الشارقة تنشر ثقافة أهمية الحفاظ على البيئة لدى الأجيال الجديدة

ومن أبرز الأمثلة على الحملات البيئية التوعوية، والأنشطة، والورش التفاعلية الخاصة بأمور البيئة والحفاظ عليها، والتي استهدفت الأجيال الجديدة في إمارة الشارقة، ما يلي:

حملة "خضّرها": زراعة وتدوير وإبداع

أطلقت مؤسسة "أطفال الشارقة" التابعة لمؤسسة "ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين" عام 2024، في مركز الطفل بالبطائح، حملة بيئية وتوعوية بعنوان"خضّرها"، واستهدفت الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 عامًا، كما تجسّدت أهداف هذه الحملة في رفع مستوى الوعي الثقافي لدى المشاركين الصغار بشؤون البيئة والمخاطر المحيطة بها، بالإضافة إلى التركيز على زيادة شعورهم بالمسؤولية تجاهها؛ وذلك من خلال توجيههم للتوقّف عن الممارسات التي تلحق الضرر بالبيئة، وتعريفهم على الأساليب التي من شأنها تحقيق الاستدامة.

ضمّت هذه الحملة العديد من الفعاليات، والأنشطة، والرحلات العلمية، والمسابقات الممتعة بالنسبة للأطفال؛ كما ضمّت العديد من الورش مثل؛ الورش الزراعية بمساعدة مختصّين، وورشة "فن إعادة التدوير" التي تهدف إلى تعليم الأطفال كيفية ابتكار مشاريع لمجسمات بغرض تزيين الحدائق من مواد معاد تدويرها، بالإضافة إلى ورشة البستنة المختصة بكيفية زراعة الثمار ورعايتها لتنمو بصورة سليمة، وورشة النحل التي تخلّلها عدد من الأنشطة، لتعريف الطفل على إنتاج العسل وأهميته.

ومن الورش الأخرى التي قامت الحملة بتنظيمها، ورشة الزراعة العضوية التي تهدف إلى تعريف الأطفال بالأسمدة العضوية، وتأثيرها على التربة، إلى جانب تعريفهم بطريقة إكثار الخضراوات بالبذور،  بالإضافة إلى تحدي التدوير، وهو عبارة عن مسابقة يتنافس فيها عدد من المشاريع المعاد تدويرها، إلى جانب إقامة ورشة الأصداف البحرية، وورشة حكايات من الطبيعة.

مبادرة "بيئتي الخضراء مستقبلي": غرس قيم الاستدامة في الأجيال

أطلقت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في إمارة الشارقة مبادرة "بيئتي الخضراء مستقبلي" لتعزيز الوعي البيئي بين الطلبة في مختلف مراحل التعليم، وذلك من خلال تشجيعهم على المشاركة في مشاريع إبداعية تهدف إلى حماية البيئة وتعزيز الاستدامة.

وترتكز المبادرة على دمج التعليم البيئي في المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية، مع دعم التنسيق بين المدارس والهيئات البيئية المحلية، مما يتيح للطلبة تجربة عملية تفاعلية تعزز من مسؤوليتهم تجاه الحفاظ على الموارد الطبيعية، كما توفر بيئة تعليمية محفزة تدعم الابتكار وتساهم في غرس قيم الاستدامة البيئية في نفوس الأجيال القادمة، إيماناً بدورهم الحيوي في بناء مستقبل أخضر ومستدام للإمارة.

"لوري صديقة البيئة": نقل مستدام في أيدي الأطفال

نظّم "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" عام 2024، عبر جناح "نحو الاستدامة"، ورشة عمل بعنوان "لوري صديقة البيئة"؛ بهدف تعزيز ثقافة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة بين الأطفال، خصوصاً في مجال النقل والمواصلات، وقد شارك فيها أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً بتركيز عملي على بناء ونمذجة سيارة روبوت كهربائية باستخدام مكعبات الليغو.

"الأبطال الخارقون": مغامرة تربوية ضد التغير المناخي

ضمن فعاليات الدورة الـ16 من "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" لعام 2025، جرى تسليط الضوء على إحدى المشكلات البيئية التي يواجهها كوكب الأرض، والمتمثّلة بالتغيّر المناخي، وكان ذلك من خلال إعداد ورشة تفاعلية يطغى عليها الأسلوب القصصي المحبّب لدى الأطفال، تحمل اسم " الأبطال الخارقون"، وتُعنى بتوعية هذه الفئة الناشئة حول الاحتباس الحراري، ودوره في تغيّر درجة حرارة الأرض، بالإضافة إلى دور الأنشطة والممارسات البشرية في تنامي هذه المشكلة، كما توجّه هذه الورشة الأطفال إلى انتقاء الخيارات النظيفة والصديقة للبيئة بطريقة ممتعة من خلال لعبة السلم والثعبان، وأحجار النرد.

