جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
يحكي قصة تراث غني وتقاليد متجددة

سوق خورفكان القديم ينبض بالمنتجات الشعبية والحرف اليدوية

23 يوليو 2025 / 9:44 AM
سوق خورفكان القديم ينبض بالمنتجات الشعبية والحرف اليدوية
download-img
يُشكّل سوق خورفكان القديم أو ما يُعرف بـ "سوق شرق" وجهةً سياحيةً تراثيةً نابضةً بالحياة؛ فتنتشر في أرجائه المنتجات الشّعبية، والحِرف اليدوية التي تعكس الهويّة الثّقافية للمنطقة، وتُبرز أصالتها التاريخية العريقة، ما يجعل منه موقعاً جاذباً للزوّار من داخل الإمارة وخارجها، الباحثين عن تجربة تراثيةٍ وترفيهيةٍ وشرائية فريدة.

سوق خورفكان القديم: نفحة من عبق الماضي

يرجع تاريخ سوق خورفكان القديم إلى عقود طويلة؛ أي ما قبل قيام الاتحاد، ومع التطور والنهضة التي شهدتها الدولة وتسارع الحركة التجارية أخذ السّوق بالتوسُّع والتطوُّر شيئاً فشيئاً، حتى جرت إعادة ترميمه بالكامل لاحقاً في العام 2019م ليُماثل في تصميمه المعماريّ السّوق الأصليّ للأجداد؛ إذ جرى تصميمه على الأسس الفنية والتراثية القديمة ذاتها.


وجاء قرار الترميم بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ لما يترتّب على هذا السّوق تحديداً من أهميةٍ تاريخيةٍ بالغة؛ لموقعه الاستراتيجيّ قُرب ميناء خورفكان، ولما ارتبط به قديماً من حركةٍ تجاريةٍ قوية في خورفكان والشّارقة وفي دول الخليج العربيّ، في مشهدٍ عزّز من مكانته التجارية، والاجتماعية، والاقتصادية آنذاك.


ويضمُّ السوق إلى جانب ما يحتويه من مبانٍ وأكشاك وأزقّة تحمل الطّابع التقليديّ القديم منطقةً تُعرف بـ "السوق المسقوف"، وهي مساحة تمتدّ على 500 متر مربّع، وقد جرى سقفها بواسطة خشب الكندل المأخوذ من شجر المانغروف، وكذلك استُخدم في إنشائها الحصير والدعون "الأبسطة المصنوعة من سعف النّخيل"، أمّا الواجهات فصُنعت من موادّ الصاروج، والجصّ، والزجاج، وتُحيط القلاع والحصون الأثرية التي يعود عمرها إلى مئات السنينٍ السّوق القديم في مشهدٍ يخطف الأنظار.

معالم سوق خورفكان القديم: رحلة إلى الزمن الغابر

يزخر سوق شرق في خورفكان بالعديد من المعالم التراثية والتاريخية، التي تمكّن الزائر من التعرُّف إلى الموروث الشعبي عن كَثَب، مما جعله وجهة سياحية مميزة، وتتضمن أبرز معالم السوق ما يأتي:

متحف السوق القديم 

يُعدّ متحف السّوق القديم أو ما يُعرف بـِ "متحف الحِرَف" واحداً من أبرز المعالِم في سّوق خورفكان القديم، وقد افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في أكتوبر عام 2020، ويوثّق المتحف عناصر التراث المادي لدولة الإمارات، ليكون بذلك مساحةً ثقافيةً وتراثيةً عريقةً. 


ويقدّم المتحف للزوّار فرصةً للتعرُّف إلى تراث الآباء والأجداد؛ فهو يضمُّ العديد من الأقسام التي خُصِّصَت لعرض الفنون والحِرَف اليدوية القديمة، ويعرض ضمن سقفٍ مكشوف وأقسامٍ مختلفة مجموعةً من أهم الصّناعات، والأدوات القديمة المُرتبطة بالحِرف اليدوية التي امتهنها الأجداد، والتي تعكس كلّ منها البيئة المحلّية؛ البحرية أو الجبلية التي جاءت منها.


