جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
رحلة في أعماق الطبيعة

مركز الحفية لصون البيئة الجبلية يكشف لك روائع البيئة الجبلية

10 يناير 2025 / 9:26 PM
مركز الحفية لصون البيئة الجبلية
download-img
تُمثّل البيئة الجبلية في دولة الإمارات العربية المتحدة كنزاً طبيعياً فريداً يستحِقّ الاهتمام والحماية، وفي ظلّ التحدّيات البيئية المُتزايِدة، برزت الحاجة إلى إنشاء مراكز مُتخصِّصة تهدف إلى الحفاظ على التنوُّع البيولوجي والتوعية البيئية.

وفي هذا السِّياق يأتي إنشاء مراكز مُتطوّرة لصَون البيئة الجبلية كخطوة رائدة تعكس التزام الدولة بحماية تراثها الطبيعي، ومن أبرز الأمثلة على ذلك مركز الحفية لصون البيئة الجبلية "Al Hefaiyah Mountain Conservation Centre"، وهو يُمثِّل مِنصّة متكاملة تجمع بين البحث العلمي، والتثقيف البيئي، والسياحة المُستَدامة، وفيما يأتي أبرز المعلومات عنه.

نبذة عامة: نافذة على الطبيعة الجبلية في الشرق

يقع مركز الحفية لصون البيئة الجبلية على بُعد 130 كم شرق مدينة الشارقة، وتحديداً في سفح جبال الحجر في مدينة كلباء على بُعد ثلاثة كيلومترات من دوار سارية العلم، ويمتدّ المركز على مساحة 13 كيلومتراً مُربَّعاً، وهو يُشكِّل موطناً فريداً للحياة البَرّية في المنطقة الشرقية من دولة الإمارات، وتجدر الإشارة إلى أنّ المركز كان قد افتُتِح في السادس من مارس عام 2016 باعتباره مُبادَرة رائدة للحفاظ على التنوّع البيئي والحياة الفِطرية في المنطقة.

ويُوفّر المركز الذي يتبع هيئة البيئة والمَحميّات الطبيعية في إمارة الشارقة الظروف المُثلى لحماية التنوّع الحيوي وضمان استدامته للأجيال القادمة، وقد نجح منذ تأسيسه في إعادة توطين العديد من الحيوانات المُهدَّدة بالانقراض في جبال الحجر، مُجسِّداً بذلك رؤية إمارة الشارقة في الحفاظ على البيئة والتراث الطبيعي، كما يُتيح للزُّوار الفرصة لخوض تجربة تعليمية وترفيهية فريدة تُمكِّنهم من التعرُّف إلى الثروة الحيوانية والنباتية الفريدة في البيئة الجبلية. 

تنوع الحياة البرية: ثروة طبيعية في مركز الحفية

يُعَدّ مركز الحفية لصون البيئة الجبلية موطناً لمجموعة واسعة من الكائنات الحية؛ إذ يُؤوي 30 نوعاً من الحيوانات المختلفة، ويشمل هذا التنوّع الثدييات، والبرمائيات، والأسماك، والزواحف، بالإضافة إلى الطيور الجبلية، والحشرات، والقوارض، ويُتيح المركز للزُّوّار فرصة فريدة لمُشاهدة هذه الحيوانات في بيئاتها الطبيعية، أو من خلال المعارض الداخلية المُصمَّمة خِصِّيصاً لهذا الغرض.

ويضطلع المركز بدور مهمّ في الحفاظ على الأنواع المُهدَّدة بالانقراض؛ إذ يُشارك في نظام القائمة الحمراء العالَمي؛ وهي لائحة تُصنِّفُ حالات الأنواع النباتية والحيوانية المُهدَّدة بالانقراض؛ فمن خلال جمع البيانات، جرى رَصد الحيوانات المُهدَّدة بالانقراض في إمارة الشارقة، وتزويد القائمة بها؛ بهدف إيجاد الحُلول لحمايتها، وبذلك يُسهم المركز في الحفاظ على التنوّع البيولوجي.

