جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تدفع نحو التقدم وتفتح آفاق الإبداع

المدينة الجامعية في الشارقة نموذج تعليمي رائد يحتذى به

23 يوليو 2025 / 9:28 AM
المدينة الجامعية في الشارقة نموذج تعليمي رائد يحتذى به
download-img
تحتضن إمارة الشارقة منذ عام 1998 صرحاً علمياً فريداً أصبح اليوم من أكبر المدن الجامعية في العالم، حيثُ تمتد على مساحة واسعة تبعد 13 كيلومتراً عن مركز مدينة الشارقة، وتجمع باقة متنوعة من المؤسسات التعليمية والثقافية بتصاميم معمارية إسلامية متناغمة، كما تخدم المدينة أكثر من 40 ألف طالب وطالبة وسط مسطحات خضراء، مما يجسد النهضة العلمية ورؤية الإمارة المستقبلية.

وتُعد هذه المدينة ثمرة رؤية استثنائية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والرئيس الأعلى للمدينة الجامعية، الذي آمن بأنَّ المعرفة أساس النهضة الحضارية، فقد حول سموه بحنكته الاستراتيجية ونظرته الثاقبة حلماً طموحاً إلى واقع ملموس، وهو بذلك أصبح مؤسِّساً لصرح معرفي يتجاوز الحدود الجغرافية في تأثيره، ويشكل منارة علمية تستقطب العقول المبدعة، وتصنع قادة المستقبل القادرين على مواكبة تحديات العصر ومتغيراته. 


وفيما يأتي أبرز ملامح المدينة الجامعية في الشارقة في كونها نموذجاً تعليمياً رائداً على المستويين الإقليمي والعالمي:

الرؤية والرسالة: بوصلة التميز الأكاديمي

تتمحور رؤية المدينة الجامعية حول جعل الشارقة البيئة المثالية للباحثين عن العلم في العالم، بينما تتجسد رسالتها في غرس العلم والمعرفة في المجتمع والارتقاء به من خلال توفير أسلوب حياة متميّز ومتكامل، وتعكس هذه الرؤية والرسالة التزام المدينة الجامعية بتحقيق التميز الأكاديمي والبحثي، وتعزيز مكانة الشارقة كمركز حضاري وعلمي عالمي، مع التأكيد على توفير بيئة آمنة وصحية ذات خدمات متكاملة لقاطني المدينة ومرتاديها.

التنوع المؤسسي: منظومة تعليمية متكاملة

تضم المدينة الجامعية مجموعة متميّزة من المؤسسات التعليمية مثل جامعة الشارقة، والجامعة الأميركية في الشارقة، والجامعة القاسمية، فضلاً عن كليات التقنية العليا، كما تحتضن أكاديميات متخصصة مثل أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، وأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، إلى جانب أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، وبالتالي يتيح هذا التنوع المؤسسي للطلاب فرصاً تعليمية متنوعة تلبي مختلف الميول والاهتمامات، مما يجعل المدينة وجهة تعليمية متكاملة للطلاب من مختلف أنحاء العالم.

البنية التحتية: تصميم عصري وخدمات متكاملة

تتميّز المدينة الجامعية ببنية تحتية متطورة تشمل وجود مبانٍ عصرية ومرافق متكاملة؛ إذ توفر منظومة مواصلات مجانية للطلبة، كما تضم مستشفى الجامعة، ومكتبات حديثة، وتتكامل هذه المرافق مع مسارح مجهزة بأحدث التقنيات، وأندية طلابية متنوعة، ومجمعات رياضية واسعة، إضافة إلى مراكز طلابية تحتضن مطاعم ومتاجر متنوعة، وكلها محاطة بمساحات خضراء وطرق منظمة تخلق بيئة محفزة للإبداع والتعلم.

