جار التحميل...
وتُصنّف مدينة الشّارقة المستدامة على أنها أوّل مجمعٍ سكنيّ مستدامٍ في الإمارة طوّرته هيئة الشّارقة للاستثمار والتطوير (شروق) في منطقة الرّحمانية بالشّارقة بالتعاون مع شركة دايموند ديفلوبرز؛ ليمتد المشروع على مساحةٍ تبلغ 7.2 مليون قدم مربّع.
وتُسهم المدينة في دعم جودة الحياة دون الإضرار باحتياجات الأجيال القادمة من الموارد الطبيعية، تحقيقاً لرؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال الآتي:
تتّصف الحياة في مدينة الشّارقة المُستدامة بأسلوبها العصريّ الحديث الذي يوفّر لساكنيه مختلف وسائل الرّاحة والرفاهية، فهي تتضمّن فللاً مستقلة مُستدامة يبلغ عددها 1250 فيلّا، وتتراوح مساحة الواحدة منها بين 2035 قدماً مربعًا إلى 3818 قدماً مربّعاً، وتتميّز بتصاميمها عالية الجودة، وتشتمل كلّ منها على ثلاث غرف نوم إلى خمس غرف نوم؛ لتُناسب العائلات الصّغيرة والكبيرة، فضلاً عن الغرف والمرافق الأخرى.
تعتمد مدينة الشّارقة المستدامة على الطاقة المتجددة باستخدام ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة النظيفة، وكذلك تتميّز مباني المدينة باستهلاكها المنخفض للطاقة، لأنها تعتمد في تصاميمها على مواد وأنظمة حرارية ذكية، تنعكس إيجاباً على خفض التكاليف التشغيلية للمباني، إلى جانب اعتماد المطابخ في الفلل على أجهزة كهربائية قليلة الاستهلاك للطاقة.
تسعى مدينة الشّارقة المستدامة في تطبيقٍ للهدفيْن الحادي عشر والخامس عشر من أهداف التنمية المستدامة التي تُقرّها الأمم المتحدة إلى إنشاء مزيد من المسطّحات الخضراء، كونها وسيلةً للحفاظ على البيئة ومواردها ومكوّناتها الحيّة من نباتاتٍ وحيواناتٍ محلّية، وتشتمل المساحات الزّراعية في المدينة على محاصيل النعناع، والريحان، والخس، والزعتر، والفلفل الحار والطماطم وغيرها.
كما تحرص المدينة على إنتاج الخضروات العضوية الخالية من أي مواد كيميائية، واتّباع أساليب زراعةٍ وريّ مُستدامة، مثل: الزّراعة العمودية، والزّراعة المائية، والزراعة المائية العميقة، والزراعة المتعددة الطبقات، وتقنيات الأغشية المغذية وتقنية القباب البيولوجية البيئية التي تُدمج بالبنية التحتية الذكّية لمدينة الشّارقة المُستدامة.
وتتمثّل أبرز مبادرات المدينة في المجال الزراعيّ بمبادرة "استكشفوا المناطق الزراعية"، التي دعت السكّان إلى المشاركة في زراعة الحدائق الصّغيرة في المدينة، والتعرّف إلى طرق زراعة النباتات والخضروات وفقاً لما يتطلّبه مناخ الإمارة.
ويُمكن لمزارع المدينة استناداً إلى هذه الأنظمة الزّراعية المُتقدّمة والمبادرات المتميّزة استيعاب زراعة نحو 7000 شتلة إلى 8000 شتلة، و إنتاج 10 آلاف كيلوغرام من المنتجات الطازجة للسكّان المحليين في كل عام؛ ما يُعزّز الأمن الغذائيّ ويُقلّل انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن شحن الطعام المستورد، وبالتالي تعزيز جودة الحياة.
تحتوي مدينة الشارقة المستدامة على عدد من المرافق التي تُقدّم الخدمات المجتمعية كافة، أبرزها: المرافق الرياضية التي تُعزّز صحّة الأفراد وتضمن لهم حياةً مرفّهة، مثل: الصّالات الرياضية الخاصّة بالرّجال والأخرى للنساء، والمسابح، ومساراتٍ للمشي (بطول 8.4 كم)، ومسارات الجري (بطول 11.8 كم)، ومسارات لركوب الدرّاجات (بطول 1.6 كم).
إضافةً إلى المرافق العامّة الضّرورية لعيش حياةٍ شاملةٍ وصحّية، مثل: المتنزهات، ومتاجر التجزئة، والمطاعم، والمقاهي التي تُقدّم المأكولات المختلفة والمشروبات، والعيادات الطبية، ومدرسة، وحضانة وغيرها.
تُعالج مدينة الشّارقة المُستدامة مياه الصّرف الصحّيّ على نحو كامل لتُصبح صالحةً للاستخدام في ريّ المساحات الخضراء، ما يُقلّل هدر المياه ويُحافظ عليها بوصفها أحد أهم عناصر جودة الحياة، وكذلك فإنّ المدينة تحرص على إعادة تدوير أكبر نسبةٍ ممكنة من النفايات، بهدف الحفاظ على بيئةٍ نظيفةٍ وصحّية ومرفّهة، وفي الوقت نفسه تُشجّع السكّان المحليين -عبر برامج تعليمية- على انتهاج الأسلوب ذاته في إعادة التدوير وتقليل الاستهلاك.
ويسهم التصميم الذكيّ لمباني المدينة وما يرتبط به من الاعتماد على الطّاقة الشمسية وأنظمة العزل الحراريّ في توفير ما يصل إلى 50% من فواتير الخدمات العامّة المترتّبة على السكّان، كفواتير المياه والكهرباء، فضلاً عن تقديم المدينة خدماتٍ مجانية للسكّان في السنوات الخمس الأولى.
لا يقتصر تأثير مسارات المشي والجري وركوب الدرّاجات في مدينة الشّارقة المستدامة على تشجيع أسلوب حياةٍ رياضيّ وصحّيّ، بل يشمل أيضاً خطوةً نحو تعزيز هذه الرياضات بعدّها مجموعة من وسائل النقل النظيف التي تُقلّل الانبعاثات الضارّة وتواجه تحدّيات التغيّر المناخيّ، وكذلك فإنّ المدينة تضمّ حافلات النقل الكهربائية دون سائق، وتُشجّع سكّانها على استخدام السيّارات الكهربائية وتؤمن لهم محطات الشحن اللازمة، فهي بديل صديق للبيئة من السيّارات التي تعمل بالوقود.
ختاماً، فإنّ مدينة الشّارقة مُصممة بأسلوبٍ عصريّ وذكّيّ لتُطابق أعلى معايير الاستدامة؛ بمجالاتها الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، ولتمنح بهذا ساكنيها حياةً أكثر جودة ورفاهيةً وصحّة، دون الإضرار بالموارد البيئية أو إهدارها.
المراجع
[1] sharjahsustainablecity.ae, نظرة عامة على المشروع
[2] sharjahsustainablecity.ae, مزارع "الشارقة المستدامة" تدمج القباب البيولوجية بالبنية الذكية
[3] sharjah24.ae, "الشارقة المستدامة" مدينة بجودة حياة أفضل لتحقيق الأهداف التنموية
[4] sharjahsustainablecity.ae, نهدف إلى إنشاء مجتمع مستدام ومزدهر يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي