جار التحميل...
وعلى الرغم من ذلك، فإنّ هناك بعض التحدّيات المُتعلِّقة ببرودة الجوّ، والطقس غير المُتوقَّع؛ ممّا يتطلَّب الالتزام ببعض النصائح التي تعتمد في أساسها على بقاء الفرد دافئاً وجافّاً، ويُمكن توضيحها على النحو الآتي:
يُنصَح باختيار الأماكن التي تحتوي على الأشجار أو التلال؛ إذ إنّها تُمثِّل حواجز طبيعية ضِدّ الرياح، واختيار الأماكن القريبة من مصادر المياه، وشروق الشمس؛ للاستمتاع بدفئها، وتلك الأماكن التي تحافظ على الخصوصية؛ بالابتعاد عن المُخيَّمات الأخرى، مع ضرورة الحرص على تجنُّب التخييم وسط المُنحدرات، أو في نهايتها؛ لتجنُّب خطر الانزلاق أو، خطر الانهيار الجليدي، ولا بُدّ من التخييم بعيداً عن الأشجار التالفة أو المُعرَّضة للانكسار.
يُوصى باختيار الخيمة المتينة المُجهَّزة لمُواجَهة الطقس العاصف، والرياح القوية، وتساقُط الثلوج، أمّا من حيث المساحة، فيُوصى باختيار الأحجام الأصغر قدر الإمكان؛ فهي تحتفظا بالدفء أكثر ممّا تُحافظ عليه الخِيَم الأكبر حجماً، مع التحقُّق من ملاءمتها لعدد الأشخاص الموجودين، ومُعدّاتهم.
وفي هذا السِّياق، يُشار إلى أهمّية تهوية الخيمة؛ إذ يمكن أن تمتلئ ببخار الماء الدافئ؛ نتيجة عملية التنفُّس، وعند اصطدامه بجُدران الخيمة الباردة، يحدث التكاثف، وتتساقط قطرات الماء في الداخل، أو تتجمَّد لتتحوَّل إلى صقيع، ولتجنُّب هذه المشكلة، لا بُدّ من ترك فتحات في الخيمة؛ للتهوية يوميّاً، حتى ولو كان ذلك جزئيّاً ومُؤقَّتاً.
يُنصَح بارتداء طبقات مُتعدِّدة من الملابس؛ للحفاظ على حرارة الجسم، وتشمل: الملابس الأساسية أو الداخلية؛ وهي الملابس التي تُلامس الجلد، وملابس الطبقة الوُسطى التي تليها، والسُّترات، مع الإشارة إلى أنّ الفرد قد يحتاج إلى ارتداء أكثر من سُترة في الوقت نفسه؛ تبعاً لبرودة الجوّ.
مع الانتباه إلى اختيار الأقمشة المناسبة لكلٍّ منها؛ فمثلاً، يُنصَح بأن تكون الملابس الداخلية طويلة ومصنوعة من البولي بروبلين في الظروف الجوّية المُعتدِلة؛ فهو خفيف الوزن، ومتين، ومُريح، أمّا عندما تصل درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئويّ، فيُوصى حينها بارتداء الملابس المصنوعة من أقمشة أثقل وزناً، مع التحقُّ في الحالات جميعها من امتصاصها العَرقَ وجفافها السريع، مثل: البوليستر، والصوف.
ولا بُدّ أن تكون السُّترة قابلة للارتداء أو الخلع بسهولة عند الشعور بالبرد أو الحرارة طوال اليوم، ويُفضَّل أن تكون من الصوف خفيف الوزن، ويُنصَح باستخدام السُّتَر العاديَّة والمُنتفِخة التي تتضمَّن طبقة خارجية مصنوعة من القماش المُقاوِم للماء؛ للحماية من الثلوج، والأمطار، أمّا الطبقة الوُسطى، فيُمكن فيها اختيار أيّ أقمشة دافئة مع الحرص على تجنُّب القُطن؛ إذ من شأنه تبريد الجسم كثيراً فَور تعرُّضه للبَلَل.
ومن القِطَع الأخرى اللازمة للتدفئة: قُفّازات اليدَين، والجوارب، والأحذية الجافَّة والدافئة، مع ضرورة حفظ الأحذية في منطقة دافئة داخل الخيمة وليس خارجها؛ للحيلولة دون تجمُّدها، بالإضافة إلى جلب الأحذية الخاصَّة بالمشي على الثلوج إن كان التخييم في منطقة تُغطّيها الثلوج.
