جار التحميل...
يقع مأوى الشارقة في منطقة الشارقة الجديدة على مقربة من مطار الشارقة الدولي، وهو يشكل واحة آمنة للقطط والكلاب التي تحتاج إلى الرعاية، ويضمن لها سبل الرعاية الصحية والتغذية السليمة اللازمة جميعها، ويستقبل المأوى القطط والكلاب التي يتخلى عنها أصحابها، والضالة في الشوارع، وتلك التي ترد بشأنها شكاوى من السكان، ما يوفر حلاً إنسانياً وآمناً للتعامل مع هذه الحالات.
ويعكس وجود مأوى الشارقة للقطط والكلاب اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بقضايا البيئة والحفاظ على الثروة الحيوانية، ويؤكد نظرته المستنيرة للتعامل الإنساني مع الكائنات جميعها، ما عزز من مكانة الإمارة بعدّها نموذجاً عالمياً في مجال الرفق بالحيوان، وقد أصدر سموه قانوناً لتنظيم هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، والتي يعدّ المأوى أحد المراكز التابعة لها.
يتكون المأوى من قسمين أساسيين، فمن جهة يوجد القسم الإداري الذي يتولى استقبال المراجعين، وتسجيل الشكاوى، والتعامل مع طلبات التبني، ومن جهة أُخرى توجد عيادة بيطرية شاملة تتكفل بتقديم الخدمات العلاجية والوقائية واللقاحات اللازمة للقطط والكلاب، وقد رُوعي في تصميم المأوى توفير غرف مكيفة مخصصة للقطط، فضلاً عن تخصيص فضاءات واسعة للكلاب، ما يسهم في خلق بيئة صحية متكاملة تلبي احتياجات هذه الحيوانات وتراعي خصوصياتها المختلفة.
يوفّر المأوى فُرَصَ تبنٍّ مدروسة للقطط والكلاب بنظام متكامل يضمن انتقالها إلى بيئات مناسبة، وذلك بإجراءات علمية منظمة تبدأ بملء استمارة خاصة بالراغبين في التبني، ثم مقابلة مع الطبيب البيطري للتأكد من أهلية المتبني وقدرته على رعاية الحيوان على نحو سليم، ويستقبل المأوى الراغبين في التبني طيلة أيام الأسبوع من الأحد إلى الخميس.
ويُشرف على عملية التبني فريق متخصص يقدم الإرشادات اللازمة إلى كيفية العناية بالحيوان المتبنى، ويزود المتبني بسجل صحي كامل للحيوان وشريحة إلكترونية تحمل رقماً خاصاً به، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير بضمان حياة كريمة للحيوانات المتبناة.
يؤدي المأوى دوراً محورياً في الحفاظ على التوازن البيئي بتبنيه برنامج الجمع، والإخصاء، والإعادة للقطط الضالة، الذي يُعد الأسلوب الأمثل والأكثر رفقاً للتحكم بأعدادها وتكاثرها في المناطق العامة.
وتمر القطط التي تلتقط من الشوارع بسلسلة من الإجراءات الطبية تشمل الفحص الشامل، وضمان خلوها من الأمراض، والإخصاء، ثمَّ توضع علامة مميّزة على أذنها قبل إطلاقها مجدداً في بيئتها الأصلية، وذلك حرصاً على استمرارية التوازن البيئي السليم، ويرتبط هذا الإجراء ارتباطاً وثيقاً بالدور الحيوي الذي تؤديه هذه القطط في البيئة المحيطة بإسهامها الفعّال في السيطرة على انتشار الحشرات، والقوارض الضارة، ومكافحتها.
تتضافر جهود الفرق المتخصصة في المأوى مع بلدية الشارقة وسائر بلديات الإمارة للتصدي إلى ظاهرة الحيوانات الضالة، وذلك بنظام متكامل للاستجابة إلى الشكاوى والبلاغات المقدمة من السكان، وفق منهجية إنسانية راقية تضمن حماية المجتمع من المخاطر المحتملة، وتشمل استراتيجيات السيطرة على إيواء الكلاب الضالة داخل المنشأة حفاظاً على أمن السكان وسلامتهم، في حين تخضع القطط إلى برنامج الجمع من الشوارع المتخصص بالإخصاء، ثم إعادة إطلاقها في مواطنها الأصلية.
يضطلع المأوى بدور جوهري في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الرفق بالحيوان وأساليب التعامل السليمة معه، وذلك بمنظومة متكاملة من الأنشطة التثقيفية، فيستقبل المأوى الطلبة من مختلف المراحل التعليمية، ويقدم لهم شروحات وافية عن مفاهيم التبني وأصول رعاية الحيوانات، ويحرص المأوى أيضاً على تنظيم فعالية "يوم التبني" بصورة منتظمة، فضلاً عن وجوده النشط عبر منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة ونشر المحتوى التوعوي ، إلى جانب التواصل المستمر مع وسائل الإعلام المختلفة.
وتتمحور رسالة المأوى التوعوية حول ترسيخ المسؤولية المجتمعية تجاه الحيوانات الأليفة، وتعريف الجمهور بوسائل العناية الصحيحة، وتثقيفهم بمخاطر الممارسات العشوائية في التكاثر والتربية، ما يسهم في تشكيل مجتمع يتحلى بقيم الرأفة والإحسان إلى الحيوان.
ختاماً، يمثل مأوى الشارقة للقطط والكلاب نموذجاً متميّزاً للمؤسسات المعنية بالرفق بالحيوان؛ فهو يجمع بين تقديم الرعاية المباشرة للحيوانات المشردة، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التعامل الإنساني معها، ما يجعله صرحاً حضارياً يعكس القيم النبيلة التي تتبناها إمارة الشارقة.
المراجع
[1] sheikhdrsultan.ae, سلطان القاسمي يصدر قانون تنظيم هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة
[2] ec.shj.ae, طلب تسليم القطط والكلاب
[3] sharjah24.ae, مأوى الشارقة للقطط والكلاب يحافظ على البيئة من الحيوانات السائبة
[4] youtube.com, أخبار الدار | جهود الشارقة بارزة في رعايتهم من خلال مأوى الشارقة للقطط و الكلاب