الألعاب الأولمبية.. ما هي؟ وكيف بدأت؟

الألعاب الأولمبية: منافسة تجوب العالم

تُعرف الألعاب الأولمبية المعروفة أيضاً باسم "الأولمبياد" بأنها المسابقة الدولية الرياضية التي يشارك فيها الرياضيون من أكثر من 200 دولة للتنافس في رياضات مختلفة بأكثر من 400 منافسة رياضية، وهي موزّعة على دورتين؛ الدورة الصيفية والدورة الشتوية، حيث يتسابق اللاعبون في الرياضات المناسبة لكل فصل وفقاً للقوانين المعتمدة في تلك الدورة.

في الألعاب الأولمبية يُمثّل كل لاعب بلده، ونظراً لطبيعتها العالمية والتنافس الشديد الذي تشهده فإنّ هذا الحدث يستقبل أفضل الرياضيين من كل دولة، لذا يمكن القول إنّ المشاركة في الألعاب الأولمبية أو الفوز فيها يعدّ أحد أفضل الإنجازات في حياة الرياضي، وهو ما أكدته لاعبة الجمباز الأميركية ماري لو ريتون عندما قالت: "أما بالنسبة للرياضيين فإنّ الألعاب الأولمبية تمثل الاختبار النهائي لقيمتهم في عالم الرياضة".

بداية الألعاب الأولمبية: أولمبيا هي الانطلاقة

كانت انطلاقة الألعاب الأولمبية من اليونان، في أولمبيا على وجه الخصوص، وذلك قبل حوالي 3000 عام؛ إذ كانت تتنافس المدن اليونانية القديمة فيما بينها من أجل المجد والفخر، وذلك ضمن مهرجان لتكريم الإله اليوناني زيوس كما شاع في الأساطير اليونانية القديمة، وقد كانت تقام المهرجانات كل أربع سنوات، وهذه المدة كان يطلق عليها "الأولمبياد"، وهو اللقب نفسه الذي عُرف به هذا الحدث الرياضي والألعاب المرتبطة به، وكلاهما نسبةً إلى مدينة أولمبيا. 

أقيمت أول دورة للألعاب الأولمبية بشكل رسمي عام 776 قبل الميلاد في أولمبيا، ثم تراجعت أهمية الألعاب الأولمبية بعد غزو الإمبراطورية الرومانية لليونان، فحظر الإمبراطور ثيودوسيوس كل المهرجانات والفعاليات اليونانية، وظل الوضع على ما هو عليه حتى القرن التاسع عشر، عندما زار البارون بيير دي كوبرتان -المهتم كثيراً بمجال التربية البدنية- موقعاً أولمبياً قديماً في اليونان، واقترح حينها إجراء منافسة رياضية دولية، وبالفعل قُبِلَت أفكاره فيما بعد، وبذلك تأسست اللجنة الأولمبية الدولية المسؤولة عن تنظيم هذه الألعاب.

أطلق كوبرتان خطته لإحياء الألعاب الأولمبية عام 1894، فأقيمت أول دورة ألعاب أولمبية حديثة في مدينة أثينا في عام 1896 على طريقة الألعاب الأولمبية الأصلية في اليونان القديمة، وفي هذا الصدد قال: "لقد تم إنشاء الألعاب الأولمبية حتى ترفع من مكانة الرياضي الفرد"، ومنذ ذلك الحين تطورت الألعاب مع مرور الوقت لتصل إلى ما هو متعارف عليه الآن.

عَلَم الألعاب الأولمبية: من الماضي إلى الحاضر

يتكون علم الألعاب الأولمبية من خمس حلقات متصلة مرسومة على خلفية بيضاء، إلا أنّ لعددها وألوانها رموزاً لا يعرفها الجميع؛ فعدد الحلقات يشير إلى القارات الخمسة التي شاركت في الألعاب الأولمبية وانضمت إليها قديماً، وهي أميركا، وأوروبا، وآسيا، وأفريقيا، إضافة إلى أستراليا، أما الألوان فهي إلهام من ألوان الأعلام الوطنية المشاركة؛ إذ كان يظهر لون واحد على الأقل في علم كل بلد وقت إنشاء فكرة الأولمبياد سابقاً، والألوان هي: الأحمر، والأصفر، والأخضر، والأزرق، والأسود.

ويعود تصميم العلم الأولمبي إلى الفرنسي بيير دي كوبرتان، وهو نفسه الذي طور الحركة الأولمبية الحديثة كما أشرنا سابقاً، ومع أنّ هذا العَلَم صُمِّمَ في عام 1914، إلا أنه استُخدم للمرة الأولى في دورة الألعاب الأولمبية عام 1920.

دورات الألعاب الأولمبية: بين الشتاء والصيف

تُنظَّم الألعاب الأولمبية في دورتين؛ واحدة يطلق عليها الألعاب الأولمبية الصيفية، وتُقام في فصل الصيف، والأخرى الألعاب الأولمبية الشتوية وتُقام في فصل الشتاء، وعلى الرغم من أنّ الدورتين كانتا تُقامان في العام نفسه حتى بداية التسعينيات، إلا أنّ عامين يفصلان بينهما في الوقت الحالي؛ فعلى سبيل المثال إذا كانت الدورة الصيفية في 2020 ستكون التالية في 2024، بينما ستكون الدورة الشتوية في 2022 و2026 على التوالي.