لا بُدّ من جلب الوجبات البسيطة، والخفيفة، والمُعلَّبات، والأطعمة المُجمَّدة، مع التحقُّق من أنّها جميعها غنيَّة بالسُّعرات الحرارية، والبروتين، والكربوهيدرات الجيِّدة؛ للحصول على الطاقة اللازمة، والاستمتاع بالرحلة، ومن الخيارات الجيِّدة بهذا الخصوص: الشوفان، والموز، والبطاطا، والمُكسّرات، والجُبن، والمشروبات الساخنة وخاصَّة تلك التي تحتوي على الكافيين "caffeine"، مع الحرص على شُرب الماء بكمّيات مناسبة طوال اليوم.
وللحفاظ على الموادّ السائلة خلال الرحلة، وتحديداً في الظروف شديدة البرودة، يُوصى بقَلبها جميعها -بما فيها الماء ووقود المَوقد- رأساً على عَقب؛ لأنّ الجليد يتكوَّن من الأعلى إلى الأسفل، وبهذه الطريقة، يُمكن الحفاظ على فتحة الوعاء غير مُتجمِّدة، وصالِحة للاستخدام.
عند التخييم في الشتاء، لا بُدّ من جلب مُعدّات السلامة الضروريَّة، ومن أهمّها: أدوات الإسعافات الأوّلية اللازمة لعلاج أيّ إصابات أو جروح، وجهاز تحديد أماكن الانهيارات الجليدية، والمِجرَفة، والفؤوس الجليدية؛ للحفر في الثلج أو نحوه، ومصابيح يدوية عديدة، ومصباح رأس؛ للتمكُّن من التحرُّك في الظلام، مع تجنُّب ترك أيّ أدوات حادَّة خارج الخيمة قد تُلحِق بها الضرر أثناء هُبوب عاصِفة -مثلاً-.
ومن المُعدّات الأخرى اللازمة: بطّاريات الليثيوم؛ فهي تعمل بصورة أفضل من الأنواع الأخرى في الظروف الباردة، وموقد؛ سواء أكان يُستخدَم فيه وقود الغاز الأبيض، أم البنزين الخالي من الرصاص والكيروسين، مع إحضار موقد آخر من باب الاحتياط؛ إذ يُعَدّ ضرورياً للطَّهي، والتسخين، وإذابة الثلج، مع التنويه إلى ضرورة احتوائه على قاعدة قوية للحيلولة دون انغراسه في الثلج، أو تضرُّره من الأرض المُبلَّلة، ويُشار إلى أنّ هذه القاعدة يمكن صُنعها منزلياً.
ولا بُدّ من جلب حقائب الظهر، أو الحقائب التي يُمكن جَرُّها؛ للتقليل من الوزن على الظهر، أو جلب كلا النوعَين، على أن تكون ملائمة للتضاريس التي سوف يجري عُبورها أو المرور بها، ويُمكن أيضاً اصطحاب بعض الأشياء التي تُضفي المزيد من المُتعة على أجواء التخييم؛ ككتاب لقراءته قبل النوم.
عند النوم، يُوصى بارتداء طبقات من الملابس تضمن الحصول على الدفء اللازم، وعلاوةً على ذلك، ينبغي الحصول على كيس نوم مُخصَّص لمُواجهة درجات حرارة تقِلّ بنحو 10 درجات مئوية على الأقلّ عن درجة الحرارة المُتوقَّعة، مع إمكانيَّة إضافة كمِّيات من زغب الإوزّ، أو موادّ العزل الصناعي لزيادة الشعور بالدفء، ويُمكن أيضاً استخدام بطّانية أو لحاف؛ لإبعاد الجسم عن الأرض الباردة، أو إذا ما كان كيس النوم ليس دافئًا بما يكفي، إلى جانب استخدام وسادتين نوم اثنتين بدلًا من واحدة للسبب ذاته، مع الحرص على اختيار الأقمشة الدافئة وخفيفة الوزن في الوقت نفسه.
ينبغي الحفاظ على التواصل مع المُقرِّبين خارج المُخيَّم بانتظام، وخاصَّة عند الخروج في مثل هذه المغامرة بصورة منفرد، أو إن كان الطقس سيِّئاً؛ ممّا يُمكِّنهم من إرسال المساعدة عند حدوث أيّ طارئ.
المراجع
[1] msrgear.com, 9 Tips for Staying Warm While Winter Camping
[2] rei.com, Winter Camping Basics
[3] campingandcaravanningclub.co.uk, 20 Winter Camping Tips to Keep You Warm Year Round
[4] hipcamp.com, Top 10 Winter Camping Tips To Help You Stay Warm
[5] sierraclub.org, Winter Camping: 10 Tips for Your First Time