ومن الحيوانات البارزة في المركز الطهر العربي المعروف بقدراته البصرية الاستثنائية، والوعل النوبي الذي يظهر في الفنّ الصخري المحلّي، كما يضمّ المركز النمر العربي، وهو من أكبر حيوانات فصيلة القطط العربية، والذئب العربي المعروف بقدرته على قطع مسافات طويلة.

ويحتضن المركز أيضاً مجموعة مُتنوّعة من الحيوانات الأخرى، مثل: الضبع المُخطَّط المعروف بسُلوكه الفريد عند الشعور بالخطر، والوَشق وهو أحد أهمّ الحيوانات المُفترِسة في المناطق الجبلية.

بالإضافة إلى أنّ في المركز عِدَّة أنواع من الزواحف، بما في ذلك حيّة الوادي السريعة، والضبّ اللبتيني شائك الذيل، كما يضمّ مجموعة من الحيوانات الفريدة، مثل: ثعلب بلانفورد، والقنفذ الأثيوبي، وقطّ غوردون البَرّي، والأرنب الوبري، والنمس أبيض الذيل، ومن الأسماك الموجودة في المركز سمكة السايبرنيون، أمَّا الطيور فتشمل البومة النسرية، والزرزور الأسود.


مرافق المركز وخدماته: تجربة متكاملة للزوار بين الطبيعة والراحة

يتميّز مركز الحفية لصون البيئة الجبلية بمجموعة مُتنوّعة من المرافق والخدمات التي تُعزِّز تجارب الزُّوّار؛ إذ يضمّ مطعماً ذا إطلالة خلّابة على سهل الغيل، ممّا يُتيح للزُّوّار الاستمتاع بالطبيعة الساحرة أثناء تناول الطعام، إضافة إلى مقهى واستراحة تُوفّر فرصة للراحة والاسترخاء، كما يحتوي المركز على متجر مُتخصّص لبَيع الهدايا التذكارية والمُقتنَيات والتُّحَف التراثية.

ويضمّ المركز أيضاً مراكز تعلُّم وقاعات اجتماعات مُجهَّزة بأحدث التقنيات، إلى جانب ما يُوفِّره من خدمة المُرشِدين المُدرَّبين الذين يُقدِّمون معلومات قَيِّمة عن الحياة البَرّية العربية، ويجيبون عن استفسارات الزُّوّار.

ويجدر التنويه إلى أنّ مباني المركز صُمِّمت وفق أعلى معايير الاستدامة البيئية؛ إذ رُوعِيَت فيها الكفاءة في استخدام الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية، كما جرى دَمجها بما ينسجم مع البيئة المُحيطة، ممّا يُعزّز التجربة الطبيعية للزُّوّار.

ولتسهيل استكشافه، يُوفّر المركز عربات غولف تُتيح للزُّوّار التجوُّل بسهولة ويُسر، كما يُقدِّم معرضاً ليلياً فريداً يُمكِّن الزُّوّار من مشاهدة الأنشطة الليلية للمخلوقات الصحراوية، ممّا يُضيف بُعداً مُميَّزاً للزيارة.

الجانب الفني والثقافي: مزيج إبداعي بين الفن والطبيعة والتراث

يجمع المركز بين الفنّ والطبيعة من خلال مجموعة متنوّعة من الأعمال الفنّية؛ إذ تنتشر في مُحيطه نقوش فنّية قديمة تُصوّر حيوانات المنطقة، وتُزيِّن أروقته الداخلية أعمال فنّية مُعاصِرة لفنّانين مختلفين، ممّا يخلق تناغُماً بين الماضي والحاضر في عرض فنّي فريد، ويعكس هذا المزيج الفنّي التنوّع الثقافي والطبيعي في المنطقة.

