جار التحميل...
الشارقة 24:
إيماناً بأهمية حماية التراث الثقافي وصونه للأجيال القادمة، وإدراكاً للتحديات التي يفرضها العصر الرقمي، نظم معهد الشارقة للتراث، جلسة ثقافية متميزة، بعنوان "مستقبل التراث الثقافي في عصر متغير"، وذلك ضمن برنامجه الثقافي المصاحب لمشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.
وشهدت الجلسة، مشاركة سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور أحمد بهي الدين العساسي رئيس الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، والدكتورة سمر سعيد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، فيما أدار الجلسة الدكتور مني بونعامة مدير إدارة المحتوى والنشر بالمعهد، وسط حضور واسع من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بمجال التراث.
وأكد سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، أن حماية التراث الثقافي في المجتمعات العربية باتت مسؤولية ملحّة تتطلب تكاتف الجهود وتعزيز الوعي بأهمية الموروث الحضاري، وأشار إلى أن المدنية الحديثة، رغم ما تحمله من تطورات إيجابية، قد ألقت بظلالها على الشخصية العربية وتقاليدها الأصيلة، مما يستدعي العمل على استراتيجيات تحفظ الهوية الثقافية وتعيد الاعتبار للممارسات التراثية في سياقات معاصرة.
وأضاف سعادته، أن المؤسسات الثقافية، بما تملكه من دور محوري في صون التراث، مطالبة اليوم ليس فقط بحماية هذا الموروث من الاندثار، بل أيضاً بإيجاد آليات مبتكرة تضمن استمراريته في الذاكرة الجمعية للأجيال القادمة، وشدد على ضرورة دمج التقنيات الحديثة ووسائل الإعلام الرقمية في الترويج للتراث، وجعله عنصراً حياً ومتفاعلاً مع مستجدات العصر، لافتاً إلى أن الحلول التقليدية لم تعد كافية لمواجهة التحديات المتسارعة التي تواجه الموروث الثقافي، في ظل العولمة والانفتاح التكنولوجي، كما أن العمل على تأصيل التراث العربي لا يقتصر على التوثيق أو الحفظ فحسب، بل يمتد إلى إعادة إحيائه عبر مبادرات فاعلة تسهم في تعزيز ارتباط الأفراد به، وتدعم جهود البحث العلمي، وتمكّن الأجيال الجديدة من التفاعل معه بطرق مبتكرة ومؤثرة، مما يجعله جزءًا أصيلًا من نسيجهم الثقافي والاجتماعي.
من جهته، استعرض الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، التحديات التي تواجه التراث الثقافي في ظل التحولات الرقمية، مشيراً إلى خطورة التشويه والتحريف الذي قد يلحق بالمحتوى التراثي بسبب عدم توثيقه علمياً، وإلى ضرورة وضع آليات تحمي الإرث الثقافي من الاستغلال غير المدروس.
بدوره، تناول الدكتور أحمد زايد، استراتيجيات الحفاظ على التراث العربي في ظل المتغيرات المتسارعة، مؤكدًا أهمية توثيق التراث بأساليب علمية دقيقة، والاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة لنقل الموروث الثقافي إلى الأجيال القادمة بطريقة تفاعلية تواكب العصر.
من جانبها، تناولت الدكتورة سمر سعيد تأثير التطور الرقمي على التراث، مؤكدة أهمية الاستفادة من وسائل الإعلام الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي في نشر الثقافة التراثية، مع إشراك المؤثرين الرقميين في حملات التعريف بالموروث الشعبي، بما يسهم في جذب الأجيال الجديدة نحو الاهتمام بالتراث والحفاظ عليه.
واختتمت الجلسة، بفقرة فنية قدّمتها فرقة النيل الشعبية، حيث استمتع الحضور بأداء غنائي أصيل استحضر روح الموروث الثقافي المصري، ليشكل ختاماً مميزاً لجلسة أثرت النقاش حول أهمية حماية التراث الثقافي، وتعزيز حضوره في عصر التحولات المتسارعة.