وتتمثّل أبرز هذه الحِرف والمِهَن بـ: الخياطة، والخبازة، والنجارة، والحدادة، والطبّ الشّعبيّ، والحلاقة، والمطوعة "تعليم القرآن"، والمدبسة "استخراج الدبس"، والطواشة "استخراج اللؤلؤ"، والمالح "تمليح السمك وتجفيفه"، والصفارة "تبييض النحاس"، والبرام "صناعة الفخاريات"، والغليون "بيع أدوات التدخين"، وصناعة القراقير "أقفاص صيد الأسماك"، والقلافة "صناعة السّفن وصيانتها".


ويُشار إلى أنّ المتحف يشهد ورشاً وفعالياتٍ دوريةً تهدف إلى إعادة إحياء هذه الحِرف التراثية عن طريق تعريف أفراد المجتمع بها، وإكسابهم المهارات الفنّية والعملية ذات الصّلة، كذلك يستضيف جولات ثقافية تفاعلية تُنظّمها الهيئات المهتمّة بالتراث في الإمارة. 

المطاعم والمقاهي الشّعبية

يضمّ السوق القديم العديد من المطاعم والمقاهي التي تمنح الزوّار تجربةً مميّزةً لتناول الأطباق الشّعبية والتقليدية المتنوّعة اللّذيذة والمشروبات، سواء في الدّاخل أو في الهواء الطّلق، وتُشكّل هذه المقاهي نقطةً يجتمع فيها الأصدقاء والعائلات لتبادل الأخبار والحكايا فيما بينهم؛ على غرار تلك المُقامة قديماً في المكان نفسه، والتي كانت تُعقد في كنفاتها مجالس لمسافرين وتجّار قادمين من مختلف أنحاء العالم مثل؛ إيران، والهند، والبصرة.

المحالّ والدكاكين

يضمّ السّوق القديم في خورفكان مجموعة من المحالّ والدكاكين التي تعرض المنتجات التراثية المختلفة والسلع الشعبية وأخرى مستوردة؛ بدءاً من السّلع الغذائية، مثل: الملح، والسكّر، والتمور، والقهوة، والتوابل، والأرز، والسّلع الأخرى مثل؛ الخشب، وصولاً إلى محالّ الألبسة النسائية والرّجالية ومحالّ الحلويات، والتي تتميّز جميعها بحركةٍ نشطة للزوّار من أهل المدينة وخارجها طوال ساعات النهار وحتّى المساء.

مسجد الشيخ أحمد بن حسن

يقع مسجد الشيخ أحمد بن حسن وسط سوق خورفكان القديم، وقد جرت إعادة ترميمه منذ بضع سنوات مع الحفاظ على تصميمه التراثيّ؛ ليبقى مُلائماً لأجواء السّوق الشّعبية والتراثية، وليُصبح معلماً دينياً اجتماعياً بارزاً في المنطقة؛ يقصده روّاد المنطقة للصّلاة والتعبّد والاستمتاع بمظهره التقليديّ.


ختاماً، يُشكّل سوق خورفكان القديم وجهةً سياحيةً وتراثيةً مهمّة يرتادها الزوّار من كافّة البلدان في مختلف المناسبات الدينية والوطنية؛ بفضل ما يحتويه من محالّ ودكاكين تعرض المنتجات الشّعبية والتراثية القديمة، فضلاً عمّا يعرضه من حرفٍ يدويةٍ تقليدية امتهنها الأجداد قديماً.

المراجع

[1] visitsharjah.com, سوق شرق
[2] sharjah24.ae, متحف الحرف التقليدية بخورفكان وجهة سياحية تعزز الموروث والاقتصاد
[3] sgmb.ae, حاكم الشارقة يفتتح المنطقة التراثية بمدينة خورفكان ويتفقد عدد من المشروعات التطويرية فيها
[4] sheikhdrsultan.ae, سلطان القاسمي يفتتح المنطقة التراثية في خورفكان

 
July 23, 2025 / 9:44 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.