جار التحميل...
وتندرج هذه المبادرة الطموحة ضمن الرؤية الاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، التي تؤكد على أهمية الحفاظ على البيئة، وصون التنوع الحيوي.
ويتم تنفيذ مبادرة زراعة مليون وربع مليون شجرة في محمية المنتثر ضمن سلسلة من حملات التشجير المستمرة والمتكاملة على مدار السنوات الماضية ولغاية اليوم، وتُوزَّع هذه الحملات وفق خطط تعتمد على دراسات ميدانية ومتابعة دقيقة لضمان تحقيق الهدف المنشود، وقد أُنجز حتى الآن غرس أكثر من 500 ألف شجرة من السدر، والغاف، والآراك، وغيرها.
فيما يأتي استعراض لأبرز محاور هذه المبادرة وإنجازاتها المتميّزة عبر عقد كامل من العمل المتواصل في مجال التشجير والحفاظ على البيئة:
تستند حملة التشجير في محمية المنتثر إلى استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق التوازن البيئي في المناطق الصحراوية، وتركز على إعادة تأهيل الموائل الطبيعية؛ لتصبح مساحات حيوية تدعم الحياة البرية، فضلاً عن دورها في مكافحة التصحر وتحسين جودة الهواء، كما تسعى لترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية تجاه البيئة من خلال إشراك مختلف فئات المجتمع في عمليات التشجير والتوعية البيئية.
تقع محمية المنتثر في منطقة البطائح بين طريقي الشارقة مليحة والشارقة الذيد، وتمتد على مساحة واسعة تقارب 11 كيلومتراً مربعاً، وتتميّز بطبيعتها الصحراوية الفريدة والكثبان الرملية المتنوعة، كما تحتوي على تنوع طبيعي من الأشجار والنباتات البرية، وتتمتع بقدرة استيعابية هائلة؛ إذ يمكن أن تزرع فيها ما يزيد عن مليون وربع المليون شجرة من الغاف، والسدر، والأنواع المحلية الأخرى.
تعتمد عمليات التشجير في الحملة على دراسات علمية متعمقة ومتابعة دقيقة لضمان نجاح المبادرة، إذ تُوزع الشتلات وفقاً لمعايير بيئية محددة تراعي طبيعة التربة والظروف المناخية، وذلك من خلال الاعتماد على خبرات المتخصصين في المجال الزراعي الذين يشرفون على تطبيق أفضل الممارسات العلمية في عمليات الغرس والرعاية اللاحقة، مما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع بكفاءة عالية واستدامة طويلة المدى.
تجسد الحملة روح المشاركة المجتمعية الفاعلة؛ إذ استقطبت في نسختها الحادية عشرة لعام 2025 جهوداً جماعية واسعة، شملت أكثر من 120 موظفاً من هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، إلى جانب إسهام أكثر من 100 جهة حكومية، ومشاركة 70 مدرسة، بما يزيد عن 2,173 طالباً وطالبة، في خطوة تعكس التزام المجتمع بمبادئ الاستدامة البيئية والتشجير.
تتعاون الهيئة مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين، من بينهم البلديات والمجالس البلدية، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، والإدارة العامة للدفاع المدني، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، إلى جانب الجهات التطوعية والجامعات، مما أسهم في توسيع نطاق الحملة وتفعيل دورها التوعوي والبيئي في المجتمع.
تركز الحملة على زراعة أشجار الآراك، والمرخ، والغاف، والسدر التي تتميز بقدرتها الاستثنائية على التكيف مع الظروف المناخية الصحراوية، فهي تتحمل الجفاف وملوحة التربة لفترات طويلة وتبقى خضراء طوال العام، كما تساهم في إعادة التوازن الطبيعي للبيئات الصحراوية من خلال امتصاص الغبار، وتثبيت الكثبان الرملية، وتحسين خصوبة التربة، فضلاً عن دورها في دعم الحياة البرية، وتوفير موائل طبيعية للطيور، والحيوانات، والحشرات النافعة.
حققت المبادرة تأثيراً بيئياً ملموساً من خلال تحسين جودة الهواء والمساهمة في مواجهة التغير المناخي، كما ساهمت في زيادة المساحات الخضراء، وتعزيز التنوع البيولوجي في المنطقة، وأدت لظهور أنواع جديدة من الطيور والحيوانات التي تعتمد على الأشجار المزروعة في غذائها ومأواها، مما يؤكد نجاح المبادرة في إعادة تأهيل النظم البيئية الطبيعية وتحقيق الاستدامة البيئية المطلوبة.
تتضمن الحملة برامج توعوية شاملة تهدف إلى ترسيخ ثقافة التشجير والمسؤولية البيئية لدى الأفراد والمؤسسات، وتشمل توزيع منشورات تتضمن القرارات الإدارية الخاصة بالحفاظ على البيئة الصحراوية المستدامة، كما تركز على تنمية الوعي بأهمية الترفيه البيئي المستدام في المحميات الطبيعية وتعزيز السلوكيات الإيجابية تجاه البيئة، مما يساهم في بناء جيل واعٍ بأهمية المكونات البيئية ودوره في حمايتها وحماية الموروث الطبيعي.
وفي الختام، تؤكد هذه المبادرة الرائدة التزام إمارة الشارقة بقيادة مسيرة الاستدامة البيئية والحفاظ على التراث الطبيعي للأجيال القادمة، وتعكس نموذجاً يحتذى به في العمل البيئي المتكامل والشراكة المجتمعية الفعالة.
المراجع
[1] sheikhdrsultan.ae, حصاد العام 2017: الشارقة نحو مستقبل أكثر بهاءً وإشراقاً
[2] sssd-volunteer.shj.ae, تشجير المنتثر 2023
[3] sharjah24.ae, "محميات الشارقة" تطلق الدورة الـ11 من مبادرة تشجير محمية المنتثر 2