جار التحميل...
ويُعدّ ملتقى الشّارقة الدوليّ للرّاوي فعاليةً سنوية مميّزة تجمع المهتمين بالسرد والتراث بهدف إحياء الحكايات الشّعبية القادمة من كافّة الشعوب، والأجناس، والثّقافات، منصةً للتبادل الثقافيّ بين مئاتٍ من الرّواة، والحكواتيين، والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
وجديرٌ بالذكر بأنّ الملتقى يُقام عادةً خلال شهر سبتمبر من كل عام بتنظيم وإشراف معهد الشّارقة للتراث، وذلك بمشاركة الجهات الحكومية الرّسمية في الإمارة، إلى جانب العديد من المراكز الثقافية، والمؤسسات الأكاديمية البارزة.
ويضم الملتقى في كل دورة مشاركة متنوعة من دول عربية وأجنبية، ما يُعزّز من مكانته بوصفه منصةً دولية لتبادل التراث السردي والثقافي، ومن بينها الدول العربية، منها: الإمارات، واليمن، والسودان، وجزر القمر، وفلسطين، ومصر، وعُمان، وسوريا، وتونس، والكويت، والمغرب، والجزائر، وقطر، والبحرين، والأردن، والعراق، وموريتانيا، والسعودية، إلى جانب الدول الآسيوية، منها: سنغافورة، والهند، والصين، وإندونيسيا، والفلبين، وباكستان، والدول الأفريقية، منها: كينيا، ونيجيريا، والسنغال، وأخيرًا الدول الأوروبية والأميركية، منها: إيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، وسويسرا، والبرازيل، والمكسيك، وكندا، وأستراليا.
ويحتفي ملتقى الشّارقة الدوليّ للرّاوي بفنّ الحكاية من خلال:
يُركّز ملتقى الشّارقة الدوليّ على الحكايات الشّعبية والعالمية والأساطير عن طريق تجميعها بموضوعاتها المختلفة أولاً، سواء من خلال المطبوعات، والكتب، والمؤلّفات التي تتحدّث عنها، أو عن طريق تداولها شفهياً، ثمّ مناقشة معانيها ودلالاتها الرّمزية المُشتركة بين المجتمعات أو الخاصّة بمجتمعاتٍ معيّنة، كلّ ذلك بما يُسهم في إثراء معرفة الأفراد حول الثّقافات الأخرى، وتعزيز فهم التراثّ المُشترك فيما بينهم، وحفظ التراثّ الثقافيّ والفن الشعبيّ عن طريق نقل الحكايا عبر المُلتقى للأجيال الجديدة القادمة.
كما يُخصّص ملتقى الشارقة الدولي للراوي في كل دورة من دوراته محوراً تراثياً يُسلّط الضوء عليه من خلال المرويات الشفوية والحكايات الشعبية، حيث تناول في أعوامه السابقة موضوعات مثل: حكايات الطيور، وحكايات النباتات، وحكايات البحر، وحكايات الحيوان.
وتُوظَّف هذه الحكايات رموزاً ثقافية تعكس الحكمة والمعرفة المتوارثة عبر الأجيال، لما تحمله من دلالات عميقة في التراث الإنساني، لاسيّما في الثقافة الإماراتية والخليجية والعربية، ويهدف الملتقى من خلال هذه السرديات الشعبية إلى إبراز أثر هذه الرموز في الفكر الإنسانيّ عبر العصور.
يُقدم ملتقى الشّارقة الدوليّ العديد من الفعاليات الثّقافية التي تتناول فنّ الحكاية بأساليب فنّية ممتعةٍ وشيّقة، مثل: فعاليات الحكواتي للكبار والصّغار باستعمال الدمى، والعروض المسرحية التي يُنفّذها فنّيون متخصّصون في التراث الشعبيّ والمحليّ، والعروض التي تشتمل على مشاهدة مجموعة من الحيوانات البرّية، والطيور المحنّطة مع التزوّد بمعلوماتٍ قيّمة حولها.
وكذلك يضم الملتقى المعارض الفنّية والثّقافية التي تشتمل على لوحات تُعبّر عن الحكايا بمختلف أنواعها بما فيها حكايا الأطفال، كذلك تشتمل على الكتب ذات الصّلة بفنّ الحكاية، والكتب المتعلّقة بالأمثال الشّعبية، وقصص للأطفال مثل: قصة "البطريق الصغير يريد أن يطير"، و"لا تدعوا الحمامة تقود الباص" و"الشاهين والعصفور" التي صدرت ثلاثتها عن مكتبة محمد بن راشد في واحدة من دورات الملتقى..
كذلك تشتمل الفعاليات على ورشٍ تدريبية للصّغار واليافعين تُسهم في تطوير قدراتهم التعبيرية والفنّية، مثل: ورشة عشّ الرّابية، ومربى الببغاوات، وبيضة العنقاء، وتلوين الطيور على الورق، وصنع عشّ الطير، والصقر في الإمارات، ورسائل الحمام الزاجل، والورش التعليمية التي تتعلّق بتعريف الزوّار على أنواعٍ معيّنة من الأشجار أو النباتات، التي نظّمتها هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة ومكتبة محمد بن راشد وجهات أخرى خلال الدورات المُنصرمة.
أمّا الأمسيات واللقاءات الفكرية التراثية، فتتناول مواضيع متنوّعة، كان أبرزها ما جاء تحت عناوين مثل: "قصص الحيوان في التراث العربيّ" و"قصص الحيوان في التراث العربيّ والعالميّ"، ومن الأمثلة على أهم المحاضرات المنعقدة: "قصص الحيوان والأثر الباقي في الذّاكرة"، أمّا عن إطلاق كتب جديدة، فاشتملت الفعاليات على إطلاق كتاب "موسوعة الأمثال والأقوال الشّعبية في الخليج العربيّ"، وكتاب "ما غيّبه الرواة من ألف ليلة وليلة".
يحرص ملتقى الشّارقة الدوليّ للرّاوي في كلّ عام على تكريم الرّواة الأكثر تميّزاً كنوعٍ من الثّناء والتقدير لدورهم البارز والإبداعيّ في حفظ التراث الشعبيّ ونقله للأجيال القادمة، ويشمل التكريم الرواة من كافّة أنحاء العالم ومن كلا الجنسين.
وختاماً، يُشكّل ملتقى الشّارقة الدوليّ للرّاوي حدثاُ بارزاً في الإمارة؛ إذ يحتفي بفنّ الحكاية الشّعبية بمشاركة مجموعةٍ واسعةٍ من الرّواة، والحكواتيين، والباحثين من كافّة أنحاء العالم، ويُسهم بهذا في حفظ التراث ونقله للأجيال القادمة.
المراجع
[1] sharjahevents.ae, ملتقى الشارقة الدولي للراوي
[2] sharjah24.ae, سلطان بن أحمد يفتتح ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته الـ 24
[3] sih.shj.ae, ملتقى الشّارقة الدّولي للرّاوي
[4] mofa.gov.ae, ملتقى الشارقة الدولي للراوي