جار التحميل...
الشارقة 24:
نظم معهد الشارقة للتراث، مؤتمراً صحافياً خاصاً، في مقر مركز التراث العربي التابع للمعهد، للكشف عن تفاصيل الدورة الثانية والعشرين من أيام الشارقة التراثية، والتي تنطلق في 12 فبراير 2025 وتستمر حتى 23 من الشهر نفسه، لتقدم نسخة استثنائية تحت شعار "جذور"، لإبراز أصالة التراث الإماراتي، وتسليط الضوء على عمق الامتداد الثقافي والتاريخي الذي يربط الماضي بالحاضر، من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التراثية، التي تحتفي بالعادات والتقاليد والموروث الثقافي، في مشهد يجسد الهوية الوطنية ويعزز التواصل بين الأجيال.
وستمتد فعاليات الأيام هذا العام، إلى سبع مدن في إمارة الشارقة، حيث تبدأ في مدينة الشارقة من 12 إلى 23 فبراير المقبل، وتتوزع لاحقاً في مدن خورفكان، ومليحة، والحمرية، والذيد، وكلباء، ودبا الحصن، مما يمنح الزوّار فرصة استكشاف جوانب مختلفة من التراث في بيئات متنوعة.
وأكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن "أيام الشارقة التراثية"، تعكس رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الثقافية للأجيال القادمة، وأضاف أنه منذ انطلاقتها، شكلت أيام الشارقة التراثية، منصة عالمية لصون التراث الإنساني، حيث لا تقتصر على إبراز الموروث الإماراتي فحسب، بل تسهم في مد جسور التواصل مع ثقافات العالم المختلفة، وفي هذه الدورة، نواصل تقديم تجربة ثرية تتجاوز الاحتفاليات التقليدية، إلى تجربة متكاملة تدمج بين التراث والفكر والثقافة والتفاعل الجماهيري، ضمن برامج متنوعة تناسب جميع الفئات العمرية، حيث يعكس شعار "جذور" أهمية التراث كجذور ثابتة تنبثق منها هويتنا وثقافتنا، وهو تجسيد لروح الانتماء والعراقة التي تُثري حاضرنا وتُضيء مستقبلنا".
وتابع سعادته، ونحن سعداء بأن نرى هذا الحراك الثقافي الهائل، حيث تشهد الدورة الـ22 مشاركة قياسية من الدول والجهات الأكاديمية والمؤسسات الدولية، مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذا الحدث الذي أضحى من أبرز التظاهرات التراثية على مستوى العالم العربي، والجديد في هذه النسخة يتمثل في تعزيز التجربة التفاعلية للزوّار، عبر استحداث مساحات جديدة للفعاليات، وإطلاق مشاريع ثقافية نوعية مثل "سوق الكتبيين"، واحتفالية "مئوية المكتبات"، إضافةً إلى توسيع نطاق مشاركة الفرق الشعبية والحرفيين والفنانين، لإثراء المشهد التراثي بطريقة إبداعية.
من جانبه، أوضح أبو بكر الكندي المنسق العام لأيام الشارقة التراثية قائلاً: نعمل في معهد الشارقة للتراث، على تطوير هذه التظاهرة سنوياً، لتكون منصة تعليمية ومعرفية تحتفي بالماضي، وتحاكي الحاضر، وتواكب المستقبل، وندعو الجميع للمشاركة في هذه الاحتفالية الفريدة، والاستمتاع بتجربة استثنائية تنبض بروح التراث الأصيل، وبهذه الروح المتجددة، تستعد إمارة الشارقة لاستقبال زوّارها في أيام الشارقة التراثية 2025، التي تعدّ واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، ووجهة عالمية تجمع بين التراث والحداثة، في احتفالية تحتفي بالجذور، وترسم معالم المستقبل.
وأشار الكندي، إلى أن هذه الدورة ستشهد مشاركة واسعة من أكثر من 26 دولة، من بينها دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مجموعة من الدول العربية والدولية، مثل المغرب، وفلسطين، والعراق، ومصر، وسوريا، والصين، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وجورجيا، وهولندا، ما يعزز البعد العالمي للمهرجان، ويؤكد مكانة إمارة الشارقة كعاصمة للثقافة والتراث الإنساني.
كما تشارك في الحدث، 46 جهة حكومية محلية مشاركة وداعمة ودولية، تشمل مؤسسات أكاديمية، ووزارات، وهيئات ثقافية وتراثية، إضافةً إلى منظمات عالمية كاليونسكو، وإيكروم - الشارقة، والمنظمة الدولية للفنون الشعبية (IOV)، والمجلس الدولي لمنظمات مهرجانات الفولكلور (CIOFF)، وغيرها، مما يعكس الزخم الكبير الذي يحظى به الحدث على المستويين المحلي والدولي.
وتتضمن الفعاليات الجديدة في هذه الدورة، العديد من الإضافات المتميزة، أبرزها افتتاح "ساحة السور" كمساحة إضافية للفعاليات، واحتفالية مئوية أول مكتبة في الشارقة منذ عام 1925، وإطلاق "سوق الكتبيين"، الذي يضم أكثر من 12 مكتبة و6 دور نشر، إلى جانب استضافة 150 حرفياً من مختلف أنحاء العالم، كما ستشهد الدورة أكبر عرض لفرقة العيالة بمشاركة 300 فنان شعبي، بالإضافة إلى مجموعة من العروض المسرحية والتراثية، مثل "أوبريت سيمفونية النخلة"، وعرض مسرحية "مواعيد عرقوب"، ومسرحية الأطفال "جزيرة الأماني"، فضلاً عن "سينما الأيام" التي تستعرض أفلاماً ذات طابع تراثي وثقافي.
كما تحتضن الأيام بطولة "الدامة الخليجية الثامنة"، إضافةً إلى ثلاثة معارض رئيسة، وهي معرض "جذور"، الذي يستعرض تاريخ إمارة الشارقة من خلال محطات رئيسة تشمل التعليم، والأسواق، والعلاج التقليدي، ومعرض "عطور عبر العصور"، الذي يوثق تطور صناعة العطور عالمياً، ومعرض "قرن من المكتبات"، الذي يحتفي بتاريخ المكتبات في الشارقة منذ عام 1925، ومعرض القضاء بدولة الإمارات بين الماضي والحاضر، ومعرض شجرة الرولة.
وفيما يتعلق بالفنون الشعبية، تشارك 35 فرقة شعبية، تشمل فرقاً عربية وإماراتية ودولية تمثل دولاً مثل الهند، وروسيا، وجورجيا، ومقدونيا، ومونتينيغرو، لتعكس تنوع الفلكلور العالمي وتفاعل الثقافات المختلفة.
ولتعزيز البُعد الثقافي، يقدم المهرجان، برنامجاً فكرياً غنياً، يشمل 14 محاضرة أكاديمية و15 حفل توقيع وإطلاق كتب جديدة، إضافةً إلى فعاليات المقهى الثقافي، والمدرسة الدولية للحكاية، ما يتيح للباحثين والمختصين منصة للحوار حول التراث وقضاياه المعاصرة.
ولتقديم تجربة مميزة للزوّار، تم تطوير العديد من الخدمات، مثل إضافة 500 موقف جديد للسيارات، وتوفير قطار "الأيام" لنقل الزوّار، إلى جانب دعم لوجستي متكامل يشمل الأمن، الإسعاف، والدفاع المدني.