جار التحميل...

°C,
خلال جلسة ثقافية تحت عنوان (التراث والإبداع.. المفهوم والسياق)

المسلم: التراث قابل للتجديد والتطور مع المحافظة على قواعده

March 08, 2023 / 11:38 PM
أكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية، ضمن سلسلة الجلسات الثقافية في المهرجان، أن التراث المستدام يستوعب التطور والتجديد والإبداع طالما حافظ على القواعد والقوالب الأساسية والصورة الواقعية له.
الشارقة 24:

ضمن سلسلة الجلسات الثقافية في مهرجان أيام الشارقة التراثية والمقامة حالياً في قلب الشارقة خلال الفترة من 1 إلى 22 مارس الحالي، عقدت جلسة نقاشية مهمة تحت عنوان "الإبداع والتراث من حيث المفهوم والسياق"، تحدث فيها سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية، والدكتور وسعادة الدكتور ماجد أبوشلبي الأمين العام للمنتدى الإسلامي بالشارقة، وسعادة الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.

تضمنت الجلسة التي أدارها الدكتور مني أبو نعامة مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد مقاربات مختلفة في الحديث حول العلاقة بين التراث والإبداع من حيث السياق والموضوع.

وذكر الدكتور عبد العزيز المسلم أن شعار الدورة الحالية لأيام الشارقة التراثية والمتمثل في "التراث والإبداع" يحتم علينا طرح ومناقشة تساؤلات مهمة ومعمقة حول تطبيق هذا الشعار وكيفية سبر أغوار العلاقة القلقة بينهما، على اعتبار أن الكثير من الباحثين والعاملين يضعون خطًا أحمر يمنع تطوير التراث من خلال الإبداع كمفهوم وأسلوب وممارسة، ويرون أن إقحام الإبداع في الشأن التراثي يؤدي إلى نسف كينونة ومكانة التراث.

الإبداع في التراث.. نهج متوارث


وأشار المسلم إلى أن الآباء والأجداد اعتمد أسلوب حياتهم على استخدام العديد من الوسائل التقليدية والمقتنيات القديمة في البيوت والمزارع والسواحل، إلاّ أنهم لم يغلقوا الباب أمام الأدوات الجديدة والمواد الخام التي تساعدهم في تطوير حياتهم وتحقيق المنفعة لهم، فعلى سبيل المثال تطورت حبال السفن من الألياف البسيطة المصنوعة من سعف النخل (الليف) إلى حبال الكومبار التي كانت تستورد من شرق أفريقيا وصولاً إلى استخدام حبال النايلون، وكذلك الحال في الشباك المعدنية (القراقير)، التي كانت تربط بالعلاّقة المصنوعة من كرب النخل بهدف إنزالها إلى الماء، وبمرور الوقت تم استخدام مادة الفلين بدلاً منها، وينطبق الحال نفسه على إعادة استخدام الأزياء والملابس التراثية القديمة، والعادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة، لافتًا إلى إمكانية قبول استخدام المواد الخام الجديدة لأهداف وظيفية، دون إلغاء الأصل، وهو ما ينطبق بصورة مقارنة في تطور الحرف التقليدية والأدب الشعبي، وكذلك الفنون التشكيلية التي مرت بأطوار ومراحل عديدة، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الحداثة.

المحافظة على القواعد والأصول

وأوضح أن التراث المستدام يستوعب التطور والتجديد والإبداع طالما حافظ على القواعد والقوالب الأساسية والصورة الواقعية له، ولم يخرج عن مفهومه الأصلي، حيث لا يمكن قبول مفاهيم ما بعد الحداثة التي تنسف كل الأساسات القيمية والبديهيات المعرفية والتراثية والإبداعات البشرية السابقة، بل وتسعى للعودة إلى البدائية الأولى، من خلال التخلص من الإرث الإنساني القديم.

وأكد رئيس معهد الشارقة للتراث أن التطور الحاصل في فعاليات وأجنحة أيام الشارقة التراثية خير مثال على إمكانية تبني مفاهيم الإبداع في الجوانب التراثية، حيث تتضمن النسخة الحالية عدة مشاهد ومظاهر في هذا الاتجاه، ومن ذلك معرض (تراث من ذهب) الذي يقدم تجربة جميلة في إعادة استخدام المنمنمات والزخارف.