أنشطة "أثر": رحلات بيئية تُنمّي الانتماء والمسؤولية لدى الأطفال

عملت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي عبر برنامج "أثر" عام 2025، على تنظيم أنشطة بيئية تهدف إلى تعزيز ارتباط الأطفال بالمحيط الخارجي لهم، ورفع مستوى الوعي والثقافة لديهم بشؤون البيئة من حولهم، وذلك من خلال زيارات ميدانية تجمع بين التعليم والترفيه، إلى كل من: مربى الشارقة للأحياء المائية، وحديقة الحيوان القزمة، بالإضافة إلى مكتبة الشارقة العامة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال المستهدفين تتراوح أعمارهم بين ثمانية إلى 12 عاماً.

وقد أُقيمت هذه الأنشطة بهدف تعزيز التمكين البيئي الاجتماعي والنفسي للأطفال، من خلال دمج التعلم الترفيهي بمجالات متعددة، مما ساهم في رفع مستوى وعيهم البيئي، وتنمية قيم مثل؛ التعاطف، والتعاون، والمسؤولية تجاه محيطهم الحيوي.

"التيراريوم": ورشة مصغرة لبناء نظم بيئية بلمسة إبداعية

أطلقت مؤسسة أطفال الشارقة عام 2024 ورشة عمل تفاعلية، تحت عنوان "التيراريوم"، وكانت هذه الورشة موجهة خصيصًا للأطفال، وأقيمت في مختلف المراكز التابعة لمؤسسة ربع قرن في الإمارة.

وتمحورت أهداف الورشة حول تعزيز الوعي بأهمية النباتات والعناية بها، من خلال شرح مبسط لأنواعها وطرق نموّها الصحي، وتنمية حس المسؤولية البيئية عبر إشراك الأطفال في تصميم حدائق مصغّرة ضمن نظام بيئي متوازن داخل أوعية زجاجية (التيراريوم)، باستخدام التربة والحصى والنباتات الطبيعيّة، ممّا يكسبهم خبرة عملية في بناء نظم بيئية صغيرة قابلة للاستدامة، باستخدام مواد مستوحاة من البيئة المحلية، وتجسّد مبادئ الزراعة المنزلية باستخدام الحد الأدنى من الموارد .

كما ركّزت الورشة على تشجيع الأطفال على تطبيق ما تعلّموه عن الاستدامة في حياتهم اليومية مثل؛ ريّ النباتات والعناية بها، وبالتالي تعزيز ارتباطهم بالطبيعة من حولهم. 

"في بيئتنا غافة": مبادرة لتعزيز ارتباط الطلبة بالشجرة المستدامة

في مايو 2021، أطلقت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، مبادرة "الشجرة المستدامة – الغاف"، تحت شعار "في بيئتنا غافة".

وقد استهدفت المبادرة طلبة مراحل ما قبل الروضة حتى الثانوية، وشاركت فيها 126 مدرسة حكومية وخاصة عبر برامج تعليمية تفاعلية، وتمحورت حول شجرة الغاف البرية رمز القيم الوطنية؛ لأهمية دورها في التوازن البيئي.

وتنوعت أنشطة المبادرة بين ورش محاكاة ونقاشات افتراضية لتعريف الطلبة بفوائد الغاف في مقاومة التصحّر، ودعم التنوع الحيوي، وتوفير الظل والغذاء، كذلك فنون تعليمية تشمل؛ الرسم، وكتابة المقالات، وتصميم الملصقات والمجسمات، وإنتاج مقاطع توعوية؛ لتعزيز التفاعل والإبداع البيئي، إضافة إلى تشجيع الطلبة على زرع الشتلات عملياً في مدارسهم ومنازلهم، ما ساهم في تحويل الفكرة إلى سلوك دائم تجاه البيئة.

ختاماً، تؤكد جهود إمارة الشارقة في المجال البيئي حرصها على بناء جيل واعٍ ومسؤول، من خلال برامج مبتكرة تجمع بين التعليم والتجربة، وتسهم في ترسيخ قيم الاستدامة لدى الأطفال بطريقة ممتعة وعملية.

المراجع

[1] sharjah24.ae, لتعزيز الوعي بالاستدامة.. أطفال الشارقة تطلق حملة "خضّرها"
[2] uaelegislation.gov.ae, قانون اتحادي رقم (24) لسنة 1999 في شأن حماية البيئة وتنميتها
[3] portal.shjmun.gov.ae, إدارة الخدمات البيئية
[4] sheikhdrsultan.ae, سلطان القاسمي يؤكد أهمية الحفاظ على البيئة ومكوناتها الغنية