جار التحميل...
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بيت الشعر في الشارقة عام 1997 م؛ انطلاقاً من إيمانه العميق بأنّ الشّعر يشكّل رافداً مهماً من روافد الثقافة العربية، وقد جاء بيت الشعر تعبيراً عن رغبة صادقة في دعم الشعراء من هواة ومحترفين على المستويين المحلّي والعربي؛ ليكون منبراً للكلمة الفصيحة، وتكون إمارة الشارقة قِبلةً ثقافيةً يقصدها عُشّاق القصيدة العربية.
ويقع المقر الرئيسي الجديد لبيت الشعر -الذي افتتحه صاحب السمو حاكم الشارقة عام 2024- في منطقة قلب الشارقة التراثية، وهو ما يمنح البيت بُعداً رمزياً بين الأصالة والتجديد، ويتبع بيت الشعر دائرة الثقافة في الشارقة، ويجري تنسيق الفعاليات، والورش، والأمسيات الشعرية عبر إدارة متخصصة بالشعر والأدب تبذل جهداً كبيراً في التخطيط للبرامج المختلفة، والتواصل مع الشعراء العرب.
تتمثل أهم أدوار بيت الشعر في الشارقة بأنه منح الشعراء العرب مساحةً حرّةً للتعبير عن أنفسهم، والتفاعل مع الجمهور، والانخراط في أنشطة أدبية متنوعة، وهي على النحو الآتي:
يعدّ منتدى الثلاثاء نشاطاً أدبياً ثقافياً يتكرّر كل أسبوع في بيت الشعر في الشارقة، يتضمن تنظيم أمسيات شعرية تُمكّن الشعراء من مختلف أنحاء الوطن العربي من عرض نصوصهم وإنتاجهم الشعري على الجمهور، وتقديم الأصوات الشعرية الجديدة والمواهب الواعدة، وتتيح الفرصة للتفاعل الحي بين الشعراء والجمهور.
يُولي بيت الشعر في الشارقة اهتماماً خاصاً بتنمية الذائقة الأدبية لدى مختلف فئات المجتمع؛ إذ يقدّم ضمن فعالياته وأنشطته المتنوّعة المستمرة ورشة فن الشعر والعروض، والتي تهدف إلى الغوص في أعماق بنية القصيدة العربية، والتعرّف إلى أوزان الشعر العربي وعلم العروض والقوافي، والتوعية حول الأخطاء التي قد يقع فيها الشاعر في هذا الجانب وتجنُّبها.
تصدر عن بيت الشعر شهرياً مجلة القوافي، وهي مجلة متخصصة في الشعر العربي الفصيح ونقده، وتهدف المجلة إلى توثيق حركة الشعر العربي المعاصر، وإحياء التراث الشعري، ونشر عدد من القصائد، وتقديم مقالات نقدية ودراسات أدبية.
كما تُجري المجلة حوارات مع شعراء من الوطن العربي لتسليط الضوء على تجاربهم وخلفياتهم الفكرية والثقافية، وأيضاً تُولي أهميةً خاصّةً لتقديم الشعراء الجدد، وتفتح مساحةً للقرّاء والنقّاد لمشاركة الآراء وتبادل المعرفة الشعرية.
تُقام في بيت الشعر إلى جانب ما سبق ذكره الندوات الفكرية بشكل دوري، والحوارات والنقاشات المنوّعة التي تضجّ بها المجالس حول موضوعات الأدب والشعر، كما يوفر مكتبات متخصصة، وجوائز ثقافية؛ لتحفيز القراء والكتاب في مجال الشعر.
ويساهم بيت الشعر أيضاً في طباعة دواوين الشعراء ونشرها، في خطوة تهدف إلى تبنّي الأقلام الجديدة التي تمتلك الموهبة وتحتاج لمن يطلقها للقارئ العربي، إلى جانب تقديم ورش عمل تدريبية تهدف إلى تطوير المهارات التقنية والفنية للشعراء، سواء في مجال الكتابة، أو الإلقاء الشعري، أو تذوق النصوص الشعرية.
يحظى بيت الشعر في الشارقة بأهمية استثنائية لعدة أسباب منها؛ دوره في الحفاظ على الهوية الثقافية؛ إذ تسهم الأنشطة والإصدارات التي يتبناها بيت الشعر للمواهب المهتمة في كتابة الشعر وإلقائه في تنمية اهتمام الأجيال الجديدة باللغة العربية وزيادة ارتباطهم بها، إلى جانب دوره الحيوي في تجديد الخطاب الشعري، وتطوير أدواته بما يتلاءم مع روح العصر، وتوسيع دائرة المهتمين به والمتذوقين لجماله.
كما تحوّل مشروع بيت الشعر الذي انطلق من الشارقة إلى مبادرة عربية شاملة أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فقد تأسست بيوت شعر مكملة لهدف بيت الشعر في الشارقة في عدد من المدن العربية مثل؛ المفرق في الأردن، والأقصر في مصر، والقيروان في تونس، ونواكشوط في موريتانيا، وتطوان في المغرب، وغيرها، وقد ساهم هذا الانتشار في تعزيز الروابط بين الشعراء ومحبي الشعر في الوطن العربي.
ختاماً، يعد بيت الشعر في الشارقة نموذجاً ناجحاً للمؤسسات الثقافية التي تسعى إلى دعم الشعراء والحفاظ على الثقافة العربية؛ فمن خلال جهوده الحاضرة وبرامجه المتنوعة أثبت أنه ليس فعالية عابرة، وإنما مدرسة شعرية وأدبية معاصرة تجمع بين الأصالة والتجديد، وتفتح أبوابها لكل موهبة عاشقة لهذا الفن الأدبي العريق.
المراجع
[1] sdc.gov.ae, مواسم المطر وتجليات الوطن في بيت الشعر بالشارقة
[2] sharjah24.ae, سلطان القاسمي يفتتح المقر الجديد لبيت الشعر بمنطقة قلب الشارقة
[3] alqasimia.ac.ae, بيت الشعر في الشارقة يحتفي باليوم العالمي للشعر