جار التحميل...
ويأتي هذا المهرجان السنوي ترجمةً حقيقيةً لاهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورعايته للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأكيده الدائم على ضرورة تسخير كافة الإمكانات لخدمتهم ودعمهم في مختلف مجالات الحياة.
انطلق مهرجان سنابل المحبة الذي تنظمه مدرسة الوفاء لتنمية القدرات التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لأول مرة عام 1998، ويأتي تنظيمه في إطار دعم جهود دمج الطلبة ذوي الإعاقة مع أقرانهم الأصحاء، إلى جانب ترسيخ روح التفاعل والمشاركة المجتمعية تجاههم، وتحفيز أفراد المجتمع على المشاركة في دعمهم وتعليمهم.
وتجدر الإشارة إلى أنّه يجري تخصيص ريع المهرجان لدعم الأنشطة التعليمية والتربوية المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير البرامج والخدمات التي تقدمها مدرسة الوفاء لتنمية قدرات طلبتها وتحسينها، بما يتماشى مع أفضل الممارسات المعتمدة في الميدان التربوي، وقد حقق المهرجان نتائج مميزة في مختلف دوراته على مدى سنوات.
وقد خصّص ريع الدورة 22 على سبيل المثال، لتغطية الرسوم المدرسية لـ 30 طالباً من طلبة المدرسة من الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية.
بينما في دورات سابقة -على سبيل الذكر لا الحصر- جرى تخصيص جزء من ريع المهرجان لشراء روبوت تفاعلي، بهدف دعم الطلبة من ذوي الإعاقة، وتدريبهم وتنمية مهاراتهم اللغوية والاجتماعية والمعرفية، وجرى أيضاً في إحدى الدورات شراء أجهزة خاصة ووسائل تعليمية لازمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتطوير المناهج، وتطوير غرف الحاسوب، وغيرها الكثير، في خطوة تعكس الرسالة القيّمة التي يحملها المهرجان والجهود المبذولة لدعم تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة.
يشكّل مهرجان سنابل المحبة محطة سنوية بارزة تعبّر عن الالتزام بالعمل المجتمعي والإنساني، من خلال فعاليات متنوّعة تعزّز قيم التضامن والتكافل، وتسهم في خلق بيئة تفاعلية تجمع بين الترفيه والرسائل الهادفة، وتتضمن هذه الفعاليات ما يأتي:
يبرز ضمن فعاليات المهرجان ركن خاص لعرض وتسويق الأعمال الفنية للطلبة، مما يُتيح لهم مساحة للتعبير عن مواهبهم، وربط جهودهم الإبداعية بجمهور أوسع.
يضمّ المهرجان مجموعة من الأكشاك المتنوعة التي توفّر للزوار تجربة تسوّق مميزة، تشمل بيع المأكولات والمشروبات بمشاركة عدد من المطاعم الخارجية، إلى جانب عرض مجموعة من البضائع المختلفة.
استطاع الركن التراثي الإماراتي المُقام في المهرجان أن يخطف الأنظار بأجوائه الأصيلة؛ إذ يستعرض ملامح من الموروث الشعبي المحلي، ويعكس جزءاً من الهوية الثقافية الوطنية بأسلوب تفاعلي ومحبّب.
يوفر ركن الطيور وأسماك الزينة فرصة مشاهدة هذه الكائنات الجميلة عن قرب، كما يتوفر ركن خاص للزراعة، مما يُضفي طابعاً حيوياً على أجواء المهرجان، ويجذب اهتمام الأطفال بشكل خاص.
يُقدّم المهرجان أيضاً مجموعة من الأنشطة الترفيهية والألعاب المتنوّعة التي تستهدف الأطفال والعائلات، تساهم في إضفاء أجواء من البهجة والمُتعة، وقضاء أجمل الأوقات، الأمر الذي يرسخ البُعد الترفيهي للمهرجان إلى جانب هدفه المجتمعي ورسالته السامية.
ختاماً، يتجلّى في مهرجان سنابل المحبة المعنى الحقيقي للشراكة المجتمعية التي تصنع الفارق في حياة الأفراد، وتحديداً من الأفراد ذوي الإعاقة، فالمهرجان لم يكن مجرد فعالية عابرة، بل رسالة حيّة تعبّر عن وعي المجتمع والتزامه بدعم التعليم الشامل وتعزيز فرص التمكين، ومع كلّ "سنبلة" زرعت في هذا المهرجان ينمو أمل جديد، ويُبنى مستقبل واعد للأشخاص ذوي الإعاقة.
المراجع
[1] sharjahevents.ae, مهرجان سنابل المحبة
[2] schs.ae, مهرجان سنابل المحبة
[3] schs.ae, سنابل المحبة.. لتطوير الخدمات في مدرسة الوفاء
[4] sharjah24.ae, محمد بن حميد القاسمي يفتتح الدورة الـ21 من مهرجان "سنابل المحبة"