مهرجان القمح بمليحة.. احتفاء بخيرات الأرض وكنوزها

ويُذكَر في هذا الصدد أنّ مزرعة القمح في منطقة مليحة تعدّ من مشروعات الأمن الغذائي التي وجّه بها ودشّنها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لإنتاج أجود أنواع القمح، الأمر الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي يملكها هذا المحصول الغذائي؛ إذ يعدّ كنزاً ذهبياً لا بدّ من الاهتمام به بشتى الطرق.

أهداف مهرجان القمح: رؤية طموحة لخدمة الوطن والإنسان

ينطلق المهرجان من رؤية استراتيجية تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الزراعة المستدامة، وتعزيز الوعي بأهمية الأمن الغذائي على المستوى المحلي، كما تتمثل أبرز أهدافه في دعم جهود إمارة الشارقة للحفاظ على الثروات الطبيعية وبناء منظومة زراعية متكاملة تحقق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية وعلى رأسها القمح.

كما يُعد مهرجان القمح منصة لتشجيع أفراد المجتمع على بدء مشاريعهم الزراعية خاصة الزراعة العضوية، بالإضافة إلى تمكين المزارعين المحليين والأسر المنتجة من عرض وتسويق منتجاتهم، ونقل خبرتهم الزراعية للآخرين، مما يسهم في رفع مستواهم المعيشي، ويعزز من ثقافة الاعتماد على الإنتاج الوطني، وبالتالي يحقق بيئة اجتماعية حيوية وصحية.

فعاليات مهرجان القمح: تجربة غنية وفريدة

أقيم مهرجان القمح بدورته الأولى لمدة شهرين من ديسمبر عام 2024 حتى فبراير عام 2025، وقدّم تجربةً غنيةً عن الزراعة تجمع بين التعليم والترفيه، وخاطب مختلف شرائح المجتمع وسط أجواء شتوية دافئة، ويتميز هذا الحدث بتقديم أنشطة وفعاليات متعددة تعكس الطابع الزراعي والثقافي للمنطقة، وتتمثل أبرز هذه الأنشطة بتقديم عروض حية لعمليات حصاد القمح وطحنه بأسلوب تفاعلي يقرب الحضور من تفاصيل العمل الزراعي.

ويتضمن المهرجان أيضاً ورشات تعليمية تهدف إلى تعليم أساسيات الزراعة المستدامة والتثقيف بالممارسات البيئية الواعية وأهمية الثروة الطبيعية، إلى جانب تقديم أركان مخصصة للأطعمة التراثية، وسوق لمنتجات القمح والمنتجات المحلية الأخرى، والذي يوفر مكاناً للمزارعين والأسر المنتجة لعرض سلعهم مثل؛ العطور والبخور، والزيوت الطبيعية، وغيرها.

وفي نسخته الأولى، لم تغب الأجواء الاحتفالية عن المهرجان؛ فقد أضافت العروض الموسيقية والفنية الحية طابعاً حيوياً تفاعل معه الجمهور، وأكدت إدارة المهرجان الرؤية المستقبلية للنسخ المقبلة بحيث تضم المزيد من الفعاليات الثقافية والمعرفية المتخصصة بالمجال الزراعي والغذاء الصحي.

هذا وتضمّن المهرجان أيضاً ركناً يضمّ بعض أنواع المأكولات والمشروبات، كما حرصت اللجنة المنظمة على توفير جولات مجانية بالباص السياحي في عطل نهاية الأسبوع لزيارة مزرعة القمح، إضافة إلى تجهيز مرافق وخدمات لوجستية تضمن راحة الزوار وسهولة تنقّلهم داخل موقع المهرجان.

دور مهرجان القمح في دعم الاقتصاد المحلي: سنابل تنمو واقتصاد يزدهر

يسهم مهرجان القمح في تنشيط الاقتصاد المحلي؛ فهو يوفر فرص بيع حقيقية تعزز الدخل المحلي، ويشجع على الاستثمار الزراعي من خلال إبراز الجهود المبذولة في زراعة القمح، إضافة إلى ذلك يساعد الترويج الثقافي والسياحي للمهرجان على إقبال الجماهير الذي ينعش بدوره عملية بيع المنتجات المحلية، إلى جانب ذلك يعد المهرجان وجهة مهمة لأصحاب المشاريع الصغيرة لتوسيع دائرة جمهورهم المحتمل، مما يحسن الحركة الاقتصادية المحلية بشكل عام.

ختاماً، يعد مهرجان القمح بمليحة مبادرة متكاملة تهدف إلى التوعية بأهمية الزراعة، والاحتفاء بالتراث المحلي، وغرس مفاهيم الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، وذلك من خلال دعم المزارعين والأسر المنتجة، والترويج للمنتجات الوطنية والعضوية، كما ينعش المهرجان الجانب الاقتصادي والسياحي لإمارة الشارقة عبر الفعاليات والأنشطة المتنوعة.

المراجع

[1] sdc.gov.ae, «الوسطى» تواكب فعاليات مهرجان القمح في مليحة و«الشرقية» تسلط الضوء على الخدمات الاجتماعية بكلباء 
[2] sharjah24.ae, الأسر المنتجة بـ "اجتماعية الشارقة" تشارك في مهرجان القمح
[3] u.ae, مزرعة القمح في منطقة مليحة