وتبرز في المركز أعمال فنّية مُميّزة، ومنها صورة تجريدية مُلوَّنة للفنّانة زينب الهاشمي مأخوذة من صُور الأقمار الصناعية للمنطقة، وتُجسِّد هذه اللوحة الطبيعةَ الجيولوجية لسلسلة جبال الشارقة وكلباء، كما تضمّ المجموعة منحوتة إبداعية للوَشق الصحراوي الآسيوي من تصميم الفنّانة عَزّة القبيسي، وتتميّز هذه الأعمال بدَمجها بين التقنيات الحديثة، والموضوعات الطبيعية المحلّية، ممّا يُعزّز الارتباط بين الفنّ والبيئة المُحيطة.

ويُوفِّر المركز أيضاً تجارب فنّية فريدة، مثل أعمال الفنّانة نوش ناد التي تستخدم طلاء الفلورسنت (Fluorescent)، وتشمل هذه الأعمال صوراً مُقرَّبة للحشرات والكائنات الدقيقة، بالإضافة إلى تصوير خيالي للثعالب المُهدَّدة بالانقراض، وتُسلّط هذه الأعمال الضوء على قضايا بيئية مهمّة بأسلوب فنّي مُبتكَر، ممّا يجعل الزُّوّار أكثر وَعياً بالتحدّيات التي تُواجه الحياة البَرّية في المنطقة.

ويهدف المعرض الفنّي المفتوح في المركز إلى توفير تجربة ثقافية وتعليمية متكاملة؛ إذ يمزج بين الفنّ التشكيلي والمعلومات العلمية، ويساعد في نقل روح المكان إلى الزُّوّار، ويُعرِّفهم إلى تفاصيل الحياة البَرّية الجبلية، كما يضمّ المركز لوحات جدارية للنمر العربي، وأعمالاً فنّية أخرى تُحاكي فنّ النحت على الصخر، وتهدف هذه الأعمال إلى إبراز جماليات الحياة البَرّية وتاريخ النقوش الصخرية، ممّا يجعل المركز وجهة مثالية للمُهتَمّين بالفنّ والبيئة على حَدّ سواء.

وبالإضافة إلى المعرض الفنّي، قدَّم المركز برنامجاً تعليمياً شاملاً يستهدف مختلف الفئات العمرية والاهتمامات؛ إذ وفَّر دروساً ووُرَشاً تثقيفية للطلاب والأطفال والمُهتَمّين بالبيئة الجبلية، ممّا يُتيح فرصاً مُتعدّدة للتعلُّم والاستكشاف، ويُعزّز الوعي البيئي والثقافي لدى المشاركين، ويُسهِم في ترسيخ أهمية الحفاظ على البيئة الجبلية وتنوُّعها الحيوي.

وفي الختام، يُجسِّد مركز الحفية لصون البيئة الجبلية نموذجاً رائداً في مجال التوعية البيئية والحفاظ على التراث الطبيعي؛ فمن خلال الجهود المُتواصِلة في البحث العلمي، وبرامج إعادة التوطين، والأنشطة التعليمية المُبتكَرة، يُسهِم المركز في تشكيل وَعي بيئي متكامل يتجاوز حدود المحمية، ويُعَدّ المركز مثالاً يُحتَذى به في تحقيق التوازن بين حماية البيئة، وتوفير تجربة تثقيفية وترفيهية للزُّوّار، ممّا يُرسِّخ مكانته باعتباره عُنصراً مِحوَريّاً في استراتيجية دولة الإمارات للتنمية المُستَدامة وصون التنوّع البيولوجي للأجيال القادمة.

المراجع 

[1] moccae.gov.ae, مركز الحفية لصون البيئة الجبلية
[2] visitsharjah.com, اكتشف الحياة البرية الفريدة في الجزيرة العربية وشاهد الفهود العربية المهددة بالانقراض بالقرب من هذا المحمية الجبلية
[3] worldscoolestwinter.ae, مركز الحفية لصون البيئة الجبلية
[4] dhr.gov.ae, دائرة الموارد البشرية تنظم ندوة حول استشراف المستقبل بمدينة كلباء
[5] sdc.gov.ae, »الحفية لصون البيئة الجبلية بكلباء«.. مركز بحثي وسياحي تثقيفي

January 10, 2025 / 9:26 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.