نظمت دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، بالتعاون مع نادي موظفي حكومة الشارقة، اللقاء الثاني من "حوارات الشارقة"، في مشروع "شجر" بمنطقة الجادة في المدينة، أكد فيه عدد من الخبراء، أن الزراعة العضوية هي زراعة الآباء والأجداد، وأن المزارع المنزلية المصغرة تعزز الصحة النفسية والتماسك الأسري.
الشارقة 24:
أكد عدد من الخبراء في الزراعة العضوية والغذاء الصحي، أن الزراعة العضوية هي زراعة الآباء والأجداد، وليست مصطلحاً مستورداً من الخارج، وهي عنصر يعود بالمجتمعات إلى إيقاع الحياة الهادئ والصحي، وأن المزارع المنزلية المصغرة تعزز الصحة النفسية والتماسك الأسري، مشددين على أن الصحة هي حالة من التوازن والانسجام بين كل عناصر الكيان البشري، من الجسم والعقل والروح والمشاعر.
جاء ذلك خلال اللقاء الثاني من "حوارات الشارقة"، الذي نظمته دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، بالتعاون مع نادي موظفي حكومة الشارقة في مشروع "شجر" بمنطقة الجادة في الشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن عبد الله بن سالم القاسمي مدير الدائرة، وسعادة أحمد حمد السويدي رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من مديري الإدارات والموظفين والمهتمين بالزراعة العضوية والمستدامة.
التربة أساس الدورة الغذائية
وتحدث في الجلسة الأولى التي حملت عنوان: "الزراعة العضوية... تعزيز الاستدامة الغذائية: بدءاً من التربة وصولاً إلى الطعام المأكول" سعيد الرميثي، سفير اليونيسيف لتغير المناخ وشريك مؤسس لـ"المزرعة العضوية"، وإيمان المري، خبيرة الزراعة العضوية المنزلية، حيث أكد الرميثي، أنه يسعى إلى توعية الناس لتبني مبادرة الزراعة العضوية وتحويل الأماكن غير المستغلة في منازلهم إلى مزارع مصغرة.
وأشار الرميثي، إلى أن التربة هي أساس الدورة الغذائية والفطرية، وأن الحفاظ عليها هو أساس الانتقال إلى زراعة مستدامة تحترم التوازن البيئي وتحمي الصحة، ونصح بألا يشتري صاحب المشروع الزراعي البذور من الأسواق، بل يختار أفضل الثمار التي لديه ويستخرج منها البذور لأنها تكون أكثر إنتاجية وتكيفاً مع البيئة المحلية.
المزرعة المنزلية راحة وتماسك أسري
بدورها، أوضحت إيمان المري، أن الزراعة العضوية هي شغفي وهوايتي ورسالتي للناس؛ إذ انطلقت فيها من عدم قناعتي بأن تربة الإمارات الصحراوية لا تصلح للزراعة، وأردت أن أثبت أن هذا شيء غير صحيح، فاكتشفت أن أرضنا مهيئة للزراعة، ولكن علينا أن نتعلم الطرق الصحيحة والمناسبة للظروف المناخية والبيئية التي نعيش فيها.
وأضافت المري، أن حدائق المنزل تؤثر بشكل كبير في جودة حياة العائلات والأطفال، وتساهم في تحسين المناعة وزيادة معدلات السعادة والراحة، كما أنها تعزّز التماسك الأسري عندما يتشارك الأفراد في مهام الزراعة والري والحصاد ويتمتعون بالنتائج؛ وأنا أرى في الزراعة العضوية إحياء للتربة وللكائنات المختلفة، وأعتقد أن عملي في إحياء الأرض هو من أعظم الصدقات التي يمكن أن أقدِّمها لنفسي وللآخرين وللكون.
تغذية الجسد والعقل والروح
وحملت الجلسة الثانية من لقاء "حوارات الشارقة"، عنوان "التناغم الصحي: تغذية الجسد والعقل والروح"، وشهدت مشاركة كل من ديمة خلف مؤسسة تطبيق Wellness by Dima، ومهدية الجد شريك مؤسس لحكمة، وشيرين الملا شريك مؤسس لحكمة، والشيف لوكا كوبري من مطعم Healthy Farm Eastery.
وسلط الشيف لوكا كوبري، الضوء على الطبيعة الشاملة لجودة الحياة، قائلاً: "الصحة لا تشمل فقط ما نأكله ولكن تضم أيضاً ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الأعشاب، حيث تكمّل الممارسات الصحية بعضها البعض"، وأضاف أن الحراك الذي يشجع على استهلاك المواد العضوية، والذي ظهر نتيجة الإفراط في استخدام المبيدات والهرمونات في الزراعة، يعني العودة إلى جذورنا الأصلية للزراعة الطبيعية، مشدداً على أن وجود شهادات "العضوية" على المنتجات يستلزم أن يضمن للمستهلكين خلوها من المواد الضارة.
الصحة… توازن الكيان البشري
من جانبها، قالت ديما خلف: إن الصحة لا تعني مجرد غياب المرض، بل هي حالة من التوازن والانسجام بين كل عناصر الكيان البشري، من الجسم والعقل والروح والمشاعر، وكمتخصصة تغذية شمولية، اهتم بتطوير وتحسين كل هذه العناصر بطرق طبيعية ومتكاملة، وهدفي هو مساعدة الناس على الوصول إلى مستوى عالٍ من العافية الشاملة، يمكنهم من خلاله تغذية أنفسهم بشكل صحيح ومتوازن، والاستمتاع بحياة سعيدة ومفعمة بالحيوية.
بدورها، أوضحت مهدية الجد، أن النباتات والأعشاب لها دور رئيسي في عملية الشفاء من الأمراض والمشاكل الصحية، وزيادة مناعة الجسم، بالتزامن مع اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، وإجراء تغييرات إيجابية في نمط الحياة، وحثت على أهمية الانخراط في العمل الخيري والتطوعي والمساهمة في خدمة المجتمع والمحتاجين، كجزء أساسي من الصحة الشاملة.
من ناحيتها، قالت شيرين الملا: إن الأعراض المرضية رسائل من الجسم تنبهنا إلى وجود خلل أو اضطراب في أحد عناصر الصحة الشاملة، سواء كان الجسدي أو النفسي، وعلينا الاستماع إلى هذه الرسائل والبحث عن الأسباب والعوامل المؤثرة فيها، والبحث عن الحلول والعلاجات المناسبة لها، بالاستعانة بالخبراء والمتخصصين.
تجارب المزارع الصغير
وشهد اللقاء الثاني من "حوارات الشارقة" أيضاً، جلسة بعنوان: "بصمة الأطفال الخضراء: تجارب المزارع الصغير"، سلط خلالها الطفل مصلح العرياني، ذو الـ8 أعوام الذي يمتلك مزرعة تنتج العديد من الخضار والفواكه، الضوء على مشروعه في استغلال مياه المكيفات في ري المزروعات، وأشار إلى أنه يطمح عندما يكبر للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي للدولة.
وفي ختام اللقاء الثاني من "حوارات الشارقة"، نظّم مشروع "شجر"، ورشة عمل قدمتها هبة إلياس منسقة مشتل "شجر"، تعرف خلالها المشاركون، على طرق الزراعة العضوية، واطلعوا على مشاريع المشتل في تعزيز هذا القطاع.