تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة عامةً، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، نمواً ملحوظاً في استثمارات المناطق الحرة التي تمثل أحد أبرز روافد الاقتصاد الوطني ومراكز جذب الاستثمارات، في إطار التحولات الاقتصادية والتنموية الشاملة.
وفي ظل تواجد العديد من المناطق الحرة متعددة التخصصات بالدولة، يجد المستثمرون أفضل المعايير العالمية للخدمات التنافسية، سواء على مستوى البنية التحتية عالية الكفاءة أو الخدمات المتنوعة والمتميزة التي تسهل سير أعمال الشركات، وتدعم ربطها بالأسواق الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى التشريعات والقوانين التي توفر بيئة داعمة للمستثمرين، وهذا ما تتميز به المنطقة الحرة بالحمرية والمنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي باحتضان آلاف الشركات من ما يزيد عن 163 دولة، في مؤشر على نموذجية أدائهما واعتمادهما على الابتكار والمرونة، حيث تعكس بإنجازاتهما، جانباً من الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بشأن ترسيخ جهود تنويع اقتصاد الإمارة وتحقيق التنافسية العالية لمناطقها الحرة، لتواصل دورها في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة واستدامة نموها كحاضنة للصناعات المتقدمة والأنشطة التجارية في عدة قطاعات.
إن المناطق الحرة تمثل عصب التجارة الدولية في عصرنا الحالي، وتلعب دوراً مهماً في تعزيز سياسة التنويع الاقتصادي، وتسهيل الأعمال التجارية، وربط مختلف الأسواق ببعضها، وفي دولة الإمارات، يبرز قطاع المناطق الحرة كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي ولعب دور مهم في دعم مستهدفات رؤية "نحن الإمارات 2031"، على صعيد رفع قيمة التجارة الخارجية الإماراتية إلى 4 تريليونات درهم.
ومن هنا فإننا ننظر إلى المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي يعقد دورته الـ13، غداً الأربعاء وبعد غدٍ الخميس، تحت شعار "حكومات مرنة.. اتصال مبتكر"، بوصفه فرصة لتعزيز قدرة قطاع المناطق الحرة على مواكبة متطلبات الأسواق العالمية والتحولات الاقتصادية الجديدة التي تطال مختلف قطاعات الأعمال العالمية، ولا سيما أن المنتدى يسلط الضوء على مفاهيم اقتصادية واعدة مثل الاقتصاد الفضي واقتصاد المعادن والفضاء، ما يتيح المجال لنا لتبادل المرئيات ووجهات النظر مع قادة الرأي والفكر والاقتصاديين من جميع أنحاء العالم، حول دور المناطق الحرة في تمكين قطاعات اقتصاد المستقبل.
تواصل المنطقة الحرة بالحمرية والمنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، جهودهما في استقطاب استثمارات نوعية بقطاعات الاقتصاد الجديد ذات الأبعاد الاستراتيجية التنموية، ولا تقتصر الأهمية التي تمثلها المنطقتان على ما تسهمان به من دور حيوي في التنويع والنمو الاقتصادي فحسب، بل يمتد أثرهما التنموي ليشمل أيضاً دعم الشركات الناشئة وروّاد الأعمال، وتوفير بيئة محفزة للإبداع والتميز للمساهمة في بناء اقتصاد معرفي تنافسي قادر على مواكبة متطلبات المستقبل، ولا سيما في ظل ما تتميز به حرة الحمرية والمنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، من بنية تحتية صناعية وتجارية ولوجستية متطورة، والموقع الاستراتيجي القريب من الموانئ والمطارات، فضلًا عن كفاءة المنظومة المتطورة والحلول المتكاملة التي تقدمانها لممارسة الأعمال، الأمر الذي ساهم في ترسيخ مكانتهما كوجهة مثالية وعالمية للشركات على اختلاف مجالات عملها.