الدكتور ماجد أبوشليبي قدم في مداخلته مقارنة نوعية حول المدن المبدعة وتجربة مدن إمارة الشارقة في الحفاظ على التراث الإسلامي والعربي، حيث أوضح إن الحديث عن الفعل الإبداعي على مستوى التطور الحضري والعمراني يرتبط بعدد من المضامين ذات العلاقة بالتراث ومنها مصطلحات الإبداع والاستلهام والتوظيف وغيرها.

ولفت بوشليبي في حديثه إلى عبقرية المكان في منطقة الشارقة القديمة، والتي يضمها قلب الشارقة الآن، وتتجلى هذه العلاقة الإبداعية عندما نعود بالذاكرة إلى الإرهاصات الأولى في هذه البيئة المحدودة من حيث المساحة، والرحبة من حيث التنوع والحراك والنشاط في مختلف الجوانب، فهذه المنطقة والتي تسمى المريجة، شهدت أولى بدايات التعليم في الخليج، وفيها انطلق أول نادٍ ثقافي، وخرج منها أول إصدار إعلامي، وجرى فيها أول تصوير فوتوغرافي في حوالي عام 1860م، وضمت أول سوق ذات بناء في الشارقة، بل كانت ساحة للباعة المتجولين، ووجهة لأصحاب الصناعات التقليدية والحرف، وواحة للشعراء، وملتقى للكثير من القوافل العابرة من شرق الإمارات وغربها.

"الأيام التراثية" تشهد توقيع كتاب "بنات واق واق وحكايات أخرى" 

ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية في دورتها العشرين والمقامة حالياً في ساحة التراث بمنطقة الشارقة القديمة في قلب الشارقة، وقع سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية، مساء يوم أمس الثلاثاء في متحف بين النابودة، كتابه الذي يحمل عنوان (بنات واق واق وحكايات أخرى)، وبحضور لفيف من الأدباء والخبراء في التراث والشعر والثقافة.

يضم الكتاب في مجلد ضم 30 قصة وحكاية شعبية مختلفة من تراث دولة الإمارات، من بينها قصة (بنات واق واق) والتي حمل الكتاب عنوانها، وجاءت كل قصة في كتيب صغير مستقل، لتيسير اقتنائها وقراءتها من قبل الأطفال والأمهات، حيث تأتي مجموعة هذه القصص والحكايات في قالب تشويقي يحفظ التراث الشفاهي وأسلوب رائع يثري المخيال الشعبي في أذهان الأطفال، وتربطهم بموروثهم الشعبي على امتداد وطنهم، وتعيد طرق تفكيرهم في عاداتهم وتقاليدهم التي يمارسونها بالمقارنة مع مضامين هذه القصص التي تغوص في فترات زمنية يعود بعضها لسنوات ما قبل النفط.

تزخر القصص التي تضمنها كتاب الدكتور المسلم بالعديد من المفردات الشعبية والكلمات التراثية الأصيلة، التي يمكن للأطفال استعادتها وقراءتها من جديد، ويجعلهم على صلة بماضيهم الجميل وتجارب الأجداد وتعاملهم مع قسوة الظروف وصعوبات الحياة.

أروقة ترميم المخطوطات
وفي سياق متصل، وقعت مساعدة خبير ترميم المخطوطات بمعهد الشارقة للتراث موزة الغفلي كتابها الموسوم (أروقة ترميم المخطوطات)، والذي تجمع فيه خلاصة تجربتها العملية على مدار 5 سنوات، من خلال عملها في قسم ترميم المخطوطات بالمعهد، حيث استقت منه هذا العلم وطورته بالمعرفة التي اكتسبتها من خلال التعامل مع حالات مختلفة من المخطوطات التي ترد لهذا القسم.

