؛ مثل صعود الدرج، والركوع، وثني الرّكبة لفتراتٍ طويلة أثناء الجلوس، ويكون الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل أكثر عرضة للإصابة.
يؤدّي المشي لمسافاتٍ طويلة تحت الشمس في الطقس الحارّ دون اتخاذ الإجراءات الوقائية الصحيحة، ودون أخذ استراحة في الظلّ إلى الجفاف واحتمالية الإصابة بضربة الشمس، والتي تتسبّب بارتفاع حرارة الجسم، وحروق الجلد، والتقيؤ، والغثيان، وآلام الرأس، وقد تتسبّب بآثار جانبية خطيرة إذا لم يتمّ إسعافها بسرعةٍ وبالطريقة الصحيحة.
عندما يختار البعض المشي كوسيلة لخسارة الوزن، فإنّهم يعتقدون بأن المشي لمسافاتٍ طويلة وزيادة عدد الخطوات سيسرع من عملية فقدان الوزن.
لكن في الواقع، إنّ البدء بالمشي لمسافاتٍ طويلة مباشرة دون تدرّج قد يؤدي إلى الإحباط وفقدان الحافز، بسبب عدم قدرة الجسم على مجاراة الإرهاق الجسديّ الذي لم يكن معتاداً عليه سابقاً، ممّا يؤدّي إلى انخفاض القدرة على تحقيق الأهداف المحددة، وبالتالي الشعور بالانزعاج، وفقدان الرغبة.
ختاماً، يُنصح ببدء المشي لمسافاتٍ قصيرة لا يعقبها الشعور بالتعب والإجهاد، ثمّ زيادة المسافة والسرعة تدريجيّاً بمرور الوقت، وذلك لتدريب الجسم على التحمّل، كما يفضل أداء تمارين الإحماء قبل المشي لتهيئة العضلات وتقليل خطر حدوث الإصابات.
كما ينصح بارتداء أحذية داعمة ومبطنة تناسب تضاريس منطقة المشي، وكذلك اتخاذ إجراءات الوقاية من الشمس والحرارة العالية؛ مثل ارتداء الملابس المناسبة، والحفاظ على الترطيب بشرب كميات كافية من الماء والسوائل، وأخذ فترات للرّاحة أثناء المشي، وكذلك أيام راحة خلال الأسبوع.
المراجع
[1] smartwellness.eu, When Walking Long Distances Can Be Harmful
[2] mypacer.com, Are you walking too many miles? Key physical & mental signs.
[3] everydayhealth.com, How Much Walking Is Too Much?
[4] onlymyhealth.com, How Much Walking is Too Much? Here Are Some Health Risks You Should Know
[5] verywellfit.com, Are There Negative Effects of Walking Too Much?