جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تحفة تنبض بإرث الأجداد

حصن خورفكان شاهد على تاريخ الإمارة

23 يوليو 2025 / 7:36 AM
حصن خورفكان شاهد على تاريخ الإمارة
download-img
يُعدّ حصن خورفكان رمزاً من رموز التاريخ العريق لإمارة الشّارقة، وواحداً من أبرز معالمها الثّقافية والتراثية التي تُجسّد هويّة المنطقة الأصيلة، وقد حظي الحصن باهتمامٍ كبير استناداً إلى رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة وتوجيهاته في الحفاظ على المعالم الأثرية وتركها شاهداً على الحقب الزمنية المتعاقبة.

ويقع حصن خورفكان في السّاحل الشّرقي للشّارقة، ويُطلّ على خليج عمان، وقد شُيّد لأول مرّة في أربعينيات القرن المنصرم بعدّه جزءاً من المنظومة الدّفاعية في خورفكان لصدّ هجمات الأعداء إلى جانب برجيْ الرّابي والعدوانيّ الدفاعيين، قبل أن يتحوّل الحصن لاحقاً إلى متحفٍ تاريخيّ.

البناء الأثريّ القديم لحصن خورفكان

بُني حصن خورفكان لأول مرّة من الحجارة فقط بما يتلائم مع طبيعة تضاريس خورفكان الجبلية، وقد تضمّن في حينها مبنيين دفاعيين؛ الأوّل أُنشئ بجدرانٍ مائلة ومنطقة مكشوفة مخصّصة للسلاح، والثّاني هو مبنىً دفاعيٌ أكبر حجماً؛ مكوّنٌ من طابقيْن اثنين، ومطلّ على الجهات الأربعة لمدينة خورفكان، فضلاً عن احتواء الحصن أسواراً عريضةً شاهقة الارتفاع.


وقد بقي البناء الأثريّ للحصن إلى أن تعرّض للهدم عام 1968م، قبل أن يُبنى من جديد بالتصاميم الجمالية الخاصّة بتلك الحقبة الزمنية نفسها، وليُشكّل آنذاك مركزاً للدوائر الحكومية حتّى العام 1985م، وهو العام الذي هُدم فيه من جديد نتيجة للتوسّع العمرانيّ في المدينة.

إعادة البناء إلى متحفٍ تاريخيّ بارز

أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وضمن مشروع إحياء التراث العمرانيّ في مدينة خورفكان، توجيهاته لإعادة بناء الحصن في العام 2019م متحفاً تاريخيّاً، وتفضّل سموّه بافتتاحه، وقد بدأت آنذاك هيئة الشّارقة للآثار -بالتعاون مع بعثة يابانية متخصّصة- عمليات تنقيب هدفت إلى الكشف عن قواعد الحصن ومتعلّقاته من المعالِم والآثار والمقتنيات والحفاظ عليها ضمن المتحف بعدّها شاهداً على تاريخ الإمارة.


وتضمّنت عمليات التنقيب والبناء الاستماع إلى الرواة للحصول على المعلومات ذات الصّلة، فضلاً عن جمع الصور، والوثائق، والخرائط التاريخية، وجمع المعلومات الهندسية ودراستها؛ كلّ ذلك لتشكيل تصوّرٍ دقيقٍ قدر الإمكان عن قياسات الحصن الأصلية وأبعاده، وطريقة تشييده بالاستعانة بالمخططات البيانية والرسومات.


ويُحافظ المتحف الآن -بفضل نخبة من المهندسين المعماريين- على الهيئة الحقيقية القديمة للحصن، فرغم استخدام مواد البناء الحديثة في إنشائه؛ فإنّه لا يزال يتميّز بتصميمه الهندسيّ التراثيّ الذي يعكس الطابع التاريخيّ والأصالة المعمارية للحصن، ويتلاءم في الوقت نفسه مع ما يُحيطه من معالم ومرافق يغلب عليها الطّابع التراثيّ والشّعبيّ؛ بدءاً من السّوق ومجلس الكبار ومكان الألعاب الشّعبية وصولاً إلى المنازل والمصبّ المائيّ.


ويوجد عند المدخل الخارجيّ للمتحف مجموعة من المدافع الصّغيرة، ممّا يعكس ارتباطه بالسّبب الحقيقيّ الذي أُنشئ لأجله من عقودٍ مضت.


ويشتمل المتحف على مجموعةٍ من الغرف الداخلية التي تزخر بالقطع، والمخطوطات، والنقوش، والفخاريات، والآثار التاريخية والمجسّمات الفريدة؛ ما يعود بالزوّار والسائحين إلى العصور البرونزية، والحجرية، والحديدية التي شهدتها الإمارة عبر الحضارات المتعاقبة عليها، فضلاً عن احتواء المتحف على المقتنيات الأثرية التابعة أيضاً للقرون الأخيرة ما قبل الإسلام، والعصر الإسلاميّ والعصر الحديث.


كما يحتوي الحصن على المرافق الخدماتية الأساسية التي تضمن لزوّاره تجربةً مُريحة؛ كمواقف السيّارات، ومنطقة استراحة الزوّار، والمُصلّى، والمدخل الخاصّ للأفراد ممن يستخدمون المقاعد المتحرّكة وغرفةٍ للأمّهات، أمّا خارجه، فتتبعه ساحةٌ فسيحة متميّزة.


ختاماً؛ فإنّ حصن خورفكان اليوم، وما يتمتّع به من تصميمٍ معماريّ ذي طابعٍ تاريخيّ مُماثلٍ في هيئته لما كان عليه الحصن في أولّ إنشاءٍ له، يُعدّ واحداً من أبرز المعالم التي تعكس هويّة الإمارة وإرثها التاريخيّ الغنيّ، مع التأكيد على أنّ الحصن لا يقتصر دوره على حفظ تاريخ الإمارة فقط؛ فبفضل مقتنياته التراثية إلى جانب تنظيمه عدداً من الفعاليات والمعارض والأنشطة الثقافية والتراثية، بات يُشكّل معلماً سياحياً بارزاً يستقطب السيّاح من أنحاء العالم كافة.

المراجع
 [1] sharjahevents.ae, حصن خورفكان
 [2] mcy.gov.ae, موقع خورفكان
 [3] mes.dma.shj.ae, بلدية مدينة خورفكان

 
July 23, 2025 / 7:36 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.