وتعود فكرة إصدار الكتاب بحسب موزة الغفلي إلى ندرة المراجع المتوافرة في المكتبة العربية في مجال ترميم المخطوطات، لذا جاء الكتاب ليسد فجوة وبأسلوب مبسط في التعريف بهذا الفن، ومراحله المختلفة، ابتداءً من التعقيم ثم المعالجة الكيميائية والترميم بشقيه اليدوي والآلي مرورًا بجمع الملازم وخياطتها وصناعة الغلاف وترميمه، وانتهاءً بالصندوق الخاص للحفظ. ويركز الكتاب على التعريف بالمخطوط وبيان فن الخط العربي وأنواعه في المخطوطات الإسلامية، كما تفرد المؤلفة جزءًا لشرح المكونات المادية للمخطوط عند العرب، واستعراض عوامل تلف المخطوط وطرق الحماية منها، ثم عمليات المعالجة للمخطوطات المصابة.

جلسة أكاديمية تستعرض استخدامات الذكاء الصناعي في المؤسسات التراثية

نظمت الإدارة الأكاديمية بمعهد الشارقة للتراث محاضرة في متحف بيت النابودة ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال المؤسسات التراثية والمتاحف وكيفية توظيفها في هذا المجال.
قدم المحاضرة الأستاذ الدكتور عصام فرج النجدي استشاري متاحف ومواقع عالمي، ومؤسس ورئيس (معاً من أجل التراث) ومقرها في كل من الشارقة ومصر.

تناول المحاضر خلال حديثه التعريف بالذكاء الاصطناعي واستعراض مجالاته وتطوره التاريخي بشكل موجز، إلى جانب التطرق إلى أهم التطبيقات المستخدمة في الوقت الراهن في هذا المجال بالإضافة إلى التطبيقات المستقبلية، ومدى ارتباط ذلك بالإبداع والملكية الفكرية.

من جانب آخر، استضاف مركز التراث العربي، وضمن فعاليات "الأيام"، محاضرة حول البن الخولاني قدمها الأستاذ عبد الله بن كليب من هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية.

تحدث المحاضر حول نجاح المملكة في تسجيل البن الخولاني السعودي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، باعتبارها خطوة تدعم التراث السعودي، وتنتقل به إلى العالمية، كما استعرض الخطوات والإجراءات التي نفذت في سبيل تسجيل هذا العنصر الثقافي المهم.

حارة الخبازين تستعرض بانوراما شعبية حية للخبز بأيام الشارقة التراثية

نعم، هو خبز، لكنه ذوق، وغذاء، وثقافة، وتراث، هذه المفاهيم هي أول ما يتبادر إلى أذهان الزائرين لحارة الخبازين المقامة على أرض فعاليات أيام الشارقة التراثية، وهم يجولون بين دكاكين الخبازين التي يعمل أصحابها بدأب لتأمين الكميات المطلوبة للزائرين، دون أن يؤثر فيهم توقف لحظات معينة للإجابة عن أسئلة الضيوف والزائرين حول بيان طعم كل خبز، وطبيعة مكوناته، ومسمياته، وتاريخه، وسبب الإقبال الشعبي عليه في هذا البلد أو ذاك.

قال المنسق العام لأيام الشارقة التراثية النسخة الـ20، أبو بكر الكندي:" الحديث لا يتوقف عن الخبز لاسيما إذا انتقلنا الى الذكريات والحكايات التراثية وما حفلت به من الصور والمواقف والشواهد على أهم مكونات المائدة، بل إلى الكتب والصحف والمصادر الكثيرة التي الهمت الشعراء والأدباء والكتاب الذين تحدثوا عن الخبز، وهو ما أضاف لأيام الشارقة التراثية نكهة أخرى وهي تعزز ثقافة الزائرين بالإطلاع على عالم الخبز الواسع، واثره في حياة وتراث الشعوب".

حارة الخبازين المؤلفة من سبعة دول مشاركة هي كل من: الإمارات، والعراق، والمغرب، واليمن، والبحرين، ولبنان، والهند، وإيران، تطل عليك بعشرات الأنواع من الخبز، ذوقاً، وشكلاً، وتكويناً، وتقدم مجموعة أخرى من الأسماء التي تميز كل خبز عن غيره، فهناك: الرقاق، والساج، والعروق، والمسمن، والرغايف، والبراتا، والبوري، والجباتي، والدوسا، والخميري، والملوح، والسباي، والمكصكص، والخنفروش، وأنواع المخلوطات الغذائية التي يشكل الخبز أبرز مكوناتها كالشاورما وخبز الدجاج، وغيرهما.
 
March 08, 2023 / 11:38 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.