وفي الألعاب الأولمبية الشتوية يمكن المشاركة في الأنشطة الشتوية، مثل: التزلج على الجليد، وهوكي الجليد وغيرها، أما الصيفية، فإن الرياضات الداخلية أو التي تحتاج طقساً دافئاً، مثل: سباق المضمار، والسباحة، وكرة السلة وغيرها هي المُتضمَّنة في القائمة.

استضافة الألعاب الأولمبية: كيف وأين؟

كل أربع سنوات تقام الألعاب الأولمبية في دولة ومدينة مختلفتين، والمسؤول عن اختيار البلدان والمدن التي ستستضيف الألعاب بشكل نهائي هي اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) الموجودة في لوزان في سويسرا، والتي أنشئت عام 1894، وهي اللجنة المسؤولة عن اختيار الألعاب الرياضية التي تُضاف إلى قائمة الألعاب الأولمبية أيضاً، إلى جانب البلد الذي ستقام فيه.

وغالباً ما يشار إلى رقم الدورة الرياضية إلى جانب اسم المدينة المضيفة؛ فعلى سبيل المثال، عندما استضيفت الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 2020، أُطلق عليها اسم "الألعاب الأولمبية الصيفية طوكيو 2020 - دورة الألعاب الثانية والثلاثين"، وذلك إشارة إلى المدينة، ورقم الدورة، والعام الذي أُقيمت فيه.

أحداث الألعاب الأولمبية: من الشعلة حتى النهاية

للألعاب الأولمبية بروتوكول خاص بها ومراسم محددة ترافقها، ويبدأ الاحتفال بدخول رئيس الدولة المضيفة ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ومن ثم رفع علم الدولة المضيفة وعزف نشيدها الوطني، بعد ذلك يبدأ دخول موكب الرياضيين إلى أرض الملعب على شكل مجموعات تمثل كلٌّ منها دولة معينة، ويحمل قائد كل مجموعة العلم الوطني للدولة، وبالطبع فإنّ مجموعة دولة اليونان هي أول من يدخل ومجموعة الدولة المضيفة آخر من يدخل، وتدخل المجموعات الأخرى من بقية الدول بعد اليونان اعتماداً على الترتيب الأبجدي للغة البلد المضيف.

بعد ذلك يُلقى خطاب رسميّ من قِبَل المسؤولين عن تنظيم هذا الحدث الرياضي، ويُعلَن عن افتتاح الألعاب، ثُمّ يُرفَع العلم الأولمبيّ، ويُعزف النشيد الأولمبي الخاص، ويؤدي الحكام والمدربون واللاعبون أيضاً القَسَم الخاص بهذه المناسبة، ثمّ تُضاء الشعلة الأولمبية في أرض الملعب؛ وهي رمز لطقس يوناني قديم، ويُعلَن بعدها عن البدء رسمياً بالألعاب الأولمبية، وتبقى الشعلة مُتَّقِدة حتى نهاية الدورة.

عند حسم النتائج في دورة الألعاب الأولمبية يُقام حفل لتكريم الفائزين بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في كلّ رياضة، ويتسلَّم الرياضيّ جائزته وهو يرفع علم بلده على أنغام النشيد الوطنيّ الخاصّ بدولته.

وبالحديث عن الميداليات، فقد اتَّضح أنَّ عدد الميداليات الذهبية يزداد في الألعاب الأولمبية الصيفية مع مرور الوقت؛ فبحسب موقع (statista) للإحصاءات فقد مُنِحت 340 ميدالية ذهبية في الدورة الصيفية 2020 التي أقيمت في طوكيو.

وفي حفل اختتام الألعاب الأولمبية تُقام طقوس إطفاء الشعلة وإنزال العلم الأولمبيّ على أنغام النشيد الأولمبيّ لإسدال الستار على هذه الدورة وإعلان نهايتها.

لدول الإمارات بصمة مميزة في عالم الرياضة

ونظراً لأهميتها ومكانتها ولترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على خارطة الرياضة العالمية أبدى المسؤولون في دولة الإمارات اهتماماً بالألعاب الأولمبية، ساعين إلى تدريب الشباب وتأهيلهم لخوض غمار المنافسة والوقوف على منصات التتويج في المحافل الدولية لتمثيل الدولة.

وتتويجاً لهذه الجهود الكبيرة والمتواصلة مثّل ستة رياضيين إماراتيين دولتهم في أولمبياد طوكيو 2020، ضمن أكثر من لعبة، وهي: السباحة، وألعاب القوى، والجودو، والرماية، كما شاركت دولة الإمارات للمرة الأولى كأول دولة خليجية في دورة الألعاب الشتوية للشباب لعام 2024، في لعبة التزلج على المنحدرات الجليدية باستخدام اللوح الثلجي، ورياضة التزلج المتعرج على المنحدرات الثلجية.

المراجع
[1] teaching-wiki, Olympics
[2] kids.britannica.com, Olympic Games
[3] olympics.com, What is the origin of the Olympic Games?
[4] familysearch.org, When Did the Olympics Start and Where Did they Originate?
[5] dictionary.com, What are the Olympic Games?