جار التحميل...

°C,

عندما كان الشيخ في الشندغة

May 27, 2024 / 9:35 AM
السبت الماضي حضرنا الاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي بدا عليه الفرح، وهو يحتفي بالكتابة والكتاب والأدب والأدباء.
في ذلك الحفل كرّم سموه الرؤساء السابقين لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات وصولاً إلى الرئيس الحالي، بعدها قدم سموه محاضرة قيمة عن الثقافة أوجز فيها خلاصة مفيدة عن الثقافة، وأصل معناها وأهم ما ترتكز عليه من معارف وعلوم.

في ختام المحاضرة أوعز الشيخ إلى هيئة الشارقة للكتاب لتوزيع كتابين جديدين لسموه صدرا عن منشورات القاسمي، هما "الخنجر المرهون" و "في الشندغة عشت ليالي وأيام"، الكتابين من القطع الصغير، ولا تزيد الصفحات في كل منهما عن 40 صفحة.

قرأت الكتابين، لكني لن أتحدث عن "الخنجر المرهون" لأنها قصة يجب أن تسطر فيها كتب وروايات ومسرحيات عديدة، وأفخر بأني قد سمعت هذه القصة شفهياً من سموه في التسعينات وهي رواية تتعلق بحبه لعمّه وللكتب ورحلته مع اقتناء الكتب وتكوين المكتبات.

أما الرواية الثانية "في الشندغة عشت ليالي وأياماً" وقد وصف سموه الرواية في أولها فقال: "هذه رواية قصيرة، تصنف تحت عدة أبواب: أدب الرحلات، والتسجيل الجغرافي، وحفظ التاريخ، ووصف التراث، أما بالنسبة لي، فقد كانت محفوظة تحت باب الأرحام".

كمّ المشاعر والأحاسيس التي تتضمنها الرواية كثيرة جداً، كما أن التفاصيل قد تمت العناية بها بحرفية عالية، فالقارئ ما أن يبدأ بقراءة الرواية إلا وتملكته الرواية وسيطرة على مشاعره وغاص في ثنايا تلك الأحداث الشيقة التي تُسرد بدقة الكاتب وعفوية المحب.

لن أفشي سراً أن قلت بأن عيني قد اغرورقت بالدمع لرهافة الأحاسيس في تلك الرواية ولنباهة ذلك الفتى الصغير سلطان وحرصه ومسيرة حياته النظامية الاجتماعية الراقية، أنه فتى يافعاً قد تمّ إعداده ليكون قائداً بانياً مغيّراً، وهو الذي يطابقه الوصف القائل "خليفة عبّاسي أخطأه الزمن، فولد في القرن العشرين".

في رواية الشندغة ذكر مجموعة من أهله مثل والده الشيخ محمد بن صقر القاسمي، ووالدته الشيخة مريم بن غانم الشامسي، وجده الشيخ غانم بن سالم الشامسي، وجدته حمده بنت علي الرميثي، وخال والدته غانم بن خرباش، وابن خاله غانم بن ناصر المري، كما ذكر أسماء شخصيات مهمة في دبي.

وعلاوة على ذكره إمارتي الشارقة ودبي، فقد ذكر أيضاً ذكر مصطلحات شعبية من ألفاظ ومسميات وأمكنة مثل: "بقشه، وتفك، وبندقية، والبانيان، والعبرة، وديره، وبر دبي، وخور دبي، والشندغة، والغبيبة، ومربعة أم الريول".

هذه الرواية القصيرة هي إبداع أدبي فريد جمع بين السرد القصصي والوصف الجغرافي التاريخيّ، يشبه سرد البلدانيين الذي جمعوا بين الجغرافيا والتاريخ والسرد الوصفي الاجتماعي، شكراً يا صاحب السمو على دروسك المستفادة دائماً في الحكمة والأدب والفن، وشخصيتك الاستثنائية في الحلم والعفو والكرم، ودعائنا لك دائماً بالصحة وطول العمر.
 
May 27, 2024 / 9:35 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.