المبادرات التقنية: حلول ذكية لمستقبل مستدام

شهدت المدينة الجامعية نقلة نوعية في تطوير البنية التكنولوجية والتقنية والخدمات، مما أثرى بيئة العمل وزاد من فعاليتها وتكاملها، وقد تبنت المدينة العديد من المبادرات التقنية، والرقمية، والذكية مثل؛ خدمة الإنترنت اللاسلكي في الحافلات، وتطبيق "ساعة"، وتطبيق "دلة"، إضافة إلى مبادرة مؤشر السعادة، ومنصة بوابة المدينة الجامعية الإلكترونية، إذ تسهل هذه المبادرات حياة الطلاب وتمكّنهم من الوصول إلى مختلف الخدمات بيسر، مما يعكس التزام المدينة بمواكبة التطور التكنولوجي.

الشراكات العالمية: جسور معرفية متجددة

تحظى المدينة الجامعية بعلاقات واسعة مع مؤسسات محلية وعلمية وعالمية انطلاقاً من مكانتها في مجال التعليم الأكاديمي، فقد استقبلت المدينة وفوداً من دول مختلفة مثل؛ اليابان، وتونس، والنمسا، وكوريا الجنوبية، وذلك لمناقشة آفاق التعاون وترسيخ الشراكة والوقوف على التطور العلمي للمدينة الجامعية.  


 وتساهم هذه الزيارات في تبادل الخبرات والرؤى حول سبل توفير بيئة تعليمية وثقافية متميّزة، كما تعزز التعاون الدولي في مجالات التعليم والبحث العلمي، مما يدعم مكانة المدينة الجامعية في كونها مركزاً علمياً عالمياً.  

البحث العلمي والابتكار: حاضنة للإبداع

تعزز المدينة الجامعية مكانتها في كونها حاضنة للبحث العلمي والابتكار من خلال مجمع الشارقة للبحوث، والتكنولوجيا، والابتكار، والمراكز البحثية المتخصصة، وتبرز جهود المدينة في هذا المجال من خلال مشاركتها في معرض جيتكس العالمي؛ فقد أطلقت مشروع "مدينة المستقبل" الذي يمثل نموذجاً تطبيقياً للابتكار العلمي، وفيه توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة المرافق وترشيد استهلاك الموارد عبر أنظمة الإنارة الآلية وإحصائيات المركبات والري الذكي. 


كما تستقبل المدينة العديد من الخبراء والمسؤولين الدوليين لتعزيز التعاون البحثي، وتستضيف مبتكرين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، مما يتيح تكاملاً بحثياً يرفع جودة الأبحاث ويعزز فرص تطبيقها عملياً.

الهوية الثقافية: أصالة وإبداع

تجمع المدينة الجامعية بين الأصالة والمعاصرة من خلال مؤسساتها المتنوعة مثل؛ مجمع اللغة العربية بالشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، ومركز التراث العربي، كما تحتضن المدينة معالم ثقافية بارزة تعكس هوية الشارقة وتراثها، مثل النصب التذكاري للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، والنصب التذكاري للشارقة عاصمة العرب الثقافية، وعلاوة على ذلك تنظم المدينة فعاليات ثقافية متنوعة بالتعاون مع المؤسسات الثقافية المختلفة، مما يسهم في إثراء الحياة الثقافية وتعزيز الهوية العربية والإسلامية. 


وفي الختام، تشكّل المدينة الجامعية في الشارقة نموذجاً ملهماً للتميّز الأكاديمي والبحثي؛ فهي تجمع بين الأصالة والحداثة بتناغم فريد، وتمثل رؤية استراتيجية متكاملة تتجاوز حدود التعليم التقليدي، لتصبح منارة معرفية إقليمية وعالمية، وهي بذلك تجسد طموح الشارقة نحو مستقبل قائم على المعرفة والابتكار.

 

المراجع


[1] universitycity.gov.ae, اكتشف المدينة الجامعية بالشارقة
[2] sharjahevents.ae, المدينة الجامعية – فعاليات الشارقة
[3] sharjah24.ae, المدينة الجامعية بالشارقة تطلق مشروع "مدينة المستقبل" في جيتكس


July 23, 2025 / 9:28 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.